وأما قول هذا القائل (١) : إن هذا (٢) يكون كونا من الشيء بمعنى بعد ، فليس إذا كان بمعنى بعد كيف كان ، لم يكن الكون الذي (٣) نقصده ، فإنه لا بد في (٤) كل كون عن شيء أن يكون الكائن بعد ما عنه كان ، إنما الذي يزيفه المعلم الأول ولا يتعرض له هو أن لا يكون (٥) هناك معنى (٦) غير البعدية ، مثل المثل الذي يضر به ويشرحه ، وأما إذا كان من الشيء بمعنى أن كان بعده ، بأن بقي له من جوهره (٧) الذي كان أولا ما هو أيضا من جوهر الثاني لم يكن بمعنى بعد فقط ، وكان (٨) الذي كلامنا فيه.
وأما قول هذا القائل : إنه تكلم في العنصر الذي بالعرض دون العنصر الذي بالذات ، فقد وقعت فيه مغالطة (٩) ، بسبب أن العنصر للكون (١٠) ليس هو بعينه العنصر للقوام في الاعتبار ، وإن كان هو هو بالذات ، فإن العنصر بالذات للكون هو ذات مقارنة للقوة ، والعنصر بالذات للقوام هو ذات مقارنة (١١) (١٢) للفعل (١٣) ، وكل واحد منهما هو عنصر بالعرض لما ليس هو عنصرا له بالذات ، وكلامه (١٤) في العنصر الذي للكون ، لا في الذي للقوام ، فيكون إنما أخذ العنصر بالعرض لو أخذ العنصر (١٥) الذي للكون مبدأ للقوام ، فإن الصبي ليس عنصرا لقوام الرجل ولا يكون منه قوام الرجل (١٦) ، ولكنه عنصر لكون الرجل ويكون منه كون الرجل.
فإن قال قائل : إن المعلم الأول إنما يتكلم في مبادئ الجوهر مطلقا ، فلم أعرض عن العنصر الذي للجوهر في قوامه ، مثل موضوع السماء ، واقتصر على العنصر الذي للجوهر في كونه.
فالجواب عن ذلك أن (١٧) عنصر (١٨) قوامه جزء منه ، وهو (١٩) معه بالفعل ، ولا يشكل تناهي الأمور الموجودة بالفعل في شيء متناه موجود بالفعل. على أن من (٢٠) بلغ أن يتعلم هذا العلم ،
__________________
(١) قول هذا القائل : قول القائل ح ، ص ، ط. (٢) هذا : ساقطة من د. (٣) الذي : ساقطة من ب. (٤) فى : + كون م. (٥) أن لا يكون : أنه لا يكون د. (٦) معنى : بمعنى م. (٧) من جوهره : فى جوهره ط. (٨) وكان : فكان ح ، د ، ص ، م. (٩) مغالطة : المغالطة ح ، د ، ص ، ط ، م. (١٠) للكون : الكون د. (١١) للقوة ... هو ذات مقارنة : ساقطة من ح ، ص ، ط. (١٢) مقارنة : مقارنة ح ، ص ، ط. (١٣) للفعل : بالفعل ح ، د ، ص ، ط. (١٤) وكلامه : وكلامنا د. (١٥) أخذ العنصر : أخذ للعنصر د. (١٦) ولا يكون منه قوام الرجل : ساقطة من ط. (١٧) أن : لأن ب ، ح ، ط ، م ، ه. (١٨) عنصر : العنصرد. (١٩) وهو : هو م. (٢٠) على أن من : على من ب ، ح ، ص ، ط.