مسند أحمد :
( ... فقال له علي : أخرج معك؟ قال : فقال له نبي الله : لا ، فبكى علي ، فقال له : أما ترضى أنّ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّك لست بنبي ، إنّه لا ينبغي أنّ أذهب إلّا وأنت خليفتي. قال : وقال له رسول الله : أنت وليي في كلّ مؤمن بعدي. وقال : سدّوا أبواب المسجد غير باب علي فقال : فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره قال : وقال : من كنت مولاه فإنّ مولاه علي ) (١).
المستدرك للحاكم النيسابوري :
الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفراييني ، ثنا عمير بن مرداس ، ثنا عبد الله ابن بكير الغنوي ، ثنا حكيم بن جبير ، عن الحسن بن سعد مولى على عن علي رضي الله عنه : ( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أراد أن يغزو غزاة له قال : فدعا جعفراً فأمره أن يتخلّف على المدينة ، فقال : لا أتخلّف بعدك يا رسول الله أبداً ، قال : فدعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله فعزم على لما تخلّفت قبل أن أتكّلم ، قال : فبكيت فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما يبكيك يا علي؟ قلت : يا رسول الله يبكيني خصال غير واحدة ، تقول قريش غداً : ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمّه وخذله ، ويبكيني خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرّض للجهاد في سبيل الله ؛ لأنّ الله يقول : ( ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً ) إلى آخر الآية ، فكنت أريد أن أتعرّض لفضل الله ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أمّا قولك تقول قريش ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمّه وخذله ، فإنّ لك بى
__________________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل ج ١ ، ص ٣٣١.