وأما إن جعل جاعل البياض شيئا في نفسه ذا مقدار ، فيكون له وجودان : وجود أنه بياض ، ووجود أنه مقدار (١). فإن كان مقداره بالعدد غير مقدار (٢) الجسم الذي هو فيه بالعدد (٣) ، فإذا كان (٤) في الأجسام وساريا فيها فيكون قد دخل بعد في بعد (٥) ، وإن كان هو نفس الجسم منحازا فيكون الأمر قد عاد إلى أن الشيء الذي هو البياض جسم وله بياضيته. فتكون البياضية موجودة في ذلك (٦) الجسم إلا أنها لا تفارق ، ولا يكون البياض مجموع ذلك الجسم والكيفية ، بل شيء في ذلك الجسم. إذ حد البياض وماهيته ليس (٧) ماهية الطويل العريض العميق ، بل تكون ماهية الطويل العريض العميق للحرارة (٨) أيضا على هذا الرأي ، فيكون البياض مقارنا لهذا الشيء ناعتا له. وهذا معنى قولنا : الصفة في الموصوف ، وتكون مع ذلك لا تفارقه وليست (٩) جزءا من ذلك الشيء الذي هو الطويل العريض ، فيكون البياض والحرارة عرضا إلا أنه لازم.
فيبقى الكلام في أن من طبيعته أن يفارق أيضا ، فقد (١٠) تبين أن الكيفيات التي هي المحسوسة أعراض ، وهذا مبدأ للطبيعيات.
وأما الاستعدادات (١١) فأمرها أوضح (١٢) ، وأما التي تتعلق بالنفس وذوات الأنفس فقد تبين في الطبيعيات أنها أعراض تقوم في أجسام ، وذلك حين تكلمنا في أحوال النفس.
__________________
(١) أنه مقدار : أنه ذو مقدار م
(٢) بالعدد غير مقدار : بالعدد غير المقدار ج ، د ؛ غيرا بالعدد لمقدار ط
(٣) بالعدد : ساقطة من ج ، ص ، ط ، م
(٤) فإذا كان : وكان د
(٥) فى بعد : ساقطة من د
(٦) ذلك : ساقطة من ب
(٧) ليس : ليست ج ، ط
(٨) للحرارة : للحلاوة ج ، د ، ص ، ط ، م
(٩) وليست : وليس ص ، م
(١٠) فقد : وقد ص
(١١) الاستعدادات : الاستعداديات ب ، د ، ط
(١٢) أوضح : واضح ب.