وأذى كل واحد منها ما يضاده ويشترك (١) كلها نوعا من الشركة في أن الشعور بموافقتها (٢) وملائمتها (٣) هو الخير واللذة الخاصة بها ، وموافق كل واحد منها بالذات والحقيقة هو حصول الكمال الذي هو بالقياس إليه كمال (٤) بالفعل ، فهذا (٥) أصل.
وأيضا فإن هذه القوى وإن اشتركت (٦) في هذه المعاني فإن مراتبها في الحقيقة مختلفة ، فالذي كماله أفضل وأتم ، والذي كماله أكثر ، والذي كماله أدوم ، والذي كماله أوصل إليه وأحصل له ، والذي هو في نفسه أكمل فعلا وأفضل (٧) ، والذي هو في نفسه أشد إدراكا ، فاللذة التي له هي (٨) أبلغ وأوفر (٩) لا محالة ، وهذا أصل.
وأيضا فإنه قد يكون الخروج إلى الفعل في كمال ما بحيث يعلم (١٠) أنه كائن ولذيذ ولا يتصور كيفيته ولا يشعر بالتذاذه ما لم يحصل ، وما لم يشعر به لم يشتق إليه ولم ينزع نحوه ، مثل العنين (١١) فإنه متحقق (١٢) أن للجماع لذة لكنه (١٣) لا يشتهيه ولا يحن نحوه (١٤) الاشتهاء والحنين اللذين يكونان مخصوصين به ، بل شهوة (١٥) أخرى كما يشتهي من يجرب من حيث يحصل به (١٦) إدراك وإن (١٧) كان مؤذيا ، وبالجملة (١٨) ، فإنه (١٩) لا يتخيله. وكذلك حال الأكمه عند الصور الجميلة ، والأصم عند الألحان المنتظمة ، ولهذا يجب أن لا يتوهم العاقل أن كل لذة فهي (٢٠) كما (٢١) للحمار (٢٢) في بطنه وفرجه ، وأن المبادي الأولى المقربة عند رب العالمين عادمة اللذة (٢٣) والغبطة ، وأن (٢٤) رب العالمين ليس له في سلطانه وخاصيته البهاء الذي له وقوته الغير المتناهية أمر في غاية الفضيلة والشرف والطيب (٢٥) نجله عن (٢٦) أن نسميه (٢٧) لذة ، وللحمار (٢٨) والبهائم حالة طيبة ولذيذة ، كلا (٢٩) بل أي نسبة تكون لما للعالية إلى هذه الخسيسة ، ولكنا (٣٠) نتخيل هذا ونشاهده ولم نعرف
__________________
(١) ويشترك : فيشترك د. (٢) بموافقتها : بمراففتها ط. (٣) وملائمتها : وملائمها ح ، ط. (٤) كمال : كان ط. (٥) فهذا : فهو د. (٦) اشتركت : اشترك د. (٧) وأفضل : وأيضا ط. (٨) هى : ساقطة ب ، ح ، د ، ص ، م. (٩) وأوفر : وأفى ب ، م. (١٠) يعلم : ساقطة من م. (١١) العنين : العليل ب. (١٢) فإنه متحقق : فأن يتحقق د. (١٣) لكنه : ولكنه م. (١٤) نحوه : نحو د. (١٥) شهوة : لشهوة د. (١٦) به : بها ب ، ح ، د ، ص ، ط. (١٧) وإن : فأن د. (١٨) وبالجملة : وفى الجملة م ؛ فى الجملة ح ، د ، ص ، ط. (١٩) فإنه : ذاته م. (٢٠) فهى : فهو د ، م. (٢١) كما : كمال ح. (٢٢) للحمار : كالحمار د. (٢٣) اللذة : للذة ب ، د ، م. (٢٤) وأن : فأن د. (٢٥) والطيب : والطبيب ح ، ص ، ط. (٢٦) عن : من ط. (٢٧) نسميه : نسمى ب ، م. (٢٨) وللحمار : ثم للحمار ت ، ح ، د ، ص ، م. (٢٩) كلا : كل ح. (٣٠) ولكنا : ولكننا ط.