النبي صلىاللهعليهوآله فقال يا جبرئيل ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام صدق
______________________________________________________
بقوة ، وأدخل يده فيما بين كفى ـ وكفاي مضمومتان ـ فكأنه أفرغ فيهما شيئا ، فقال : يا علي [ قد ] أفرغت بين يديك الحكمة وقضاء ما يرد عليك ، وما هو وارد لا يعزب عنك من أمرك شيء ، وإذا حضرتك الوفاة فأوص وصيتك من بعدك على ما أوصيك ، واصنع هكذا بلا كتاب ولا صحيفة.
وروي فيه أيضا بهذا الإسناد قال : قال علي عليهالسلام : كان في وصية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أولها : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وكان في آخر الوصية : شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام وقبض وصيه وضمن على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران عليهالسلام وضمن وصي عيسى بن مريم عليهماالسلام وعلى ما ضمن الأوصياء من قبلهم إلى آخر ما قال.
وبهذا الإسناد قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند موته وأخرج من كان عنده في البيت غيري ، والبيت فيه جبرئيل والملائكة أسمع الحس ولا أرى شيئا ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كتاب الوصية من يد جبرئيل صلىاللهعليهوآلهوسلم مختومة ، فدفعها إلى فأمرني أن أفضها (١) ففعلت ، وأمرني أن أقرأها فقرأتها ، فقال : إن جبرئيل عندي نزل بها الساعة من عند ربي ، فقرأتها فإذا فيها كل ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوصي به شيئا فشيئا ما تغادر حرفا.
وارتعاد مفاصله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمهابة تغليظ العهد إليه ، وإشهاد الملائكة والتسجيل عليه.
قوله صلىاللهعليهوآله « ربي هو السلام » أي السالم مما يلحق الخلق من العيب والعناء والبلاء ، وقيل : المسلم أوليائه والمسلم عليهم « ومنه السلام » أي كل سلامة من عيب وآفة فمنه سبحانه « وإليه يعود السلام » أي التحيات والأثنية وقيل : أي منه بدء السلام وإليه يعود في حالتي الإيجاد والإعدام ، وقيل : أي التقدس والتنزه
__________________
(١) فض الكتاب : كسره وفتحه.