وقد ثبت بالدليل العلمي وبالتاريخ ، وما كتبه أصحاب السير بأنّ عليّاً كان المرجع الوحيد لكلّ الصحابة عالمهم وجاهلهم ، ويكفي أن يعترف « أهل السنّة » بأنّ عبد الله بن عباس ـ والذي لقبوه بحبر الأُمّة ـ تلميذه وخريجه ، كما يكفي
__________________
وما فاتنا أكثر.
وبعد ما عرفنا مصادر الأحاديث والمصحّحين لها من العلماء والحفاظ نعرف بأنّ ما ذكره عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : ١٧٨ غير صحيح بتاتاً ، بل بتر الكلام وحاول تشويه صورة الأحاديث بكلّ ما أوتي من قوّة نصب وعداء لأهل البيت عليهمالسلام ولعلي بن أبي طالب خاصّة ، ولإثبات ذلك نتعرض لبعض ما ذكره حول بعض الأحاديث :
١ ـ ضعّف حديث : ( علي مع الحقّ والحقّ معه ) ، وأورد كلام الهيثمي في المجمع ولم يحققه بين سعد بن شعيب ، وسعيد بن شعيب.
أضف إلى ذلك أنّ الحديث ورد بطرق أُخرى غير طريق الهيثمي في المجمع ، وقد ذكرنا طرقه في الصفحة السابقة.
٢ ـ حديث : ( علي مع القرآن والقرآن معه ) ضعّفه بذكر رواية الطبراني فقط ، مع أنّ الحديث رواه الحاكم في المستدرك وصحّحه ووافقه الذهبي على ذلك. وسنده لا غباره عليه.
٣ ـ حديث : ( إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ) ضعّفه مع أنّ الحديث صحّحه الألباني والحاكم والذهبي والهيثمي وغيرهم.
٤ ـ حديث : ( علي منّي وأنا منه ) أوهم القارئ أنّه ضعيف وأرجعه إلى ردّه على كتاب « ثمّ اهتديت » ، مع أنّه في ردّه على كتاب « ثمّ اهتديت » لم يتعرّض لحديث ( علي منّي وأنا منه ) ، ولم يذكره أصلا!!
وهكذا تعرف أنّ عثمان الخميس في كلامه لا يرتكز على موازين علمية ، وإنّما يلقي الكلام على عواهنه تعصّباً لعقيدة النواصب من بني أُميّة وغيرهم.