.................................................................................................
______________________________________________________
لهم وللمختصين بهم اختصاصا فوق كل اختصاص بحيث لا يحتاج إلى التوصية والموعظة من غيرهم إلى أن هذا من مهمات أمورهم ، ولا يرجع إلى مصلحة للموصي.
ومنها قوله : « حَمَلَتْهُ أُمُّهُ » لأن فيه دلالة على علة الحكم وتذكير ما احتملته من الأعباء الثقيلة والمشاق الشديدة التي قاستها في حال الحمل ، من الحمل الثقيل في جميع الحالات من غير استراحة وتغير المزاج عن الحالة الطبيعية وتطرق الفتور إلى أكثر القوي والأمراض والأعراض التي حلت بها حال الحمل بسبب إحساس الطمث وارتفاع الأبخرة الرديئة إلى الدماغ من الكرب والكسل ، وثقل البدن وخبث النفس والغشيان والقشعريرة والصداع والدوار وظلمة العين والخفقان وغور العين واسترخاء جفنها ، والشهوات الرديئة وتغير اللون وحدوث آثار خارجة عن الطبيعة والعوارض النفسانية التي تعرض لها ، مثل الخوف من شدائد الطلق وتبعاته ، وعروض الآلام والأوجاع التي تتحملها في حال الوضع ، إلى غير ذلك وفي ضمير قوله : أمه ، من المبالغة ما ذكر في قوله : والديه.
ومنها قوله عز شأنه : « وَهْناً » أي ذات وهن ، أو تهن وهنا أي تضعف ضعفا فوق ضعف بالحمل الثقيل الذي يتزايد في الثقل يوما فيوما بسبب أنه يعظم الولد ويكبر ويزداد أعضاءها وقواها ضعفا وو هنا على طول الأيام بسبب دوام الثقل والآفات والعوارض الحادثة بسبب العلوق ، وكل حامل لشيء ثقيل إذا تعب وأعيى يضع حمله ليستريح ويستقوي ، ثم يرجع إلى الحمل بعد رجوع القوة وزوال الإعياء إن تعلق به الغرض ، بخلاف المرأة الحاملة فإنها ليست لها استراحة في الأثناء مع أن المحمول دائما في ازدياد الثقل والنمو ، والعامل في انحطاط القوة وغلبة الضعف وإن أمكن لها دفع ثقل ووضعه بالإسقاط لا تفعل.
ففي ذكر هذا مبالغة في وجوب الإحسان بناء على تحمل مثل هذه المشاق