ويقول : فلان جاهل وفهمه ركيك وكلامه ضعيف ، وغرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه ، ويريهم أنه أفضل منه أو يحذر أن يعظم مثل تعظيمه ، فيقدح فيه لذلك.
السادس : الحسد وهو أنه يحسد من يثني الناس عليه ويحبونه ويكرمونه فيريد زوال تلك النعمة عنه ، فلا يجد سبيلا إليه إلا بالقدح فيه ، فيريد أن يسقط ماء وجهه عند الناس حتى يكفوا عن إكرامه والثناء عليه ، لانه يثقل عليه أن يسمع ثناء الناس عليه وإكرامهم له ، وهذا هو الحسد وهو عين الغضب والحقد والحسد قد يكون مع الصديق المحسن ، والقرين الموافق.
السابع : اللعب والهزل والمطايبة ، وترجئة الوقت بالضحك ، فيذكر غيره بما يضحك الناس على سبيل المحاكاة والتعجب.
الثامن : السخرية والاستهزاء استحقارا له ، فان ذلك قد يجري في الحضور فيجري أيضا في الغيبة ، ومنشاؤه التكبر واستصغار المستهزء به.
التاسع : وهو مأخذ دقيق ربما يقع في الخواص وأهل الحذر من مزال اللسان ، وهو أن يغتم بسبب ما يبتلى به أحد فيقول : يا مسكين فلان قد غمني أمره وما ابتلي به ، ويذكر سبب الغم فيكون صادقا في اغتمامه ويلهيه الغم عن الحذر عن ذكر اسمه ، فيذكره بما يكرهه فيصير به مغتابا ، فيكون غمه ورحمته خيرا ، ولكنه ساقه إلى شر من حيث لايدري ، والترحم والتغمم ممكن من دون ذكر اسمه ونسبته إلى ما يكره ، فيهيجه الشيطان على ذكر اسمه ليبطل به ثواب اغتمامه وترحمه.
العاشر : الغضب لله ، فانه قد يغضب على منكر قارفه إنسان فيظهر غضبه ويذكر اسمه ، على غير وجه النهي عن المنكر ، وكان الواجب أن يظهر غضبه عليه على ذلك الوجه خاصة ، وهذا مما يقع فيه الخواص أيضا فانهم يظنون أن الغضب إذا كان لله تعالى كان عذرا ، كيف كان ، وليس كذلك.
أقول : وعد بعضهم الوجهين الاخيرين مما يختص بأهل الدين والخاصة