وقد يشكل من حال الأعظم والأصغر أنهما كيف يتقابلان وكيف يقابلان المساواة. فإن المساوي يقابل كل واحد منهما ، فإنه لا يجوز أن يكون المساوي والأعظم إلا متخالفين ، وكذلك المساوي والأصغر ، أما الأعظم والأصغر فإنهما إن تقابلا فمن (١) المضاف ، فكان هذا أعظم بالقياس إلى (٢) ما هو أصغر ، فليس المساوي مضايفا لأحدهما ، بل لما هو مساو له. ويظن أنه ليس يجب حيث كان أعظم وأصغر أن يكون بينهما (٣) مساو موجود. فإن هذا قد علمته في موضع آخر.
فإذا كان الأمر على هذا ، فبالحري أن يكون المساوي ليست مقابلته (٤) الأولى (٥) للأعظم والأصغر (٦) ، بل لغير المساوي ، وهو عدمه ، مما (٧) شأنه أن تكون فيه المساواة. وليس (٨) عدمه في النقطة والوحدة واللون والعقل بأشياء (٩) لا تقدير لها ، بل في أشياء لها تقدير وكمية.
فالمساوي إنما يقابل عدمه وهو اللامساواة ، لكن اللامساواة تلزم هذين أعني الأعظم (١٠) والأصغر. كالجنس لست أعني أنه جنس ، بل أعني (١١) أنه يلزم كل واحد منهما ، فإن واحدا منهما هو عظيم (١٢) (١٣) ، والعظيمية (١٤) معنى وجودي يلزمه هذا العدم ، والآخر صغير ، والصغيرية (١٥) من تلك الحيثية كذلك.
__________________
(١) فمن : من ب ، ج ، د ، هامش ص ، م
(٢) إلى : + كل د
(٣) بينهما : منهما م
(٤) ليست مقابلته : ليس لمقابله د
(٥) الأولى : الأول م
(٦) والأصغر ، وللأصغر م
(٧) مما : فيما د ، ص ، م
(٨) وليس : ليس ب ، د ، م
(٩) بأشياء : وأشياء ب ، ج ، د ، ص ، ط
(١٠) أعنى الأعظم : أى الأعظم ج ، ص ، م
(١١) بل أعنى : بل نعنى ب ، ج ، د ، ط ، م
(١٢) واحدا منهما هو عظيم : كل واحد منهما عظيم م
(١٣) عظيم : عظيمى بخ
(١٤) والعظيمية : والعظيم ب ، طا
(١٥) والصغيرية : والصغير ب ، ط ؛ الصغيرية د.