الحلقة التاسعة عشر
شيّعني كتاب علل الشرائع
عادل ، رجل عرف الالتزام بشعائر الدين منذ نعومة أظفاره ، إلى أنْ تقدّمت به السنّ لم يتغير في أداء تكاليفه ، ولا انقطع عنها يوماً ، عُرف بين أقرانه بحماسته الكبيرة ، وغيرته على الدين ، فكان مرجع دائرته فيما يخصّ أخبار المسلمين ، فاشتغل بذلك الأمر حتّى نسي نفسه ، وزاده تنامي الصحوة الإسلامية في ربوع العالم الإسلامي تمسّكاً ومضيّاً من أجل إعلاء كلمة الله ، ونبذ ما دونها من باطل وأراجيف.
لم يكن متعصبا في مناقشاته وحديثه ، ولا كانت مسلماته تلجئه إلى ذلك ، كان يعتمد الأساليب المنطقيّة في استكشاف الحقيقة ، فعقله عنده ميزان أودعه الله تعالى في رأسه ليزن به الأشياء.
ولمّا عزمت على عقد جلسة الإفادة ، دعوته ليقدّم كيفيّة تشيّعه ، فجاء رغم كثرة مشاغله واضعاً تلك الجلسة موضع الأولويّة ، ولمّا جاء دوره قال : « توفيّ أحد الأقارب ، وكنت ضمن المودّعين ، كان يوماً قائظاً من أيّام الصيف ، وكان المكان صحراويّا تلفح حرارته الجسم ، من أخمص القدمين إلى الرأس ، ولم يكن هناك بدّ من الإسراع في إقامة صلاة الجنازة عليه ، ومواراته التراب أثناء أداء صلاة الجنازة وفي مختتمها سمعت أحدهم يكبّر تكبيرةً زائدة على المعروف والمعمول به عندنا ، فقلت في نفسي لعلّ الرجل نسي نفسه فكبّر دون أنْ يلتفت إلى ذلك.
ورغم حرارة الطقس العالية ، فقد أبى
المشيّعون وخاصّة كبار السنّ ومن تبعهم