عز وجل وبر هات الكتاب فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له اقرأه فقرأه حرفا حرفا فقال يا علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي وشرطه علي وأمانته وقد بلغت ونصحت وأديت فقال علي عليهالسلام وأنا أشهد لك بأبي وأمي أنت بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي فقال جبرئيل عليهالسلام وأنا لكما على ذلك من الشاهدين فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يا علي أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها؟ فقال
______________________________________________________
أو سلامتنا عن الآفات منه بدأت وإليه عادت « وبر » أي أحسن أو وفي بالعهد والوعد « هات » اسم فعل أي أعطني ، وفي القاموس العهد الوصية والتقدم إلى المرء في الشيء والموثق واليمين.
« وأمانته » إشارة إلى ما مر في تفسير قوله تعالى : « إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها » (١).
« بأبي وأمي أنت » معترضة والأصل فديت بأبي وأمي بصيغة مخاطب مجهول ، فحذف الفعل وأخر الضمير المتصل فجعل منفصلا ، والبلاغ اسم مصدر من باب التفعيل والأفعال ، أي الإيصال.
« والتصديق » منصوب على أنه مفعول معه ، أو مجرور بالعطف على البلاغ « بموافاتي بها يوم القيامة » أي بالتزام موافاتي ، والموافاة الإتيان مع جماعة والمصدر مضاف إلى المفعول ، أي موافاتك إياي والباء للمصاحبة أو التعدية ، والضمير للوصية ، والمراد بالموافاة بها الإتيان بها كما هو معمولا بها كما هو حقها « فيما أمر الله » في للتعليل و « ما » مصدرية أو في للظرفية وما موصولة كما في السابق ، وعلى التقديرين حال عن أمر جبرئيل والبراءة منهم بالجر تأكيدا أو بالرفع على الابتداء والواو حالية ، وقوله : على الصبر خبر ، وعلى الأول حال عن فاعل « تفي » وحرمة الرجل ما يجب عليه وعلى غيره رعايته وحفظه ، وانتهاكها عدم رعايتها وتناولها بما لا يحل.
__________________
(١) سورة النساء : ٥٨.