ودرست بن أبي منصور عنه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لوط
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : الأنبياء والمرسلون ، أي مجموع الصنفين علي التداخل ينقسم إلى الأربع لأكل منهما ، فلا ينافي ما سيأتي في الباب الآتي من الفرق بين النبي والرسول ، ويحتمل أن يكون هذا التقسيم مبنيا على اصطلاح آخر ، والأول أظهر.
قال شارح المقاصد : النبوة هو كون الإنسان مبعوثا من الحق إلى الخلق ، فإن كان النبي مأخوذا من النباوة وهو الارتفاع لعلو شأنه واشتهار مكانه أو من النبي بمعنى الطريق لكونه وسيلة إلى الحق ، فالنبوة على الأصل كالأبوة ، وإن كان من النبإ بمعنى الخبر لإنبائه عن الله تعالى ، فعلى قلب الهمزة واوا ثم الإدغام كالمروة ، وقال : النبي هو إنسان بعثه الله لتبليغ ما أوحى إليه ، وكذا الرسول وقد يخص بمن له شريعة وكتاب ، فيكون أخص من النبي ، واعترض بما ورد في الحديث من زيادة عدد الرسل على عدد الكتب ، فقيل : هو من له كتاب أو نسخ لبعض أحكام الشريعة السابقة ، والنبي قد يخلو عن ذلك كيوشع عليهالسلام ، وفي كلام بعض المعتزلة أن الرسول صاحب الوحي بواسطة الملك ، والنبي هو المخبر عن الله بكتاب أو إلهام أو تنبيه في منام ، انتهى.
أقول : وسيأتي تحقيق القول في ذلك.
قوله : فنبي منبأ في نفسه ، أقول : الفرق بينه وبين الثاني لا يخلو من إشكال ، ويمكن توجيهه بوجهين :
الأول : أن يكون المراد بقوله : منبأ في نفسه لا يعدو غيرها ، أنه لا يتعلق بنبوته شيء غير نفسه ، لا ملك يسمع صوته أو يعاينه ، ولا أحد يبعث إليه والثاني ليس بمقصود على ذلك ، بل يسمع كلام الملك أيضا بحيث لا يراه في اليقظة ، فيكون