.................................................................................................
______________________________________________________
المودة في كتاب الله عز وجل ، وعلى ورسول الله صلوات الله عليهما الوالدان وأمر الله ذريتهما بالشكر لهما.
وروي أيضا بسند صحيح آخر عن ابن مسكان عن زرارة عن عبد الواحد بن مختار ، قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فقال : أما علمت أن عليا أحد الوالدين قال الله تعالى : « أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ » قال زرارة : فكنت لا أدري أي آية هي التي في بني إسرائيل أو التي في لقمان قال : فقضي لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر عليهالسلام فخلوت به فقلت : جعلت فداك حديث جاء به عبد الواحد؟ قال : نعم ، قلت : أي آية هي؟ التي في لقمان أو التي في بني إسرائيل؟ فقال : التي في لقمان.
وروي أيضا بسند آخر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : « وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ » رسول الله وعلي صلوات الله عليهما.
ثم إنه يظهر من هذه الأخبار أن في رواية الكافي تصحيفا وتحريفا وأن قوله عمن رواه تصحيف عن زرارة ، وبه يرتفع بعض الإشكالات ، لكن تطبيقه على الآية في غاية (١) وقد مرت الوجوه في ذلك في الباب المذكور.
وإنما أطنبت الكلام في هذا الخبر لتعرف ما ذهب إليه أوهام أقوام وتختار ما هو الحق بحسب فهمك منها والله الموفق.
ثم لنذكر تفسير آية لقمان مشيرا إلى بعض الدقائق المستنبطة منها :
فمن ذلك قوله تعالى : « وَوَصَّيْنَا » فإن فيه تأكيدا ومبالغة من جهة أن التعبير بالتوصية إنما يكون في الأمور العظيمة المهتم لها كما هو الظاهر في المقامات المستعملة فيها من الآيات والأخبار وعرف سائر الناس ، ومن جهة أن فيها إشعارا بأن الموصى به مما فيه صلاح وقربة ، فإن أصل التوصية التقدم إلى الغير بما فيه صلاح ، ففيه دلالة على أن هذا الأمر مما فيه صلاح الحال أو إصلاح المال فيجب
__________________
(١) كذا في النسخ والظاهر سقوط لفظة « الإشكال » أو غيرها.