بتركهم للعترة الطاهرة فقد تركوا القرآن ، لأنّ الحديث الشريف مفاده أنّ القرآن والعترة لا يفترقان أبداً ، كما أخبر بذلك رسول الله بقوله : « وقد أنبأني اللّطيف الخبير بأنّهما ( القرآن والعترة ) لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض » (١).
وكيف لا نعجبُ من قوم يدّعون أنّهم « أهل السنّة » وهم يخالفون ما ثبت في صحاحهم من فعل النبيّ وأوامره ونواهيه (٢)؟
أمّا إذا اعتقدنا وصحّحنا حديث : « تركت فيكم كتاب الله وسنّتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » كما يحلو لبعض « أهل السنّة » أن يثبتوه اليوم ، فإنّ العجب سيكونُ أكبر والفضيحة أظهر ؛ إذ إنّ كُبراءهم وأئمّتهم هم الذين أحرقوا السنّة التي تركها رسول الله فيهم ، ومنعوا من نقلها وتدوينها ، كما عرفنا ذلك فيما تقدم من أبحاث سابقة.
وقد قال عمر بن الخطّاب بصريح اللّفظ : « حسبنا كتاب الله يكفينا ».
__________________
١ ـ أخرجه الإمام أحمد ٣ : ١٧ من مسنده ، والمستدرك للحاكم ٣ : ١٤٨. وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه ، وصحّحه الإمام الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحّته على شرط الشيخين ، وورد بلفظ ( يتفرّقا ) في مجمع الزوائد ١ : ١٧٠ وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ، سنن الترمذي ٥ : ٣٢٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٤١٨ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة ، الألباني ٤ : ٣٥٥ ، ح١٧٦١.
٢ ـ أخرج البخاري في صحيحه بأنّ النبيّ نهى عن صلاة التراويح في رمضان جماعة وقال : « صلّوا أيّها الناس في بيوتكم ، فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته ما عدا الصلاة المكتوبة ». ولكنّ أهل السنّة تركوا نهي الرسول واتّبعوا بدعة عمر بن الخطّاب.