وقيل أكثر من ذلك قليلا (١).
فذاق هذا الطفل الحرمان منذ طفولته ، و قد تكفل به جده عبد المطلب سيد قريش ، وكان يحبه كثيرا ، وشديد الرعاية له ، فإنه كان يفضله على جميع ولده ، وكانت ملامح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والبركات والمعجزات التي رافقته منذ ولادته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تدفع جده إلى التنبؤ بمستقبل عظيم لهذا اليتيم ، حيث ينقل المؤرخون عنه أنه كان يقول :
أن لابني هذا شأنا ، ولكن طواغيت وجبابرة مكة لم تكن تعلم يومئذ ما تخبئه الأيام القادمة من أمر يتيم عبد المطلب هذا ...
ولم يدم هذا الحنان والعطف الذي أحاطه به جده ( عبد المطلب ) كثيرا ، إذ أن الموت ، سنة الله في خلقه ، نزل به ولم يكمل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الثامنة من عمره ، واعتصر قلب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ألما وحزنا على فراق جده العطوف ، الذي كان بلسما لجراحات يتمه ، وأوصى به جده حين وفاته ابنه ( أبا طالب ) عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي كان أخا لعبد الله والد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أم واحدة ، فتكفله أبو طالب ، وشمله برعايته وعطفه ، فكان خير كفيل له في صغره ، وخير ناصر ومعين عندما أحتاج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
__________________
(١) سيد المرسلين : ص ٢٢٧.