بعد إمام « يَهْدِي
اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ » يهدي الله للأئمة من يشاء « وَيَضْرِبُ اللهُ
الْأَمْثالَ
______________________________________________________
لِلنَّاسِ إِماماً
» وسرى في ذريته المقدسة ،
وبالزيت المواد القربية من الوحي والإلهام ، وإضاءة الزيت انفجار العلم من تلك
المواد « وَلَوْ
لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ » أي وحي أو تعليم من البشر أو سؤال ، فإن السؤال مما يقدح
نار العلم.
« نُورٌ عَلى نُورٍ
» قال البيضاوي أي نور
متضاعف فإن نور المصباح زاد في إنارته صفا الزيت وزهرة القنديل ، وضبط المشكاة
لأشعته « انتهى » وفي المشبه كل إمام يتلو إماما يزيد في إنارة علم الله وحكمته
بين الناس.
أقول : ويؤيد هذا
التأويل ما رواه ابن بطريق (ره) في العمدة والسيد ابن طاوس رضياللهعنه في الطرائف من مناقب ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن الحسن البصري أنه قال :
المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن والحسين عليهمالسلام و « الزُّجاجَةُ
كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ » فاطمة عليهاالسلام كوكبا دريا بين نساء العالمين
« يُوقَدُ
مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » الشجرة المباركة إبراهيم عليهالسلام
« لا
شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
» لا يهودية ولا نصرانية
« يَكادُ
زَيْتُها يُضِيءُ » قال : يكاد العلم أن ينطق منها
« وَلَوْ
لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ
» قال : منها إمام بعد إمام
« يَهْدِي
اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ » قال : يهدي لولايتهم من يشاء.
وذكر الطبرسي قدسسره في تأويلها
أقوالا :
أحدها : أنه مثل
ضربه الله لنبيه محمد صلىاللهعليهوآله فالمشكاة صدره ، والزجاجة قلبه ، والمصباح فيه النبوة
« لا
شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
» أي لا يهودية ولا نصرانية
« يُوقَدُ
مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » يعني شجرة النبوة وهي إبراهيم عليهالسلام « يكاد » محمد يتبين للناس ولو لم يتكلم به ، كما أن ذلك
الزيت يضيء « وَلَوْ لَمْ
تَمْسَسْهُ نارٌ » أي تصيبه النار ، وقد قيل : أيضا أن المشكاة إبراهيم عليهالسلام ، والزجاجة إسماعيل ، والمصباح محمد كما سمي سراجا في موضع آخر
« مِنْ
شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ » يعني إبراهيم لأن أكثر الأنبياء من صلبه
« لا
شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
» لا نصرانية ولا يهودية
لأن النصارى تصلي إلى المشرق ، واليهود تصلي إلى المغرب
« يَكادُ
زَيْتُها يُضِيءُ » أي يكاد محاسن محمد تظهر قبل أن يوحى إليه
« نُورٌ
عَلى نُورٍ » أي نبي من نسل نبي وقيل : إن المشكاة عبد المطلب ،