وأما الشك الذي
يليه فينحل بأن يعلم أن الغاية تفرض شيئا. وتفرض
موجودا ، وفرق بين الشيء والموجود ، وإن كان الشيء لا يكون إلا موجودا ، كالفرق بين الأمر ولازمه ، وقد علمت هذا وتحققته فاستأنف تأمله من الإنسان. فإن للإنسان حقيقة هي حده وماهيته من غير شرط
وجود خاص أو عام في الأعيان أو في النفس بالقوة شيء من ذلك أو
بالفعل .
وكل علة فإنها من
حيث هي تلك العلة لها حقيقة وشيئية ، فالعلة الغائية هي في شيئيتها سبب لأن تكون سائر العلل موجودة بالفعل عللا ، والعلة الغائية في وجودها مسببة لوجود سائر العلل عللا بالفعل ، فكان الشيئية من العلة الغائية علة علة وجودها ، وكان وجودها معلول معلول شيئيتها ، لكن شيئيتها لا تكون علة ما لم تحصل متصورة في النفس أو ما يجري مجراها ، ولا علة للعلة الغائية في شيئيتها إلا علة أخرى غير العلة التي تحرك إليها أو يتحرك إليها.
واعلم أن الشيء :
يكون معلولا في
شيئيته.
ويكون معلولا في
وجوده.
فالمعلول في شيئيته مثل الاثنينية ، فإنها في حد كونها اثنينية معلولة
للوحدة.
والمعلول في وجوده
ظاهر لا يخفى.
وكذلك قد يكون
للشيء أمر حاصل موجود في شيئيته مثل
العددية للاثنينية.
__________________