عن الدنيا ، وتوجّه لعبادة المولى فلا يضرّك. قال المنصور : إنّك تقول بإمامته ، والله إنّه إمامك وإمامي ، وإمام الخلائق أجمعين ، والملك عقيم فاتني به ... ) (١).
وفي ينابيع المودّة أيضاً بسنده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قوله للإمام الباقر عليهالسلام : ( يا مولاي إنّ جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لي : إذا لقيته فأقرأه منّي السلام وقد أخبرني أنّكم الأئمّة الهداة من أهل بيته بعده ، أحكم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً ، وقال : لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ) (٢).
وعن كتاب ( مناقب آل أبي طالب ) في أحوال الإمام الصادق عليهالسلام عن مسند أبي حنيفة ، قال : قال الحسن بن زياد : ( سمعت أبا حنيفة ، وقد سئل من أفقه من رأيت؟ قال : جعفر بن محمّد ، لما أقدمه المنصور بعث إليّ ، فقال : يا أبا حنيفة ، إنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمّد ، فهيّئ له من مسائلك الشداد ، فهيّأت له أربعين مسألة ، ثمّ بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة ، فأتيته فدخلت عليه ، وجعفر جالس عن يمينه ، فلمّا بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر ، فسلمت عليه ، فأومأ إلي ، فجلست ثمّ التفت إليه فقال : يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة. قال : نعم ، أعرفه. ثمّ التفت إلي ، فقال : يا أبا حنيفة الق على أبي عبد الله من مسائلك. فجعلت ألقي عليه ، ويجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا ،
__________________
١ ـ ينابيع المودّة : ج ٣ ، ص ١٦٥ ، باب ٦٥. " انظر وتأمّل أيّها المنصف إلى هذا السلطان الظالم الجائر ، كيف أنطقه الله بالصواب مرغماً ، وأجرى الحقّ على لسانه كما حصل لغيره كمعاوية لأهل البيت عليهمالسلام ، واعترفوا بإمامتهم على جميع الخليقة من قبل الله تعالى ، ثمّ يبادرون إلى قتالهم ، وأخذ حقّهم الذي منحهم الله إيّاه ويحتجّوا بأنّ الملك عقيم ".
٢ ـ ينابيع المودّة : ج ٣ ، ص ٣٩٩.