شأن التطليق المتمثل في قوله تعالى : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً) (١) فلو حصل ذلك كما حصل لغيرهنّ هل ترى كان مفهوم أهل البيت يبقى معهنّ في فهم هؤلاء؟! أم إنه سينحسر لتبحث الأمة عن صورة جديدة للطاهرات المطهرات اللاتي أُذهب عنهن الرجس ، بعد أن عجز القرآن عن تشخيصه؟!!
٨ ـ ولو نظرنا إلى الآية السابقة ألا ترى لغة التفضيل بين النساء كيف وقعت؟ وكيف صوّرت أن في غير زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من هنّ أفضل منهنّ في القنوت والتوبة والعبادة وما إلى ذلك سواء كنّ ثيّبات أو أبكاراً؟! فكيف يفضّل عليهن غيرهن إذا كنّ قد أذهب الله عنهنّ الرجس وطهّرن تطهيراً؟!
٩ ـ من المعلوم أن صفة أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صفة زائلة مع الزمن ، فهي تنتهي مع انتهاء عمر الرسول (بأبي وأمي) ، أو على أكثر التقادير تنتهي بموتهنّ ، فهل يمكننا تصوّر تعلّق هذا المفهوم بصفة قابلة للاخترام والموت؟ أيمكننا القول بأن بعض القرآن أصبح في حكم الميت؟ وهو مبعوث لكل الأزمنة؟! ما لكم كيف تحكمون؟!
وكيفما يكن .. فإننا لا نجد من خلال تطبيقنا للمواصفات المناقبية التي ذكرت في الآية الشريفة على شخصيات الأزواج ، ومن خلال تواتر الأثر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن خلال متابعة طرق هذه الرواية في هذا القول ، ما يجعله جديراً بالملاحظة والاعتماد ، ولهذا فردّه على أصحابه هو الأولى.
* * *
وهذا هو الرأي الأكثر اعتماداً بين علماء القوم ، وحجتهم في ذلك على
____________________
(١) التحريم : ٥.