والعصب والعروق فمن الرجل ، وأمّا اللحم والدم والظفر والشعر فمن المرأة » ، قالوا : صدقت يا محمد ، فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شيء ، أو يشبه أخواله وليس فيه من شبه أعمامه شيء؟ فقال : « أيهما علا ماؤه كان أشبه له » ، قالوا : صدقت يا محمد.
قالوا : فأخبرنا عن ربك ماهو؟ فأنزل الله سبحانه : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) (١) ، فقال له ابن صوريا : خصلة واحدة إن قلتها آمنتُ بك واتبعتك ، أي ملك يأتيك بما ينزل الله عليك؟
قال ـ ابن عباس ـ : قال : « جبريل » ، قالوا : ذاك عدونا ينزل بالقتال والشدة والحرب ، وميكائيل ينزل باليسر والرخاء ، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك لآمّنا بك » (٢).
١٤ ـ في تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ) (٣).
قال ابن عباس : « إن ابن صوريا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما جئتنا بشيء نعرفه ، وما أنزل الله عليك من آية بينّة فنتبعك لها ، فأنزل الله هذه الآية » (٤).
١٥ ـ في تفسير قوله تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ
____________
(١) الإخلاص / (١) ـ ٤.
(٢) مجمع البيان ١ / ٣١٥.
(٣) البقرة / ٩٩.
(٤) مجمع البيان ١ / ٣١٧.