دين الله أهواء وآراء وما تشتهيه أنفسهم (١).
نعم ، إنّهم جماعاتٌ متعدّدة تفرّقوا في أحكام الله ورسوله ، ولكنّهم اجتمعوا واتّفقوا على تصحيح خلافة السقيفة الجائرة ، وترك وإبعاد العترة الطاهرة.
كيف لا نعجب من هولاء الذين يتبجّحون بأنّهم « أهل السنّة » وقد تركوا أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتمسّك بالثّقلين كتاب الله والعترة ، رغم إخراجهم هذا الحديث وتصحيحه؟! فإنّهم لم يتمسكوا لا بالقرآن ولا بالعترة ؛ لأنّهم
__________________
١ ـ قال الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني في الضعيفة ١ : ١٤١ ـ ١٤٢ تعليقاً على حديث « ٥٧ ـ اختلاف أُمتي رحمة » : ( وإنّ من آثار هذا الحديث السيئة أنّ كثيراً من المسلمين يقرّون بسببه الاختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة ، ولا يحاولون أبداً الرجوع بها إلى الكتاب والسنّة الصحيحة ، كما أمرهم بذلك أئمتهم رضي اللّه عنهم ، بل إنّ أُولئك ليرون مذاهب هؤلاء الأئمة رضي اللّه عنهم إنّما هي كشرائع متعدّدة!!
وبسبب هذا الحديث ونحوه ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية والعملية ..
وإن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف ، والإصرار عليه ، فانظر إلى كثير من المساجد ؛ تجد فيها أربعة محاريب يصلي فيها أربعة من الأئمة ، ولكلّ منهم جماعة ينتظرون الصلاة مع إمامهم كأنّهم أصحاب أديان مختلفة! وكيف لا وعالمهم يقول : إنّ مذاهبهم كشرائع متعددّة!! .. ) إلى آخر كلامه الذي يبيّن فيه شدّة الاختلاف الواقع بينهم بحيث أصبحوا شرائع متعددّة ؛ لأنّهم يختلفون كثيراً في الأُصول والفروع ، وعليه فمقولة أهل السنّة والجماعة ما هي إلاّ أُكذوبة ، يكذبونها أنفسهم كما رأيت من كلام الشيخ الألباني.
ويوجد نحو هذا الكلام ـ أيضاً ـ عند المناوي في فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ : ٢٧٢ نقلا عن الإمام الذهبي.