وقال ابن كثير : ( كان عابداً زاهداً ) (١).
وقد ظهرت منزلته العلمية في قضية اتّفقت للمتوكل ، عجز العلماء عن إعطاء الرأي الصحيح فيها ، فحلّها الإمام عليهالسلام ، وقد ذكر القصّة الخطيب البغدادي في تاريخه (٢).
والإمام العسكري عليهالسلام الذي كان أكثر عمره الشريف تحت النظر والحصار ، وممنوع من الالتقاء به ونشر علمه ، ومع ذلك فقد ظهرت منه فوائد وكرامات نقلت عنه في كتب أهل السنّة (٣).
وقد عرف الإمامان الهادي والعسكري عليهماالسلام بالعسكريين لحصرهما في المعسكر العباسي ، ورغم ذلك فهم لم يستطيعوا أن يطفؤوا نور الله ، ولم ولن يستطيع من كان قبلهم ولا من أتى بعدهم.
ثمّ بعده الإمام الثاني عشر محمّد بن الحسن المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه ) ، وفيه بحث خاص حول وجوده الشريف ، وغيبته ، وما يتعلّق بذلك بالأدلّة الوثيقة من كتب الزيدية والسنة ، وذلك في كتابي ( وعرفت من هم أهل البيت عليهمالسلام ) فراجع.
وبعد أن سردنا بالدليل أقوال أئمة أهل البيت عليهمالسلام في أنفسهم ، وأقوال من خالفهم فيهم وفي أنفسهم نسرد بالدليل أيضاً أقوال الأئمة الأربعة في أنفسهم
__________________
١ ـ البداية والنهاية ٦ : ١١ ـ ١٥.
٢ ـ تاريخ بغداد ج ١٢ص ٥٦ ـ ٥٧.
٣ ـ راجع : الفصول المهمة في معرفة الأئمة ص ٢٨٤ ـ ٢٩٠ ـ ، وروض الرياحين لليافعي ، وعنه جواهر العقدين ق ٢ج ٢٤٣١ ، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني٢١٨.