بالرّجم كما توعّده بذلك.
والنتيجة : إنّ خالد بن الوليد وعمر بن الخطّاب كانا مترادفين في الشدّة والغطرسة ، كلّ منهما فظّ غليظ القلب ، عمل كلٌ منهما على مخالفة السنّة النبويّة وعصيان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد وفاته ، كما كان كلّ منهما يبغضُ وصيّ النبيّ ويعمل على إبعاده ، وقد تآمر خالد مع عمر وأبي بكر على اغتيال علي عقيب وفاة النبيّ (١) ، ولكنّ الله سبحانه وتعالى نجّاهُ منهم ليقضيَ أمراً كان مفعولا.
ومرّة أُخرى يتّضح لنا بعد دراسة شخصيّة خالد بن الوليد الذي يتغنّى به « أهل السنّة والجماعة » بأنّهم أكثر بُعداً عن السنّة النبويّة ، وهم يقتدون بمن خالفها ونبذها وراء ظهره ، ولم يراع لها ولا لكتابِ الله حرمة ولا احتراماً.
هو من الصحابة المتأخّرين عن الإسلام ، وعلى حسب ترتيب الطّبقات لابن سعد ، فهو يُعدّ من الطبقة التاسعة أو العاشرة.
قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في آخر السنة السابعة للهجرة ، وبذلك يقول المؤرّخون بأنّ صحبته للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تتجاوز ثلاث سنين (٢) على أكثر تقدير ، ومنهم من ينزل بتلك الصحبة إلى أقلّ من سنتين باعتبار أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثه مع ابن الحضرمي إلى البحرين ، فتُوفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو بالبحرين.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٣٠ : ٣٠٧.
٢ ـ صحيح البخاري ٤ : ١٧٥ في ما رواه أبو هريرة عن نفسه ، باب علامات النّبوة.