النجاة على الذين قنعوا بذلك الركام وتعبّدوا به على أساس أنّه الدين الإسلامي في أجلى مظاهره ، ولو التفت الناس إلى ما حولهم وتعرّفوا على ما يحيط بهم من نظريات وأفكار لتبيّن العقلاء منهم مورده ، ولصحّح طريقه. وإنّني كلّما عادت بي الذكرى إلى ما كنت فيه من تيه وضلال ، واسترجعت ذلك الاعتقاد الذي لا يمت بحقيقة التوحيد الإسلامي الصافي بصلة ، حمدت الله تعالى على استنقاذي من عبادة الشبه والوهم ، وهدايتي إلى توحيد آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، الذي غرسوه في خُلّص أتباعهم ، وانتقل منهم إلى المؤمنين في كلّ عصر ; لذلك فإنّني أنصح من بقي بعيداً عن هذه المنن الإلهيّة والعطايا الربانيّة ، أنْ لا يتردد في بذل الجهد لمعرفة الحق ; لأنّ الجزاء الذي أعدّه المولى سبحانه وتعالى لأوليائه ليس سهلاً ، ولا يُعطى لكلّ من ادّعى الإسلام بلا بيّنة.
صراطه تعالى واضح ، ونهجه للسالكين ميسّر ، فقط طهّر قلبك ، والق من على كاهلك أوزار غيرك ، فإنّك بحول الله ستصل إلى ما وصلت إليه أنا من نعمة لا تضاهيها نعمة ، وهي موالاة الطاهرين واتّباعهم ، أئمة الدنيا والآخرة ، فالحمد لله على كلّ حال ونعوذ به من حال أهل النار.