بالطاهرة لشدة عفتها ، ولمكانتها الرفيعة كان أشراف قريش كلهم حريصين على الاقتران بها ( إذ أنها لم يكن لها زوج وقد بلغت الأربعين من عمرها كما تذكر كتب التاريخ ) وكانوا يقدمون لها العروض المغرية ، ولكنها كانت ترفضهم الواحد بعد الآخر ، ولكن بعد ما سمعت ورأت من صفات وأخلاق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعثت إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالت له : يا بن عم أني قد رغبت فيك لقرابتك وشرفك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك ، وعرضت عليه الزواج منها ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عمه أبا طالب وأخبره بأنه يريد الزواج من خديجة ، ففرح عمه بذلك ، فقصد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع نفر من أعمامه يتقدمهم أبو طالب طالبا خديجة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان والدها قد توفي ، فخطبها عمه أبو طالب من عمها ( عمر بن أسد ) وخطب أبو طالب خطبته وقال :
الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم ( عليه السلام ) وذرية إسماعيل ( عليه السلام ) وجعل لنا بيتا محجوبا ، وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ، وأن ابن أخي محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يوازن برجل من قريش إلا رجح عليه ، ولا يقاس بأحد إلا كان أعظم منه ، وإن كان في المال قل ، فإن المال رزق حائل وظل زائل وله في خديجة رغبة ، ولها فيه رغبة ، وصداق ما سألتموه عاجله من مالي ، وله والله خطب عظيم