الآخرين ، الواحد تلو الآخر ويضع كل نقطة علىٰ حرفها ، محركاً كوامن النفوس مستنهضاً الفطرة السليمة بلا مساومة أو مداورة أو مماهاة فيقول في حق الرحم مثلاً :
« وأما حق الرحم.. فحق أمك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً ، وأطعمتك من ثمرة قلبها مالا يطعم أحد أحداً ، وأنّها وقَتْكَ بسمعها وبصرها وبيدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرةً فرحة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمّها حتىٰ دفعتك عنها يد القدرة ، وأخرجتك إلىٰ الأرض ، فرَضِيتْ أن تشبع وهي تجوع ، وتكسوك وتعرىٰ ، وترويك وتضمىٰ ، وتُظلك وتضحىٰ.. ».
إلى أن يقول عليهالسلام : « وتنعّمك ببؤسها ، وتلذّذك بالنوم بأرقها.. كان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء ، تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك ، فتشكرها علىٰ قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلّا بعون الله وتوفيقه.. ».
« ... وأما حق أبيك فأن تعلم أنّه أصلك ، وأنت فرعه ، وأنّك لولاه لم تكن ، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك ، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، ... واحمد الله واشكره علىٰ قدر ذلك... ».