لقد كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما يتصف به من الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة ، قدوة بين قومه و عشيرته منذ شبابه ، ومثالا للنبل والشرف والشجاعة والصدق والأمانة ، فكانوا يلقبونه ( بالصادق الأمين ) ، فقد حضر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( في حلف الفضول ) (١) وهو لم يبلغ العشرين من عمره.
وينقل التاريخ أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أشتغل في فترة شبابه في رعي الغنم ، وقضى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شطرا من عمره في هذا المجال ، وبسبب الوضع المعيشي الصعب الذي كان يواجهه ، اقترح عليه عمه أبو طالب العمل في التجارة وكانت في مكة امرأة ذات مال كثير ، وذات شرف عظيم ، تستثمر أموالها في التجارة وهي خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها ) ، كانت تضارب الرجال بشئ تجعله لهم من أرباح التجارة ، وكانت تبحث عن رجل أمين لإدارة تجارتها ، وبما أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان مشتهرا بين الناس بأمانته وصدقه كما ذكرنا ، لذا بعثت إليه خديجة
__________________
(١) وكان الهدف من هذا الحلف هو الدفاع عن حقوق المظلومين والوقوف بوجه العدوان وجاء عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد بعثته لقد حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ولو دعيت إلى مثله لأجبت.