وينتقم لأوليائه من أعدائه أما رأيت ما صنع الله بآل برمك وما انتقم الله لأبي
______________________________________________________
« أما رأيت ما صنع الله بآل برمك » أقول : دولة البرامكة وشوكتهم وزوالها عنهم معروفة في التواريخ ، وروى الصدوق (ره) في العيون بإسناده عن علي بن محمد النوفلي عن صالح بن علي ، أن السبب في وقوع موسى بن جعفر عليهالسلام إلى بغداد ، أن هارون الرشيد أراد أن يعقد الأمر لابنه محمد بن زبيدة وكان له من البنين أربعة عشر ابنا ، واختار منهم ثلاثة محمد بن زبيدة وجعله ولي عهده وعبد الله المأمون وجعل له الأمر بعد ابن زبيدة ، والقاسم المؤتمن وجعل له الأمر بعد المأمون فأراد أن يحكم الأمر في ذلك ويشهره شهرة يقف عليها الخاص والعام فحج في سنة تسع وسبعين ومائة وكتب إلى جميع الآفاق يأمر الفقهاء والعلماء والقراء والأمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم فأخذ هو على طريق المدينة.
قال علي بن محمد النوفلي : فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى بن جعفر عليهالسلام وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث فساء ذلك يحيى ، وقال : إذا مات الرشيد وأفضى الأمر إلى محمد انقضت دولتي ودولة ولدي ، وتحول الأمر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث وولده ، وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيع فأظهر له أنه على مذهبه فسر به جعفر وأفضى إليه بجميع أموره وذكر له ما هو عليه في موسى بن جعفر عليهالسلام فلما وقف على مذهبه سعى إلى الرشيد وكان الرشيد يرعى له موضعه وموضع أبيه من نصرة الخلافة فكان يقدم في أمره ويؤخر ويحيى لا يألو أن يخطب عليه إلى أن دخل يوما إلى الرشيد فأظهر له إكراما وجرى بينهما كلام مت به جعفر بحرمته وحرمة أبيه ، فأمر له الرشيد في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار فأمسك يحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى أمسى ، ثم قال للرشيد : يا أمير المؤمنين قد كنت أخبرك عن جعفر ومذهبه فتكذب عنه ، وهيهنا أمر فيه الفيصل قال : وما هو؟ قال : إنه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلا أخرج خمسه فوجه به إلى موسى بن جعفر ولست أشك أنه فعل ذلك في العشرين الألف الدينار التي