ومؤمنة. فهذا تسليم ورضا وتحكيم.
ثمّ بعد هذا غلب الهوى بحبّ الرئاسة ، وحمل عمود الخلافة ، وعقود البنود ، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار ، وسقاهم كأس الهوى ، فعادوا إلى الخلاف الأوّل ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً ) (١).
فلابدّ من التسليم والاعتراف بأنّ أهل البيت عليهمالسلام ظُلموا وأُخذ حقّهم ، وإلّا فسوف يكون العناد اتّباع للهوى ، فلا فرق بين من ظلم أهل البيت عليهمالسلام ذلك الزمان ومن أعان عليه الآن.
٤ ـ يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثني عشرية : بأنّ لفظة ( مولى ) لا تجيء بمعنى الأولى بإجماع أهل اللغة.
نقول في الجواب :
أولاً : هناك قاعدة في علم الحديث يعبّرون عنها بقاعدة الحديث يفسّر بعضه بعضاً ، ونحن لاحظنا هذين اللفظين ( من كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ) ، ( من كنت وليّه فهذا وليّه ) ، فلو كان هناك إبهام في معنى كلمة المولى ومجيء هذه الكلمة بمعنى الأولى ، فإنّ اللفظ الأوّل يفسّر اللفظ الثاني.
ثانياً : الرواية التي أوردناها سابقاً تقول : ( من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ). فلفظ وليّه جاء لله وللرسول ، فولاية علي سواءً قال مولاه أو وليّه فهي شبيهة بولاية الله ورسوله ، فهي مطلقة ولم تقيّد.
__________________
١ ـ سرّ العالمين ، المقالة الرابعة : ٣٩.