فغضب زيد عند ذلك ثم قال ليس الإمام منا من جلس في بيته وأرخى ستره وثبط عن الجهاد ولكن الإمام منا من منع حوزته وجاهد في سبيل الله حق جهاده ودفع عن رعيته وذب عن حريمه قال أبو جعفر عليهالسلام هل تعرف يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجيء عليه بشاهد من كتاب الله أو حجة من رسول الله صلىاللهعليهوآله
______________________________________________________
ملوم ، ولكنه كان غرضه محض الغلبة بظن أنه يتيسر له ذلك لإعانة القوم له ، ولم يكن عارفا بالحكم الواقعي في ذلك ، فلذا بين عليهالسلام ذلك وأنه لا يتيسر مقصوده بتلك الأسباب ، لأنه لم يقدره الله تعالى ذلك بعد.
فلا يرد أن الحسين عليهالسلام أيضا خرج ولم يغلب لأنه كان مأمورا ولم يكن غرضه الغلبة بل إتمام الحجة على الخلق ، وكان يعلم شهادته ومغلوبيته ، والمأمور في جميع أحواله معذور.
قوله : من جلس في بيته ، أي لم يخرج للجهاد « وأرخى ستره » أي أسد له على باب داره كناية عن منعه الناس عن الدخول عليه ، والتثبيط : التعويق ، أي منع الناس عن الجهاد مع غيره ، وفي النهاية فيه : فحمي حوزة الإسلام أي حدوده ونواحيه ، وفلان مانع لحوزته أي لما في حيزه ، والحوزة فعلة منه ، سميت بها الناحية ، انتهى.
والحاصل منع مملكته عن أن يوصل إليها بسوء ، والذب : الدفع ، والحريم ما يجب حفظه عن الفساد.
« هل تعرف » أي هل تعلم أن ما ذكرت من الأمور يتأتى منك وتتصف بها وتقدر أن تفعل جميع ذلك في هذا الوقت والزمان ، والحاصل أنه ظهر من كلامه أمران أحدهما : أنه متصف بتلك الصفات ، وثانيهما : أن من لم يتصف بها فلا يستحق الإمامة ، فأجاب عليهالسلام عن الأول بطلب دليل على استحقاقه للإمامة أو أنه يتأتى منه تلك الأمور في هذا الوقت من الكتاب أو السنة المتواترة أو بضرب مثل كان يقول صار فلان إماما من قبل نفسه من غير نص أو سأغلب كما غلب فلان من أمثالي.
وعن الثاني بأن الله تعالى جعل لكل شيء وقتا ، فعدم خروج الإمام من قبل