الأنصاري (١). وعلى أي حالٍ فلقد كشف حديث خطيب الأنصار عن أولوية الأنصار بهذا الأمر. وإذا كان المستشكل يقصد أنّ سعد بن عبادة لم يكن يحمل هذه الرؤية فهو تصور مرفوض ، وسوف نتطرّق لذلك بالتفصيل.
الإشكال الثالث : إنكار مخالفة الأنصار للمهاجرين الحاضرين في السقيفة :
« ما ذكره من قول الأنصار فيما بينهم لمّا أرادوا أن يولّوا سعداً : فإن أبت مهاجرة قريش ؟ فقالوا : نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ... الى آخره ، وما ورد من ردّ سعدٍ عليهم بقوله : هذا أول الوهن » فهذا النص يصوّر لنا أنّ هناك مؤامرةً واتفاقاً مسبقاً في الردّ علىٰ المهاجرين ، وهذا باطل. والروايات الصحيحة تبيّن أنّ الأنصار ـ رضي الله عنهم ـ أرادوا بيعة سعد رضياللهعنه أولاً اجتهاداً منهم ، ولخفاء الحكم عليهم ، ولذلك لما بين لهم أبو بكر رضياللهعنه الحكم الصحيح في الولاية انقادوا له أجمعون ولم يخالف منهم أحد » (٢).
__________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٧٦٦.
(٢) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١٢٢.