الله تبارك وتعالى من الملائكة.
فقال جبرئيل يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها يعني عليا عليهالسلام فأمر النبي صلىاللهعليهوآله بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا عليهالسلام وفاطمة فيما بين الستر والباب فقال جبرئيل يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا قال فارتعدت مفاصل
______________________________________________________
الحديث : ولا تسجلوا أنعامكم أي لا تطلقوها في زروع الناس ، وقال : السجل الكتاب الكبير ، وفي القاموس : السجل الكتاب الكبير ، وفي القاموس : أسجل : كثر خيره وأسجل الأمر للناس : أطلقه ، والمسجل : المبذول المباح لكل أحد ، وسجل تسجيلا : كتب ، السجل : الكتاب ، العهد ونحوه ، انتهى.
« ضامنا لها » حال عن ضمير إليه ، أي ملتزما للعمل بمقتضاها كما هو حقه « وفاطمة » الواو للحال وهو مبني على أن ما بينهما خارج عن البيت.
« هذا كتاب ما كنت عهدت إليك » أي في ليلة المعراج كما ورد في الأخبار الكثيرة ، وقيل : إشارة إلى إملاء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمره تعالى.
أقول : ويظهر مما رواه في الطرف أن نزول الملائكة للوصية في مرضه عليهالسلام كان مرتين ، حيث روي من كتاب الوصية لابن المستفاد عن الكاظم عليهالسلام عن أبيه عن جده قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : كنت مسندا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى صدري ليلة من الليالي في مرضه ، وقد فرغ من وصيته ، وعنده فاطمة ابنته وقد أمر أزواجه أن يخرجن من عنده ففعلن ، فقال : يا أبا الحسن تحول من موضعك وكن أمامي ، قال : ففعلت وأسنده جبرئيل عليهالسلام إلى صدره ، وجلس ميكائيل عليهالسلام على يمينه ، فقال : يا علي ضم كفيك بعضها إلى بعض ففعلت ، فقال لي : قد عهدت إليك أحدث العهد لك بحضرة أميني رب العالمين : جبرئيل وميكائيل ، يا علي بحقهما عليك إلا أنفذت وصيتي على ما فيها وعلى قبولك إياها بالصبر والورع ومنهاجي وطريقي لا طريق فلان وفلان ، وخذ ما آتاك الله