.................................................................................................
______________________________________________________
الإقدام عليه ، فيكون أدل على المقصود وكان بمنزلة نصب الدليل على الدعوى ، مع ما في هذه الصيغة من الدلالة على المبالغة والتكثير.
ولعل قوله تعالى « وَصَّيْنَا » دون وصيت باعتبار التعظيم أو باعتبار شركة الأنبياء والرسل والملائكة وحملة الوحي والأوصياء المبلغين للأحكام في هذه التوصية مع مشاركة العقول المستقيمة فيها ، فإن الحكم بذلك ليس بشرعي صرف ، فيكون فيه مبالغة من هذه الجهة ، على أنه على تقدير التعظيم أيضا لا يخلو عن نوع مبالغة كما لا يخفى.
ومنها قوله جل وعز : « الإنسان » حيث لم يخاطب بصيغة الجمع كما في الآية الأخرى فإنه يدل على عموم المأمورين بهذا الحكم صريحا ، وأما الخطابات القرآنية علي سبيل المشافهة ، فالتحقيق فيها أنها متوجهة إلى الموجودين في وقت الخطاب ، ومشاركة حكم باقي الأمة لحكمهم إنما استفيدت بدليل من خارج ، لا من نفس الآية وإلى هذا ذهب المحققون من الأصوليين ومن حيث لم يقل « الناس » فإنه يستفاد من هذا أن الحكم كأنه متوجه إلى كل واحد واحد من أفراد الإنسان يستفاد من هذا أن الحكم كأنه متوجه إلى كل واحد واحد من أفراد الإنسان بانفراده بخلاف ذلك ، ولا يخفى ما في ذلك من المبالغة.
ومنها عدم ذكر قوله : « إحسانا » كما في الآية الأخرى لما فيه من الإشعار بكون ذلك متعينا لا يتوهم غيره أو للتعميم وذهاب الذهن كل مذهب ، وفيهما من المبالغة ما لا يخفى.
ومنها إيراد الضمير المجرور في قوله تعالى شأنه : « بِوالِدَيْهِ » ولم يقل بالوالدين كما في الأخرى لأن في الاختصاص المستفاد من الإضافة استعطافا واسترحاما وإشارة إلى الانتساب الخاص والرحم الماس وتهييجا للعلاقة الطبيعية من جهة تذكير النسبة الخاصة ، وفيه إشارة إلى التعليل وإلى أن تكون اهتمامهم بذلك حيث كان مصلحة