وهيبة موقفه ، وبالتالي فإنّ الدائرة الاُولىٰ غير الثانية بالتأكيد..
ومن هنا نلمس الفرق بين الندبة المعروفة :
ويصيح واذلّاه أين عشيرتي |
|
وسراة قومي أين أهل ودادي |
وبين الاُخرىٰ التي تفجّر الدموع دماً
لا تطلبوا قبر الحسين بشرق أرضٍ أو بغربِ |
|
|
|
فدعوا الجميع وعرجّوا فمشهده بقلبي |
|
وكما ارتبك بعض المؤرخين في تفسير دور الإمام السجاد عليهالسلام في ريادة مشروع المعارضة للسلطة الأموية ، وأخفقوا في تفسير مواقفه الدقيقة لبلورة الاتجاه المناهض لها ، ارتبك بعضهم الآخر في تفسير ظاهرة البكاء المعروفة لديه ، وراحوا يشرّقون حولها ويغرّبون أيضاً..
نعم ، اتجه بعضهم إلىٰ تحليل الظاهرة علىٰ أنها فجيعة ولدٍ بأبيه وأخوته فقط ، وبالتالي فانها لا تعدو كونها عاطفةً جياشةً لا يمكن التحكّم بانفجارها وتدفّقها في لحظات الانفعال الوجداني الذي لا يُكبح.. فيما اعتبرها آخرون أُسلوباً سياسياً ذكياً لاستنهاض الناس وتذكيرهم بالظلامة الكبيرة التي لحقت بأهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبين هذا التفسير وذاك ، راح المؤرخون
يحلّلون ويكتبون ويبحثون ، وكلّ من زاويته أو فهمه للبكاء والتباكي ، فمن حزين مفجوع ينفّس ببكائه عن غصّة وألم دفينين لا يستطيع منهما فكاكاً ، إلىٰ بكّاءٍ متباكٍ ينوي ببكائه وتباكيه إذكاء نار الغضب المقدس ضد الظالمين الذين تجرأوا علىٰ ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأصحابه والصفوة من خيرة خلق الله بعد