الحلقة السابعة
الكذب على الشيعة هو الذي شيّعني
أمّا محمد فقد قال : كنت إمرئاً متمنطقاً ومتعقلاً ، لا أُثبّتُ شيئاً ولا أنفيه إلّا بالدليل الحقيقي والحجّة التي تدحض الشكّ ، وتحوله إلى يقين ، ذلك لم أكن أعتبر نفسي منذ أن دخلت سنّ التكليف أنّني مالكيّ المذهب ، بل على العكس ، كنت أرى ذلك ترجيحاً بلا مرجح ، لأنّ الانتماء إلى فكرة تحتاج إلى إثباتها علميّاً وعمليّاً ، وهو أمر غير متوفّر في أغلب المتدينين بالوراثة ، وأنا أرفض هذا المنحى وأستهجنه ، فكان انتمائي إلى الإسلام بمفهومه العام ، وليس إلى مذهب معين من المذاهب المتداولة بين المسلمين.
وفوق ذلك ألزمت نفسي بأنْ أدرس التاريخ الإسلامي ، من أيّ مصدر إسلامي ، لعلّني أجد بين طيّاتها ما يرشدني إلى إتّباع الحقّ ، وكان تاريخ الأمم والملوك للطبري وتاريخ ابن الأثير ( الكامل ) وكتابه النهاية أيضاً ، ومروج الذّهب للمسعودي ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، باعتبارها أقدم الكتب التي اعتمد رواياتها القدامى والمتأخرون فقررت تتبع وقراءة تلك الكتب لعليّ أحصلُ على مبتغاي.
كان اهتمامي منحصراً في أحداث القرن
الأول من الهجرة المباركة من بعثة النبي صلىاللهعليهوآله
، إلى نهاية القرن الأول ، وكانت مسألة الحكومة بعد النبي صلىاللهعليهوآله بالنسبة لي محسومة بمبدأ الشورى ، فقد كنت أراها تتماشى وعقلية العصر في التنفر من كلّ ما يرمز من قريب أو بعيد لمبدأ الوراثة والملك ، ولأنّني لم أكن مطّلعاً على النصوص التي وردت في ديننا الإسلامي ، والتي كانت تخصّ الوصيّة والتعيين ،