قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الشيعة هم أهل السنّة

الشيعة هم أهل السنّة

الشيعة هم أهل السنّة

تحمیل

الشيعة هم أهل السنّة

43/522
*

الحادث الثاني في مخالفتهم للسنّة النبويّة

ذلك هو رفضهم الالتحاق بجيش أُسامة الذي عبّأه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنفسه ، وأمرهم بالسّير تحت قيادته ، يومين قبل وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ووصل الأمر بهم إلى الطعن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانتقاده ، إذ ولّى عليهم شاباً صغيراً لا نبات بعارضيه ، عمره سبعة عشر عاماً.

وتخلّف عن السير أبو بكر وعمر وبعض الصحابة ، ولم يلتحقوا بالجيش بدعوى إدارة أمر الخلافة ، رغم لعن الرسول لمن تخلّف عن أُسامة (١).

أمّا علي وأتباعه فلم يعيّنهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجيش وذلك لحسم الخلاف ، وليصفُوا الجوّ ويخلو من أُولئك المعاندين والمعارضين لأمر الله ، فلا يرجعوا من مؤتة إلاّ والأمر قد استتبّ لعلي كما يريده الله ورسوله في خلافة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

لكنّ دهاة العرب من القريشيين عرفوا ذلك منه ، فرفضوا الخروج من المدينة ، وتباطأوا حتى لحقَ الرسول بربّه ، فأبرموا أمرهم كما خطّطوا له من قبل ، وأبعدوا ما أراده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو بعبارة أُخرى رفضوا السنّة النبويّة.

وبهذا يتبيّن لنا ولكلّ باحث أنّ أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعبد الرحمان

__________________

١ ـ الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٥٢.