٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن غير واحد ، عن علي بن أسباط ، عن أحمد بن عمر الحلال ، عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن الأول عليهالسلام قال سألته عن قول الله عز وجل : « وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ » (١) فقال التوكل على الله درجات منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها فما فعل بك كنت عنه
______________________________________________________
أمنهم من الضلال والحيرة ومضلات الفتن في الدنيا ، ومن جميع الآفات والعقوبات في الآخرة ، وعليه يحمل قوله سبحانه : « أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » (٢) فإنه لا يتخوف عليهم الضلالة بعد الهداية ، ولا يحزنون من مصائب الدنيا لعلمهم بحسن عواقبها ، ويحتمل أن يكون المعنى هنا أن الله تعالى يحفظ المطيعين والمتقين المتوكلين عليه من أكثر النوازل والمصائب وينصرهم على أعدائهم غالبا كما نصر كثيرا من الأنبياء والأولياء على كثير من الفراعنة ، ولا ينافي مغلوبيتهم في بعض الأحيان لبعض المصالح.
الحديث الخامس : مرسل كالموثق.
والحلال بالتشديد بياع الحل بالفتح وهو دهن السمسم « وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ » أي ومن يفوض أموره إلى الله ووثق بحسن تدبيره وتقديره فهو كافيه يكفيه أمر دنياه ويعطيه ثواب الجنة ، ويجعله بحيث لا يحتاج إلى غيره.
« منها أن تتوكل » الظاهر أن هذا آخر أفراد التوكل وسائر درجات التوكل أن يتوكل على الله في بعض أموره دون بعض ، وتعددها بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها وقلتها.
« فما فعل بك » إلخ ، بيان للوازم التوكل وآثاره وأسبابه ، والألو التقصير وإذا عدي إلى مفعولين ضمن معنى المنع ، قال في النهاية : ألوت قصرت ، يقال :
__________________
(١) سورة الطلاق : ٣.
(٢) سورة يونس : ٦٢.