أساس له من الصحة ،
ولم ينطق به رسول الله إطلاقاً ؛ أنّ أبا بكر نفسه كان يكتب عن رسول الله بعض
الأحاديث التي جمعها في عهد النبيّ ، ثمّ بعدما تولّى الخلافة بدا له أن يحرقها
لأمر قد لا يخفى على الباحثين.
فها هي ابنته عائشة تقول : جمع أبي
الحديث عن رسول الله فكانت خمسمائة حديث ، فبات يتقلّب ، فقلت : يتقلّب لشكوى أو
لشيء بلغه ، فلمّا أصبح قال : أي بنية هلمّي بالأحاديث التي عندك ، فجئته بها
فأحرقها .
وهذا عمر بن الخطّاب أيضاً في خلافته
يخطب يوماً في الناس قائلا : « لا يبقين أحد عنده كتاباً إلاّ أتاني به فأرى فيه
رأيي « فظنوا أنّه يريد النظر فيها ليقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه
بكتبهم فأحرقها بالنار » .
كما بعث في الأمصار يأمرهم : « من كان
عنده شيء فليمحه » .
فهذا أكبر دليل على أنّ الصحابة عامّة ،
سواء منهم المقيمين في المدينة أو في بقية الأمصار الإسلامية الأُخرى ، كلّهم
عندهم كتبٌ جمعوا فيها الأحاديث النبويّة التي كتبوها على عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأحرقت
كلّها بفعل أبي بكر أوّلا ، ثمّ عمر ثانياً ، ومُحيتْ بقية الكتب التي في الأمصار
بأمر عمر في خلافته .
__________________