فإذن وجود كل
معلول واجب مع وجود علته ، ووجود علته واجب عنه وجود المعلول. وهما معا في الزمان أو الدهر أو غير ذلك ، ولكن
ليسا معا في القياس إلى حصول الوجود . وذلك لأن وجود ذلك لم يحصل من وجود هذا ، فذلك له حصول
وجود ليس من حصول وجود هذا ، ولهذا حصول وجود هو من حصول وجود ذلك ، فذلك أقدم بالقياس إلى حصول الوجود.
ولقائل أن يقول : إنه
إذا كان كل واحد منهما إذا وجد وجد الآخر ، وإذا ارتفع ارتفع الآخر ، فليس أحدهما علة والآخر معلولا ، إذ ليس أحدهما
أولى أن يكون علة في الوجود دون الآخر.
ونحن نجيب عن ذلك دون أن ننظر فيما يتضمنه مفهوم هذه القضية ، وذلك لأنه ليس إذا وجد كل واحد
منهما فقد وجد الآخر بلا تفصيل واختلاف. وذلك لأن معنى « إذا » لا يخلو إما أن يعنى به أن وجود كل واحد منهما إذا حصل يجب عنه في الوجود نفسه أن يحصل الآخر ، أو أن وجود كل واحد منهما إذا حصل
يجب عنه في الوجود أن يكون قد حصل وجود الآخر ، أو أن وجود كل منهما إذا حصل في العقل يجب عنه أن يحصل الآخر في
العقل ، أو أن وجود كل واحد منهما إذا حصل يجب عنه في العقل أن يكون قد حصل الآخر في الوجود أو حصل في العقل ، فإن لفظة « إذا » في مثل
هذه المواضع مشتركة مغلطة.
__________________