أساس له من الصحة ، ولم ينطق به رسول الله إطلاقاً ؛ أنّ أبا بكر نفسه كان يكتب عن رسول الله بعض الأحاديث التي جمعها في عهد النبيّ ، ثمّ بعدما تولّى الخلافة بدا له أن يحرقها لأمر قد لا يخفى على الباحثين.
فها هي ابنته عائشة تقول : جمع أبي الحديث عن رسول الله فكانت خمسمائة حديث ، فبات يتقلّب ، فقلت : يتقلّب لشكوى أو لشيء بلغه ، فلمّا أصبح قال : أي بنية هلمّي بالأحاديث التي عندك ، فجئته بها فأحرقها (١).
وهذا عمر بن الخطّاب أيضاً في خلافته يخطب يوماً في الناس قائلا : « لا يبقين أحد عنده كتاباً إلاّ أتاني به فأرى فيه رأيي « فظنوا أنّه يريد النظر فيها ليقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار » (٢).
كما بعث في الأمصار يأمرهم : « من كان عنده شيء فليمحه » (٣).
فهذا أكبر دليل على أنّ الصحابة عامّة ، سواء منهم المقيمين في المدينة أو في بقية الأمصار الإسلامية الأُخرى ، كلّهم عندهم كتبٌ جمعوا فيها الأحاديث النبويّة التي كتبوها على عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأحرقت كلّها بفعل أبي بكر أوّلا ، ثمّ عمر ثانياً ، ومُحيتْ بقية الكتب التي في الأمصار بأمر عمر في خلافته (٤).
__________________
١ ـ كنز العمّال ١٠ : ٢٨٥ ح٢٩٤٦٠ ، تذكرة الحُفّاظ للذهبي ١ : ٥.
٢ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ١٨٨ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٥٩.
٣ ـ كتاب العلم للنسائي : ١١ ، كنز العمال ١٠ : ٢٩٢ ح٢٩٤٧٦.
٤ ـ أنظر رعاك الله إلى هذا العمل الشنيع الذي فعله الخلفاء أبو بكر وعمر اتّجاه