تراثنا ـ العدد [ 144 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 144 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٠٢

التي تعين المجاهد ـ لو وعاها ـ على جهاد أعدائه ، فيعتقد تمام الاعتقاد أنّه بعين الله يحميه من مكر الكفّار.

دلالة الحرف (عن) :

(عن) حرف جرّ ، ولها معان متعدّدة ، إلاّ أنّ أصلها المجاوزة ، ولم يثبت البصريّون سواه لها(١) ، ومثله قولهم : «رميت عن القوس : لأنّه يقذف عنها بالسهم ويبعده. ولكونها للمجاوزة عُدّي بها : صدّ ، وأعرض ، ونحوهما ، ورغب ، ومال ، إذا قصد بهما ترك المتعلّق. نحو : رغبت عن اللهو ، وملت عنه»(٢). أمّا المعاني الأخرى الفرعية عن هذا الأصل فهي : (البدل ، والاستعلاء ، والاستعانة ، والتعليل ، وضمَّنوها معنى (في) ومعنى الظرف (بعد). وقد ورد هذا الحرف في دعاء الإمام السجّاد عليه‌السلام يحتمل أكثر من دلالة يختلف المعنى بحسب كلِّ دلالة ، ومنها

١ ـ في قول الإمام عليه‌السلام : «اللهمّ اشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين ، وخذهم بالنقص عن تنقّصهم ، وثبّطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم».

فالدلالة الأولى التي تُفهَم من (عن) في هذا النصّ هي المجاوزة ، وعلى هذه الدلالة يكون معنى النصّ ، أنّ الإمام عليه‌السلام يسأل الله تبارك وتعالى أن يكون انشغال المشركين بعضهم ببعض وهذا الإنشغال يكون مجاوزاً المسلمين وبعيداً

__________________

(١) ينظر : الجنى الداني في حروف المعاني ٢ / ٣٣.

(٢) المصدر نفسه ٢ / ٣٣.

١٤١

عن حدودهم ، حتّى يأمن المسلمون أذى المشركين واعتداءاتهم.

أمّا الدلالة الأخرى التي يستشفّها الباحث من النصّ هي البدليّة ، فالإمام عليه‌السلام يدعو الله تعالى أن ينشغل المشركون بأنفسهم حتّى توهَن قواهم ، بدلاً من مهاجمة بلاد المسلمين ، وأن يأخذهم النقص بالأموال والجنود ، بدلاً من أن يتسبّبوا في احتلال بلادنا وينهبوا خيراتنا ممّا يتسبّب بنقص المؤنة للمسلمين ، وأن تصيبهم الفرقة والتشتّت بدلاً من توحيد صفوفهم وتحشيدها لغزو بلاد الآمنين.

ويسند هذا المعنى قوله تعالى : (إنّ الّذِيْنَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئَاً) (١) ، فالآية المباركة تبيّن حال الكفّار الذين لا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب ، فيخبرهم الحقّ تعالى أنَّ أموالكم التي جمعتموها وأولادكم على كثرتهم لن تكون في العذاب بدلاً عنهم(٢).

٢ ـ في قوله عليه‌السلام : «اللهمّ وقوِّ بذلك محالّ أهل الإسلام ، وحصّن به ديارهم ، وثمّر به أموالهم وفرّغهم عن محاربتهم لعبادتك ، وعن منابذتهم للخلوة بك حتّى لا يعبد في بقاع الأرض غيرك».

لمَّا فرغ الإمام عليه‌السلام من سؤاله الله تعالى أن يوهن كيد الكافرين ، ويُضعف قوّتهم العددية والاقتصادية وغيرها ، يبيِّن عليه‌السلام أنّه إن ضعف المشركون انشغل بعضهم ببعض ، وتقوى بذلك شوكة المسلمين ، وتكون بلادهم درعاً حصينة

__________________

(١) سورة آل عمران ، من الآية ١٠.

(٢) ينظر : الوجيز ١ / ٣٨٤.

١٤٢

بوجه الغزاة ، ويسود البلاد والعباد الأمن والطمأنينة والرخاء ، فإذا أمِن المسلمون التجؤوا إلى الحقّ تبارك وتعالى يعبدونه ، ويناجونه ليل نهار.

وقد ورد الحرف (عن) في هذا النصّ المبارك للإمام عليه‌السلام واحتمل الباحث فيه دلالتين يختلف معنى النصّ تبعاً لكلّ دلالة منهما ، وهما :

الدلالة الأولى : المجاوزة ، ويكون المعنى بحسب المجاوزة : أن يتفرّغ المجاهدون إلى عبادة الحقّ تعالى منصرفين عن قتال المعتدين ، وأن يناجوه عزّ وجلّ ، وهم قد تجاوزوا وانصرفوا عن مناوشة الأعداء ومراقبتهم ، فالمشركون لا يؤمَنون بأيّة لحظة قد يهجمون على البلاد ، ولهذا سأل الإمام عليه‌السلام الله تعالى أن يوهنَ كيدهم ويشغل بعضهم ببعض ويفرّقهم حتّى يأمن المسلمون ، وينصرف المجاهدون عن قتال الكافرين إلى عبادة الله ومناجاته.

الدلالة الأخرى : البدليّة ، ويكون المعنى هنا : أنّ الإمام (صلوات الله عليه) يسأل الله تبارك وتعالى أن يُنعم على المجاهدين ، أنّهم بدلاً من قضاء نهارهم وليلهم وهم يدافعون عن بيضة الإسلام ، يحمون الأرض والعرض ، لا يعلمون متى يهجم عليهم الكافرون ، بدلاً من حالهم هذا أن يفرّق شمل الكافرين ويوهن قواهم ، وأن يبتليهم بنقص أموالهم وعددهم ، فإذا كان هذا انشغل المجاهدون باللقاء الإلهي ، ومتّعوا أنفسهم بلذّة الدعاء والمناجاة مع المعشوق الأزلي سبحانه وتعالى بدلاً من حالتهم الأولى.

ويرى الباحث أنّه وإن اختلفت دلالة الحرف (عن) في هذا المقطع من دعاء الإمام ، ففي كلتا الدلالتين معنى يُحفِّز المجاهد على جهاده ، ويذَكِّره بعلّة

١٤٣

خلقه ، فالإنسان إنّما خلقه الله تبارك وتعالى لأن يعبده وحده لا شريك له.

نتائج البحث :

بعد هذه السياحة الفكرية والروحية ، وأنا انتقل بين كتاب الله العزيز وبين نفحات الإمام السجّاد عليه‌السلام وعنايته الأبوية للمجاهدين والتي تمثّلت في دعاء أهل الثغور ، خرجت هذه الدراسة بثمار ، منها :

ـ اقتباس الإمام السجّاد عليه‌السلام كثيراً من معاني دعائه من القرآن الكريم. وهو أمر طبيعي إذ يعدّ القرآن المعين الذي يغترف منه أولياء الله.

ـ اتّضح أنّ هذا الدعاء قد قُسِّم على أقسام افتتحه بالصلاة على النبي وآله ، وقد تكرّرت هذه الصلاة كثيراً في الدعاء ، والقسم الثاني الدعاء للمجاهدين المرابطين في سوح الجهاد الذين يصدّون أعداء الله والإسلام ويردّون كيدهم في نحورهم. والثالث يدعو على أعداء الدين المعتدين الذين يتربّصون بالإسلام وأهله الدوائر بأن يضعّف قوّتهم ويشتّت شملهم وما شابهه ، والقسم الآخر يدعو فيه (صلوات الله عليه) لمن كان يزوّد المجاهدين وأعان أهليهم وذويهم بالمال ، أو يمدُّ المجاهدين بالعتاد والسلاح ، فهؤلاء كان لهم نصيب من دعاء الإمام عليه‌السلام. وكان لمن ضعف عن الجهاد ولم يتمكّن من تجهيز جيوش المسلمين لقصر ذات اليد سهمٌ في دعائه ، ولم يُحرموا من هذه النعم التي سألها عليه‌السلام الله تعالى.

ـ استشفّ الباحث دلالات متعدّدة للتنكير في دعاء الإمام عليه‌السلام منها العموم والشمول ولاسيّما التي جاءت في سياق النفي ، وأفادت التكثير.

١٤٤

ـ استعمل الإمام عليه‌السلام في دعائه كلِّه ما خلا الجملة الأخيرة منه ، أسلوب الجملة الفعلية ، لما تتّسم فيه من تغير مستمرٍّ يتناسب وحالة المدعوّ له أو المدعوّ عليه ، في حين نراه استعمل الجملة الاسمية حينما ذكر صفات الحقّ سبحانه وتعالى وأسماءه فهي صفات ثابتة لا متغيّرة فذكرها بما يناسبها وهي الجملة الاسمية.

ـ في دلالة الحروف ، وجد الباحث أنّ حروف المعاني احتملت أكثر من دلالة ، ويتغيّر المعنى بحسب كلِّ دلالة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

١٤٥

المصادر

القرآن الكريم.

١ ـ أثر الوقف على الدلالة التركيبية : د. محمّد حبلص ، دار الثقافة العربية ، دمشق ، ١٩٩٣ م.

٢ ـ ارتشاف الضرب من لسان العرب : أبو حيّان النحوي (أثير الدين محمّد بن يوسف ت ٧٤٥هـ) ، تحقيق د. رجب عثمان محمّد ، ومراجعة د. رمضان عبد التوّاب ، نشر مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط ١ ، ١٩٩٨م.

٣ ـ أسرار البلاغة : الجرجاني (عبد القاهر بن عبد الرحمن ت ٤٧١ هـ) ، تحقيق : رتير ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ط ١ ، ٢٠٠٩م.

٤ ـ الأصول في النحو : ابن السرّاج (أبو بكر محمّد بن سهل ت ٣١٦هـ) ، تحقيق د. عبد الحسين الفتلي ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ط ٣ ، ١٩٩٦ م.

٥ ـ التبيان في تفسير القرآن : الطوسي ، تحقيق أحمد حبيب قصير العاملي ، مكتب الإعلام الإسلامي ، طبعة قم ، ١٤٠٩ هـ.

٦ ـ تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب : ابن كثير (أبو الفداء إسماعيل ابن عمر ت ٧٧٤هـ) ، تحقيق عبد الغني بن حميد بن محمود الكبيسي دار حراء ، مكّة المكرّمة ، ط١ ، ١٤٠٦هـ.

١٤٦

٧ ـ التعريفات : الجرجاني (علي بن محمّد بن علي ت٨١٦هـ) ، تحقيق : إبراهيم الأبياري ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ٢٠٠٢ م.

٨ ـ جامع الدروس العربية : الشيخ مصطفى الغلاييني ، المكتبة العصرية ، صيدا ـ بيروت ، ط ٢٨ ، ١٩٩٣م.

٩ ـ الجمل في النحو : الزجّاجي ، تحقيق : د. علي توفيق الحمد ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ط ٤ ، ١٩٨٨م.

١٠ ـ الجنى الداني في حروف المعاني : المرادي (الحسن بن قاسم ت ٧٤٩ هـ) ، تحقيق : د. فخر الدين قباوة والأستاذ محمّد نديم فاضل ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٩٣م.

١١ ـ حروف المعاني : الزجّاجي ، حقّقه وقدّم له : د. علي توفيق الحمد ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ط ٢ ، ١٩٨٦م.

١٢ ـ الخصائص : ابن جنّي (أبو الفتح عثمان ت ٣٩٢هـ) ، تحقيق : محمّد علي النجّار ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٩٥٢م.

١٣ ـ الدعاء : مُرتضَى مُطهّري ، قم المقدّسة ، دار الزهراء عليها‌السلام ، ط٢ ، ١٤٣٠ هـ.

١٤ ـ الدعوات : الراوندي (قطب الدين سعيد بن هبة الله ت ٥٧٣هـ) ، تحقيق : عبد اللطيف الكوهكمري ، عنيت بطبعه مكتبة المرعشي ، قم ، ١٤٠٦هـ.

١٥ ـ الدلالة النحوية في شرح نهج البلاغة لميثم بن علي البحراني : أحمد راضي جبر ، رسالة ماجستير ، جامعة بابل ، ٢٠١٣ م. (غير منشورة).

١٦ ـ دلائل الإعجاز : عبد القاهر الجرجاني ، قرأه وعلَّق عليه : محمود محمّد شاكر ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط ٥ ، ٢٠٠٤ م.

١٤٧

١٧ ـ رصف المباني في شرح حروف المعاني : المالقي (أحمد بن عبد النور ت ٧٠٢هـ) ، تحقيق : أحمد محمّد الخرّاط ، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ، ١٩٧٥م.

١٨ ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك : ابن عقيل (بهاء الدين عبد الله بن عقيل ت٧٦٩هـ) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبد الحميد ، مكتبة دار التراث ، القاهرة ، ط ٢٠ ، ١٩٨٠م.

١٩ ـ شرح المقدّمة الجزولية الكبير : الشلوبين ، تحقيق : د. تركي بن سهو بن نزال العتيبي ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، ط ٢ ، ١٩٩٤م.

٢٠ ـ الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها : ابن فارس (أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريّات ٣٩٥هـ) ، تحقيق : الشيخ أحمد صقر ، مؤسّسة المختار للنشر والتوزيع ، القاهرة ، ط ١ ، ٢٠٠٥ م.

٢١ ـ الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية) : الجوهري (أبو نصر إسماعيل بن حمّاد ت في حدود ٤٠٠هـ) ، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطّار ، دار الكتاب العربي ، مصر ، ١٩٦٧م.

٢٢ ـ صحيح مسلم : مسلم بن الحجّاج (أبو الحسين القشيري النيسابوري ت ٢٦١هـ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، (د. ت).

٢٣ ـ الصحيفة السجّادية الكاملة من أدعية الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه‌السلام : منشورات العتبة العلوية المقدّسة ، تقديم : السيّد محمّد باقر الصدر.

٢٤ ـ القاموس المحيط : الفيروزآبادي (مجد الدين محمّد بن يعقوب ت ٨١٧هـ) ، دار الجيل ، بيروت ، ١٩٥٢ م.

٢٥ ـ كتاب سيبويه : سيبويه (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ت ١٨٠هـ) ، تحقيق

١٤٨

وشرح : عبد السلام محمّد هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط ٣ ، ١٩٨٨م.

٢٦ ـ الكشّاف عن حقـائق غوامض التنزيل وعيـون الأقاويـل في وجوه التأويـل : الزمخشري (جار الله أبو القاسم محمود بن عمر ت ٥٣٨ هـ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٩٤٧م.

٢٧ ـ اللامات : الزجّاجي ، تحقيق : د. مازن المبارك ، دار الفكر ، دمشق ، ط ٢ ، ١٩٨٥ م.

٢٨ ـ اللامات : الهروي (أبو الحسن علي بن محمّد ت ٤١٥هـ) ، تحقيق : يحيى علوان البلداوي ، مكتبة الفلاح ، الكويت ، ط ١ ، ١٩٨٠م.

٢٩ ـ اللباب في علل الإعراب : أبو البقاء العكبري ، تحقيق : غازي مختار طليمات ود. عبد الإله نبهان ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٩٥م.

٣٠ ـ معجم مفردات ألفاظ القرآن : الراغب الأصفهاني (أبو القاسم الحسين بن محمّد بن المفضّل ت ٥٠٣هـ) تحقيق : إبراهيم شمس الدين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ٢٠٠٨م.

٣١ ـ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب : ابن هشام الأنصاري ، تحقيق : د. عبد اللطيف محمّد الخطيب ، الكويت ، (د.ت).

٣٢ ـ مفاتيح الغيب : فخر الدين الرازي (محمّد بن عمر بن الحسن ت ٦٠٦هـ) ، دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٨١م.

٣٣ ـ المفصّل في صنعة الإعراب ، الزمخشري : تحقيق د. علي بو ملحم ، مكتبة الهلال ـ بيروت ، ط١ ، ١٩٩٣م.

٣٤ ـ المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية : الشاطبي (إبراهيم بن موسى ت ٧٩٠ هـ) ، تحقيق : د. عبد الرحمن بن سليمان العثيمين ، جامعة أمّ القرى ، مكّة المكرّمة ، ط ١ ، ٢٠٠٥م.

١٤٩

٣٥ ـ المقتضب : المبرّد (أبو العبّاس محمّد بن يزيد ت ٢٨٥هـ) : تحقيق : محمّد عبد الخالق عضيمة ، القاهرة ، ط ٣ ، ١٩٩٤ م.

٣٦ ـ الميزان في تفسير القرآن : محمّد حسين الطباطبائي(ت ١٤٠٢هـ) ، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٩٧.

٣٧ ـ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز : الواحدي أبو الحسن ، تحقيق : صفوان عدنان داوودي ، نشر دار القلم ، دمشق ، ط١ ، ١٤١٥هـ.

١٥٠

إجازة الإمام السيّد حسن الصدر

للعلاّمة السيّد صدر الدين العاملي الإصفهاني

الشيخ ناصر الدين الأنصاري

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين ، الغرّ الميامين ولعنة الله على أعدائهم ومخالفيهم أجمعين.

أمّا بعد : فهذه الإجازة الثالثة من إجازات إمام فنّ الرجال آية الله العظمى السيّد حسن الصدر الموسوي الكاظمي (١٢٧٢ ـ ١٣٥٤هـ) ، التي حقّقتها وعلّقت عليها ، فكانت الإجازة الأولى إجازته للعلاّمة البحّاثة الشيخ آقا بزرك الطهراني صاحب الذريعة ، وإجازته الثانية للمرجع الديني آية الله السيّد صدر الدين محمّد علي ابن السيّد إسماعيل الصدر ، وها هي إجازته الثالثة للعلاّمة السيّد صدر الدين ابن السيّد محمّد جواد الصدر العاملي الإصفهاني (المتوفّى ١٣٦٠هـ) والإجازتين الأوليتين طبعتا مع تعليقات الفقيه الرجالي سماحة آية الله السيّد موسى الحسيني الشبيري الزنجاني ـ حفظه الله ورعاه ومن كلّ مكروه وقاه.

ونسخة هذه الإجازة محفوظة في مكتبة البرلمان الإيراني في مخزن

١٥١

المخطوطات رقم (١٥٤٩٣) ، الكتاب برقم (٩١٠٣٧) وحصلت على تصوير هذه الإجازة بسعي صديقي الفاضل الشيخ محسن صادقي القمّي ـ حفظه الله ـ شاكرين له.

راجين المولى القدير أن يتغمّد في رحمته الجسيمة كلّ من ذكر في هذه الإجازة وأن يفسح لهم في الجنّة العالية. إنّه مجيب كريم.

المجيز :

هو العلاّمة السيّد حسن الصدر (١٢٧٢ ـ ١٣٥٤ هـ) ، شيخ المحدّثين آية الله العظمى السيّد حسن صدر الدين الموسوي الكاظمي.

ولد بمشهد الكاظمين في يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة (١٢٧٢ هـ) ، ونشأ وترعرع في كنف والده المقدّس آية الله السيّد هادي صدر الدين منشأً كريماً حبّذ له العلم وهيّأ له أسبابه وقرأ على أعلام الكاظمية كالشيخ باقر آل يس والسيّد باقر الحيدري والشيخ أحمد العطّار والشيخ باقر السلماسي وتتلمذ على أبيه الفقه والأصول سطحاً.

الهجرة إلى النجف :

ثمّ هاجر إلى النجف الأشرف في سنة (١٢٩٠ هـ) ، فأسحر الليل وأكبّ على التعلّم والتحصيل باذلاً أقصى جهده في أخذ العلم من كبار شيوخها ، فقرأ الفلسفة

١٥٢

والكلام على الشيخ محمّد باقر الشكّي والشيخ محمّد تقي الگلپايگاني والشيخ عبد النبي النوري ، واستفاد علم الفقه وأصوله من الأعاظم والأكابر كالسيّد المجدّد الشيرازي والميرزا حبيب الله الرشتي والشيخ محمّد حسين الكاظمي والفاضل الإيرواني والحاج ملاّ علي الخليلي الطهراني والسيّد مهدي القزويني وغيرهم.

الهجرة إلى سامراء :

وفي سنة (١٢٩٧ هـ) ، هاجر إلى سامرّاء ـ حيث هاجر إليها الإمام المجدّد الشيرازي في سنة (١٢٩١ هـ) ـ للاستفادة الأكثر من الإمام الشيرازي ، بعدأن جاء إليها في سنة (١٢٩٢ هـ) وبقي بها سنة ونصف ولكنّه رجع إلى النجف ، وهذه المرّة الثانية الّتي التحق بحوزة الإمام المجدّد ، فعكف على دروسه ينتهل من نميره العذب ولا تفوته محاضراته العلمية إلى حين وفاته سنة (١٣١٢ هـ) وكان لأستاذه الإمام الشيرازي به عناية تامّة واهتمّ بشأنه كلّ الاهتمام ، لما كان يرى فيه من آثار التفوّق العلمي والمواصلة والمثابرة على الدراسة والتحصيل ، وكانت إقامة السيّد فيها سبع عشرة سنة ، ما جفّ فيها لبده ولا فاتته فيها نهزه ، وكان فيها تعقّب خطوات أستاذه الإمام وسائر أساتذته الأعلام ، متتبّعاً أطوار الأبطال من أركان تلك الحوزة في سامرّاء ، مستقرئاً طرائق الماضين من أساطين الإمامية ، يتعرّف بذلك مداخل العلماء في التحقيق والتدقيق ومخارجهم ويتدبّر أساليبهم في النقض والإبرام واستنباط الأحكام ، وكان بينه وبين الإمام العلاّمة الميرزا محمّد تقي الشيرازي مذاكرة ومناظرة في وقت خاصّ من كلّ يوم استمّرت اثنتي عشر سنة ،

١٥٣

وما برح السيّد في سامراء مجدّاً مجتهداً يقظ الجنان ، نافذ الهمّة في العلم والعمل حتّى رجع منها إلى مسقط رأسه الكاظمية بعد وفاة أستاذه بعامين(١).

العودة إلى الكاظمية :

عاد إلى الكاظمية المقدّسة سنة (١٣١٤ هـ) وبقي فيها وكانت أوقاته منقسمة بين المحراب والمكتبة والكتابة والدرس والإرشاد ، وبعد سنتين من عودته (١٣١٦ هـ) فجع بوفاة والده وزادت مسؤليّاته الاجتماعية والدينية ، وبعد وفاة ابن عمّه العلاّمة السيّد إسماعيل الصدر في (١٣٣٨ هـ) رجع إليه في التقليد جماعة من أهل العراق وظهرت رسالته العلمية رؤوس المسائل المهمّة ، فأصبح بعد ذلك مرجعاً عظيماً قلّده الناس.

قال العلاّمة الطهراني عنه :

«رجع إلى الكاظمية فاشتغل بالتصنيف والتأليف في جميع العلوم الإسلامية من الفقه والأصول والرجال والدراية والحديث والنسب والتاريخ والسير والتراجم والأخلاق والحكمة والكلام والجدل والمناظرة والمناقب والدعاء وغيرها من فنون العلم. وكان طويل الباع ، واسع الاطلاع ، غزير المادّة في تمام هذه العلوم ، مستحضراً لأغلب مطالبها ، وهو من النادرين الذين جمعوا في التأليف

__________________

(١) مأخوذ من كلام السيّد عبد الحسين شرف الدين في بغية الراغبين ١/٣٠١.

١٥٤

بين الإكثار والتحقيق ، فتصانيفه على كثرتها وضخامة مجلّداتها وتعدّد أجزائها هي الغاية في بابها ، فقد كان ممعناً في تتبّع آثار المتقدّمين والمتأخّرين من الشيعة والسنّة ، موغلاً في البحث عن دخائلهم وممحّصاً لحقائقهم ومستجلياً ما في آثارهم من الغوامض ، ومستخرجاً المخبّآت بتحقيقات أنيقة وبيانات وشيقة ، فقد تجاوزت تصانيفه السبعين وكلّها نافعة جليلة وهامّة مفيدة».

تلامذته :

وتتلمذ عليه كلّ من الآيات : الشيخ آقا بزرگ الطهراني ، والشيخ عبّاس القمّي ، والشيخ محمّد علي الحايري القمّي ، والسيّد شهاب الدين المرعشي النجفي ، والشيخ مرتضى آل ياسين.

الراوون عنه :

ويروي عنه بالإجازة :

السيّد أبو الحسن الإصفهاني.

الشيخ محمّد كاظم الشيرازي.

الشيخ محمّد حسين الغروي الإصفهاني.

الشيخ راضي آل ياسين.

الشيخ محمّد رضا آل ياسين.

الشيخ محمّد علي الغروي الأردوبادي.

١٥٥

الشيخ آقا بزرگ الطهراني ، الذي أجازه بإجازة كبيرة في سنة (١٣٣٠ هـ) وقد حقّقتها وطبعتها مذيّلة بتعليقات الفقيه العلاّمة السيّد موسى الشبيري الزنجاني ، كتبها بالتماس منّي.

السيّد صدر الدين محمّد علي ابن السيّد إسماعيل الصدر وقد أجازه بإجازة حقّقتها وطبعتها مذيّلة بتعليقات الفقيه العلاّمة السيّد موسى الشبيري الزنجاني ، كتبها بالتماس منّي.

الشيخ ميرزا محمّد الفيض القمّي.

الشيخ محمّد علي الحايري القمّي.

الشيخ عبّاس المحدّث القمّي.

الشيخ علي الزاهد القمّي.

السيّد محمّد هادي الميلاني.

الشيخ أبو المجد محمّد رضا النجفي الإصفهاني.

الشيخ مهدي النجفي الإصفهاني.

الشيخ محمّد باقر النجفي الإصفهاني.

السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي.

السيّد محمّد مرتضى الجنفوري الهندي.

السيّد علي نقي النقوي الهندي.

السيّد رضا الموسوي الهندي.

السيّد أبو الحسن النقوي الهندي.

السيّد شبير حسن الفيض آبادي الهندي.

١٥٦

السيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي.

الشيخ حبيب المهاجر العاملي.

السيّد هبة الدين الشهرستاني.

السيّد ميرزا هادي الخراساني.

الشيخ هادي آل كاشف الغطاء.

الميرزا أبو عبد الله الزنجاني.

الميرزا فضل الله شيخ الإسلام الزنجاني.

الشيخ محمّد أمين صدر الإسلام الخوئي.

السيّد محمّد صادق بحر العلوم.

الشيخ حيدر قلي السردار الكابلي.

الشيخ محمّد السماوي النجفي.

مؤلّفاته المطبوعة :

١ ـ تكملة أمل الآمل ـ وهي أشهر مؤلّفاته وقد طبع في ٦ مجلّدات بتحقيق المحقّق الأستاذ المرحوم حسين علي محفوظ ، وصديقي الأستاذ عبد الكريم الدباغ ، وعدنان الدباغ.

٢ ـ تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام ، طبع بتحقيق الفاضل الشيخ محمّد جواد المحمودي (في مجلّدين).

٣ ـ الشيعة وفنون الإسلام ـ وقد ترجم إلى الفارسية مرّتين : من قبل الحجة

١٥٧

المرحوم السيّد علي أكبر البرقعي القمي (باسم : شيعه يا پديد آورندگان فنون إسلامى) ومن قِبَل السيّد محمّد المختاري السبزواري (باسم : شيعه وپايه گذارى علوم إسلامى) وقد ترجم إلى الأردو من قبل السيّد محمّد كاظم الموسوي اللكهنوي الهندي.

٤ ـ نهاية الدراية ـ شرح وجيزة الشيخ البهائي في الدراية ـ طبع بتحقيق الأستاذ ماجد الغرباوي.

٥ ـ الإجازة الكبيرة ـ للشيخ آقا بزرگ الطهراني ـ طبعت بتحقيق راقم السطور.

٦ ـ الطبقات في الرواة ومشايخ الإجازات ـ إجازته للسيّد صدر الدين الصدر والشيخ محمّد باقر الإصفهاني ـ طبعت بتحقيق راقم السطور.

٧ ـ بغية الوعاة في طرق طبقات مشايخ الإجازات ـ طبع بتحقيق صديقي محمّد حسين النجفي.

٨ ـ بهجة النادي في أحوال أبي الحسن الهادي ـ طبع مرّتين : بتحقيق الشيخ محمّد حسين النجفي ، وبتحقيق صديقي عبد الكريم الدباغ.

٩ ـ فصل القضاء في الكتاب المشهور بفقه الرضا ـ طبع مرّتين : بتحقيق الحجّة الشيخ رضا الأستادي ، وبتحقيق الحجة السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي.

١٠ ـ وفيات الأعلام من الشيعة الكرام ـ طبع بتحقيق الأستاذ كاظم ثامر الخفاجي.

١٥٨

١١ ـ عدد من خرج إلى حرب الحسين عليه‌السلام ـ طبع ثلاث مرّات : بتحقيق السيّد حسين وتوت ، وبتحقيق الشيخ حيدر مال الله ، وبتحقيق السيّد منتظر الحيدري.

١٢ ـ الغرر في نفي الضرار والضرر ـ طبع بتحقيق الشيخ مسلم الرضائي.

١٣ ـ تعارض الاستصحابين ـ طبع بتحقيق الشيخ مسلم الرضائي.

١٤ ـ تعليقة على خاتمة المستدرك ، للمحدّث النوري ـ طبعت بتحقيق الشيخ ضياء علاء الكربلائي الخطيب.

١٥ ـ مصنّفات السيّد حسن الصدر ـ طبعت بتحقيق الفاضل حسين هليب الشيباني.

١٦ ـ ذكر سلمان ـ طبع بتحقيق علي عليزاده (في مجلة ميراث بهارستان ، ٢١).

١٧ ـ تبيين الرشاد في لبس السواد على الأئمّة الأمجاد ـ طبع بتحقيق الفاضل محسن الصادقي.

١٨ ـ نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين ـ طبع مرّتين : بتحقيق الحجّة الشيخ محمّد رضا الأنصاري القمّي ، ومرّة أخرى بتحقيق الأستاذ السيّد مهدي الرجائي.

١٩ ـ المسائل المهمّة ـ رسالة عملية.

٢٠ ـ المسائل النفيسة ـ رسالة عملية.

٢١ ـ رؤوس المسائل المهمّة ـ رسالة عملية.

١٥٩

٢٢ ـ مختلف الرجال ـ طبع بالهند.

٢٣ ـ نكت الرجال ـ طبع بالهند.

٢٤ ـ سبيل الصالحين ونهج الصالحين في السير والسلوك ـ طبع بتبريز.

٢٥ ـ الغالية لأهل الأنظار العالية ـ طبع ببغداد.

٢٦ ـ عيون الرجال ـ طبع بلكهنو في (١٣٣١ هـ).

٢٧ ـ ذكرى ذوي النهى في حرمة حلق اللّحى ـ طبع ببغداد.

٢٨ ـ ذكرى المحسنين ـ في ترجمة السيّد محسن الأعرجي ـ طبع بتحقيق الفاضل عبد الكريم الدبّاغ وترجمه أحمد روزبهاني بالفارسية (باسم : يادنيكان) ـ طبع بطهران (مع حواشي مجتبى مقدّسي).

٢٩ ـ ردّ فتاوى الوهابيّين ـ طبع ببغداد ، وقد طبع أخيراً بتحقيق صديقي الشيخ أحمد محمّد رضا الحائري.

٣٠ ـ كشف الظنون عن خيانة المأمون ـ طبع بتحقيق الفاضل محسن الصادقي.

٣١ ـ شرح وسائل الشيعة ـ طبع بتحقيق الشيخ كاظم البغدادي (في٦ مجلدات).

٣٢ ـ ارشاد المقلدين ، رسالة عملية بالفارسية ـ طبعت سنة (١٣٣٨ هـ).

٣٣ ـ مجمع الإجازات ـ سيطبع من قبل العتبة المقدّسة العبّاسية.

٣٤ ـ انتخاب القريب من التقريب ، لابن حجر العسقلاني ـ طبع بتحقيق ثامر كاظم الخفاجي.

١٦٠