بُعثت ، وقد جئتكم بما بعثني الله به ، فإن قبلتم وإلا فهو يحكم بيني وبينكم. قالوا : فأسقط علينا السماء كما زعمت أنّ ربك أن شاء فعل ذلك. قال : ذاك إلى الله ، إن شاء فعل. وقال قائل منهم : لا نؤمن حتى تأتي بالله والملائكة قبيلاً. فقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وقام معه عبد الله بن أبي أُمية المخزومي ، ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب ، فقال : يا محمد! عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله. ثم سألوك لأنفسهم أموراً فلم تفعل. ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به فلم تفعل. فو الله لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ سُلَّماً إلى السماء ، ثم ترقي فيه ، وأنا أنظر ، ويأتي معك نفر من الملائكة ، يشهدون لك ، وكتاب يشهد لك. وقال أبو جهل : إنّه أبى إلاّ سبّ الآلهة ، وشتم الآباء ، وأنا أُعاهد الله لأحملنّ حجراً فإذا سجد ، ضربت به رأسه. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حزيناً لما رأى من قومه ، فأنزل الله سبحانه الآيات » (١).
١٣ ـ في تفسير قوله تعالى : (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (٢).
قال ابن عباس : « إنّ ابن صوريا وجماعة من يهود أهل فدك ، لمّا قدم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم المدينة ، سألوه فقالوا : يا محمد كيف نومك ، فقد أخبرنا عن نوم النبيّ الذي يأتي في آخر الزمان؟ فقال : « تنام عيناي وقلبي يقظان » ، فقالوا : صدقت يا محمد.
فأخبرنا عن الولد يكن من الرجل أو المرأة؟ فقال : « أمّا العظام
____________
(١) مجمع البيان٦ / (٢٩١) ـ ٢٩٣.
(٢) البقرة / ٩٨.