الله سبحانه إليه في جبل سيناء أيضا ، وكان القصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والأعياد والصلوات والصيام والتطهير.
وكانت هذه الشرائع العبادية عرضة للتعديل ، وحسب تطورات الحياة. وموسى ( عليه السلام ) نفسه وضع بعض تعديلاتها بعد ثمان وثلاثين سنة من وضعها ، وهذا فرق أساسي بين الوصايا الأخلاقية والجانب العبادي في الشريعة. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لأنها صالحة لكل زمان ومكان ، وأما الطقوس العبادية فهي معرضة لطبيعة الظروف إلى حد بعيد (١).
ثالثا : المعاملات المدنية ( الأسرية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ، القضائية ) : وهي كثيرة ومنها قصاص القاتل ( تك : ٨ : ٦ ) والزانية ( تك : ٣٨ : ٢٤ ) والتمييز بين الحيوانات الطاهرة والنجسة ( تك ٨ : ٢٠ ) وعدم أكل ما قدم للأوثان والمخنوقة. وغسل مس الجثة ( عد ١٩ : ١١ ) وغيرها الكثير ..
هذه باختصار الشريعة الموسوية ، ولنرى الآن موقف المسيح منها من خلال العهد الجديد ..
فالمسيح ( عليه السلام ) جاء مكملا لشريعة موسى ( عليه السلام ) وهذا ما كان يقوله في تعاليمه لتلاميذه والناس لا تظنوا أني
__________________
(١) قاموس الكتاب المقدس : ٩٧٨.