فخراً وعزاً أنّه كان
أول الذين صبروا وصمدوا وواجهوا ورابطوا ، وكان عنواناً عريضاً للمعارض الذي لا يستكين ، والباكي الذي فجّر بالدموع دماً ، والداعي الذي فتّت بدعائه الجلمود رقّة وعطفاً ، والناهض الذي يُرعب الأعداء بصمته وهيبته وسكوته ، ورفيق العبيد الذي يحصي عليه خصومه كلماته مع عبيده ، ويحصون عليه أنفاسه ، وطلعاته الليلية التي يحمل فيها جرابه ليطرق أبواب المحتاجين ويعطيهم مما أعطاه الله سرّاً...
هذا هو زين العابدين الذي سنقرأه دراسة
وتأمّلاً وتحليلاً ، وليس سرداً استعراضياً أو حكاية أو معجزة أو قصة ، أو سيرة تاريخية ، مع كامل اعتزازنا بمن قرأه هكذا من المؤلفين والمؤرخين والكتّاب ، فلكل كاتبٍ قارىء ، ولكلِّ زهرة نكهة...
وقد تمت هذه الدارسة في ستة فصول :
الاَول تناول ـ تحت عنوان (الإمام
السجاد عليهالسلام
في سطور) ـ المحطات الاساسية في حياته الشريفة والتأشير صوب الأدوار الرئيسية التي جسّدها في حياته.
وتناول الفصل الثاني ظاهرة البكاء عند
الإمام السجاد عليهالسلام
بالدراسة والتحليل.
واختص الفصل الثالث بدراسة ظاهرتي
العبادة والدعاء عنده عليهالسلام.
وتركز الفصل الرابع حول فلسفة الإمام عليهالسلام في الانفاق وتحرير
العبيد.
ولوقفة متأنية في (رسالة الحقوق) أفردنا
الفصل الخامس.
أمّا الختام فكان في خلاصة الجهاد
السياسي للإمام السجاد عليهالسلام
، وهو موضوع الفصل السادس والأخير.
والله تعالىٰ من وراء القصد ، عليه
توكّلنا ، وإليه أنبنا ، إنّه نعم المولىٰ ونعم النصير...