تراثنا ـ العدد [ 138 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 138 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1019-4030
الصفحات: ٣١٧

قال (ص١٤) :

«٨ ـ محمّد بن جعفر بن بطة».

أقول :

لم يروي عنه المصنّف لا مباشرة ولا بالواسطة.

قال (ص١٤) :

«٩ ـ أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري الشيباني».

أقول :

هذا من مشايخ المصنّف وكان من الأولى شرح حاله مفصّلاً.

قال (ص١٥) :

«١٠ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله أبو المفضّل الشيباني».

أقول :

وهو أيضاً من مشايخ المصنّف رحمه‌الله.

ولم يذكر الشيخ الثالث للمصنّف وهو (المعافا بن زكريّا البغدادي بن يحيى بن حميد بن حمّاد الحريري الهمداني) فقد سمع منه ونقل عنه وأجازه كما هو مذكور في الكتاب.

قال (ص١٦) :

«عدم التوصّل إلى معرفة من درس عليه».

٤١

أقول :

لا يحتاج إلى بذل مؤنة زائدة بل بمراجعة المصدر الأصلي الذي جاء ذكر المصنّف ، فيه ـ أي كتاب ابن طاووس اليقين ـ نعلم أنّ محمّد بن جرير الطبري ينقل عن المصنّف قال ابن طاووس في اليقين(١) : «فيما نذكره من كتاب (الرسالة الموضّحة) تأليف المظفّر بن جعفر بن الحسين في أمر النبي صلّى الله عليه وآله بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين في حياة سيّد المرسلين وهو ممّن يروي عنه محمّد بن جرير الطبري ننقل ذلك من خطّ مصنّفه من الخزانة العتيقة بالنظامية ببغداد».

ولا يحتاج إلى قوله :

«فقد بحثت جاهداً لكي أحصل على معلومات ترشدني إلى معرفة تلاميذه فلم أفلح».

قال (ص١٦) :

«اعتنى المؤلّفون في العلوم الإسلامية ولاسيّما علماء التفسير وعلماء الحديث والرجال وعلماء التاريخ وعلماء الكلام وغيرهم بكتاب (الرسالة الموضّحة) للشيخ المظفّر البغدادي لأنّه تناول فيه أكثر العلوم الإسلامية والأحاديث النبوية الشريفة وذكر الحوادث التاريخية».

__________________

(١) اليقين : ١٠٩.

٤٢

أقول :

لم ينقل عن هذا الكتاب سوى السيّد ابن طاووس في كتابه اليقين فلا أعلم من هم المؤلّفون الذين نقلوا عنه ومن هم علماء التفسير والحديث والرجال والتاريخ والكلام؟!

وكيف تناول في كتابه أكثر العلوم الاسلامية والحديثية والنبوية الشريفة والكتاب موضوعه إثبات الإمامة لمولانا الأمير ومحوره هذا.

قال (ص١٦) :

«فقد اعتمد عليه كثير من العلماء الذين جاءوا بعده وعوّلوا على آرائه الفقهية والتاريخية ومناظراته التي احتجّ بها على الفريق الآخر».

أقول :

أتعجّب من هذه الكلمات ؛ ما هي الآراء الفقهية ومن اعتمد عليه فقد ذكرنا العلم الذي ذكر هذا الكتاب ونقل منه هو السيّد ابن طاووس وهو الوحيد الذي عثرنا عليه.

قال (ص١٧) :

«كان يمتلك من المعلومات الوافرة التي لا يمكن لشخص أن يجمعها إلاّ من كان له باع طويل في العلوم العقلية والنقلية».

أقول :

هل يا ترى انكشف الغطاء وعلم ما في ذهن المصنّف واكتشف العلوم.

٤٣

قال(ص١٧) :

«فقد اعتمد عليه العلماء الأجلاّء من القرن الخامس إلى يومنا هذا».

أقول :

لابأس لو ذكرتم لنا غير السيّد ابن طاووس ممّن اعتمد على هذا الكتاب ولو شخصاً واحداً فنكون ممنونين لكم.

قال (ص١٩) :

«تحتوي النسخة على مائة وإحدى وثلاثين ورقة».

أقول :

تحتوي على (١٣٤ ورقة) ، والنسخة فيها تنقيط لا كما يدّعيه المحقّق.

والأمر المهمّ الذي لم يتنبّه عليه هو أنّ النسخة فيها تقديم وتأخير كثير في الصفحات وقد جلّدت ولم ترتّب فتحتاج إلى ترتيب وبعد ذلك التحقيق.

أقول : هذا ما استطعنا تسجيله على مقدّمة التحقيق على عجالة وإن شاء الله نتبعه بالملاحظات على نفس المتن عند نشرنا للرسالة ونعتذر من الدكتور ثامر كاظم الخفاجي وأرجوا أن يتقبّل هذه الملاحظات وأنّه أمر علمي فقط ولم يكن من ديدننا تبيين الأمور والملاحظات الواقعة في التحقيقات لانشغالنا بالدرس ولكن نظراً لأهمّية الكتاب وقدمه حاولنا أن نذكر هذه الملاحظات فجزاه الله خير الجزاء لاهتمامه بنشر التراث.

٤٤

المصادر

القران الكريم.

١ ـ أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين ، تحقيق : حسن الأمين ، الناشر : دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت ـ لبنان.

٢ ـ اختيار معرفة الرجال : للشيخ الطوسي ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، سنة الطبع : ١٤٠٤هـ ، المطبعة : بعثت ـ قم ، الناشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث.

٣ ـ بشارة المصطفى : محمّد بن علي الطبري ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : ١٤٢٠هـ ، المطبعة : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الناشر : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ـ إيران.

٤ ـ البداية والنهاية : لابن كثير ، تحقيق وتدقيق وتعليق : علي شيري ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨م ، الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ لبنان.

٥ ـ تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : ١٤١٧ هـ ـ ١٩٩٧ م ، الناشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان.

٤٥

٦ ـ تاريخ مدينة دمشق : لابن عساكر ، تحقيق : علي شيري ، سنة الطبع : ١٤١٥هـ ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ لبنان.

٧ ـ تذكرة الحفّاظ : للذهبي ـ حيدر آباد الهند ١٣٣٣ هجري.

٨ ـ خلاصة الأقوال : للعلاّمة الحلّي ، تحقيق : الشيخ جواد القيّومي ، الطبعة : الأولى ـ سنة النشر : عيد الغدير ١٤١٧هـ ، المطبعة : مؤسّسة النشر الإسلامي الناشر : مؤسّسة نشر الفقاهة.

٩ ـ الذريعة : لآقا بزرك الطهراني ، الطبعة : الثالثة ، سنة الطبع : ١٤٠٣ هـ ـ١٩٨٣ م ، الناشر : دار الأضواء ـ بيروت ـ لبنان.

١٠ ـ رجال النجاشي : للنجاشي ، الطبعة : الخامسة ، سنة الطبع : ١٤١٦هـ ، الناشر : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرّفة.

١١ ـ سير أعلام النبلاء : للذهبي ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، محمّد نعيم العرقسوسي ، الطبعة : التاسعة ، سنة الطبع : ١٤١٣ هـ ـ ١٩٩٣ م ، الناشر : مؤسّسة الرسالة ـ بيروت ـ لبنان.

١٢ ـ الضعفاء : للبخاري ، تحقيق : محمود إبراهيم زايد ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : ١٤٠٦هـ ـ ١٩٨٦ م ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ لبنان.

١٣ ـ مستدركات علم رجال الحديث : للشيخ علي النمازي الشاهرودي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : ربيع الآخر ١٤١٢هـ المطبعة : شفق ـ طهران ، الناشر : ابن المؤلّف.

٤٦

١٤ ـ معجم المؤلّفين : لعمر كحّالة ، الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ لبنان.

١٥ ـ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم : ابن الجوزي ، تحقيق وتصحيح : جمع من الأساتذة ، طبعة دار الكتب العلمية بيروت.

١٦ ـ ميزان الاعتدال : للذهبي ، تحقيق : علي محمّد البجاوين الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : ١٣٨٢هـ ـ ١٩٦٣ م ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر ـ بيروت ـ لبنان.

١٧ ـ اليقين : للسيّد ابن طاووس ، تحقيق : الأنصاري ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : ربيع الثاني ١٤١٣هـ ، المطبعة : نمونه.

٤٧

تقييدات الأحسائيّين على المخطوطات

الشيخ محمّد الحرز

بسم الله الرحمن الرحيم

يُعدّ المخطوط في الثقافة العربية من أهمّ أوعية المعلومات ، ومصادر المعرفة التاريخية ، فهو إضافة لكونه منبع لدراسة وقراءة فكرية لمرحلة تاريخية معيّنة وما تضمّنه من معارف وعلوم ، تأتي التقييدات على المخطوط لتكون من أهمّ المصادر لمعرفة وتصحيح الكثير من المعلومات الغير مقيّدة في بطون الكتب ، فقد يصحّح معلومة هامّة ، وقد يؤكّد حقيقة معيّنة كانت تشوبها الكثير من الاضطرابات والغموض ، وقد يضيف العديد من المعلومات الهامّة حول شخصية معيّنة ، كما قد يصحّح معلومات أخرى حولها ، ناهيك عن كونه وعاء حيوي لعدد كبير من المعلومات التي قد تدوّن على أطراف هذا المخطوط أو ذاك خلال تنقّلاته بين ملاّكه هنا وهناك ، وهذا ما سنحاول التعرّض له من خلال التركيز على أهمّ الأبعاد والأصعدة التي تضمّنتها المخطوطات من الجوانب العلمية والتاريخية دون الخوض في الحديث عن

٤٨

نفس المخطوط وأهميته من حيث المحتوى والمضامين ، وذلك عبر التركيز على الهوامش ، والصفحات الأولى والأخيرة ، وأغلفة الكتب ، وما كتب فيها من تذييلات علمية وتاريخية تعدّ غاية في الأهمية ، وهذا ما يؤكّده الباحث (روزنتال فرانتز) بقوله : «إنّ المخطوطات إلى جانب كونها تتضمّن متن المصنّف كانت تحتوي على معلومات وفوائد إضافية ذات قيمة عظيمة للعالم ، فقد توجد أحياناً كثيرة على حواشي المخطوطات نظرات ذات قيمة في النقد ، كان العالم يدقّق النظر في هذه الملاحظات التي يجدها في مقدّمة الكتاب ، وفي تواقيع المصنّفين في آخر الكتاب ، وفي الإجازة وما شابهها ، من تعليقات في المخطوطات مبثوثة هنا وهناك ، بحثاً عن أيّ ضوء يعينه على تحقيق ما غمض ، ومن المواضع التي يجد فيها العالم المنقّب معلومات وفوائد قيّمة : الغلافات الداخلية للمخطوطات ، وفي جلدة الكتاب الداخلية ، وعلى ظاهر الكتاب أحياناً على وجه الجزء».

وسنتعرّض خلال حديثنا عن أنواع التقييدات في الأهمّية العلمية التي تشكّلها مثل هذه المعلومات المتناثرة هنا وهناك في ثنايا المخطوطات ، وما أضافته لنا من معارف ومعلومات تقرّبنا كثيراً من النظرة الحقيقية للواقع الملموس في حينه.

وقد حفلت المخطوطة الأحسائية ـ بمفهومها الواسع الذي نعني به كلّ مخطوطة تضمّنت تقييدات أحسائية بغض النظر إن كان مصنّفها أحسائي أو غيره ـ بالعديد من المضامين العلمية والتاريخية في هوامشها وذيولها ، والتي

٤٩

تعدّ وقودنا لهذه الدراسة المختصرة حول تقييدات الأحسائيين على المخطوطات.

وهي تعدّ عصارة ونتيجة بحثنا حول النسّاخ ، والتملّكات الأحسائية للمخطوطات ، والكاشف الحقيقي عن قوّة الحراك العلمي الأحسائي عبر العصور المنصرمة ، في جوانب وشذرات كانت مهمّشة وغير ملتفت إليها في التاريخ الأحسائي ، أردنا من خلالها تسليط الضوء على جوانب قد تفتح أفق لبعض الباحثين في التعمّق فيها أكثر وإفراد دراسة تفصيلية مستقلّة لمختلف هذه الجوانب نظراً لأهمّيتها وقيمتها العلمية على الصعيد التاريخي والعلمي لمنطقة الأحساء.

التقييد

ونعني بها تلك الكتابات العلمية التي تكون على أغلفة الكتب المخطوطة أو في ثنايا صفحاتها ، أو خاتمتها سواء ارتبطت بتاريخ النسخ أو وقفية أو إجازة أو تملّك أو غيرها ، يمكن أن تضيف على المادّة العلمية والمستفادة من المخطوط نفسه ، ويمكن تعريفه بشكل أكثر دقّة بما يلي : «ويقصد به كلّ نصّ كتب على صفحة العنوان في المخطوطات أو في الصفحات الأولى منه أو على هوامشه أو خاتمته ممّا ليس له علاقة بنصّ المؤلّف ، بل هو إضافة من شخص أو أشخاص آخرين ، كالمالك أو الناسخ أو الواقف ، وهي متنوّعة ، منها : الرواية ، السماع ، القراءة ، الإجازة ، المناولة ،

٥٠

النسخ ، المقابلة والتصحيح ، المطالعة والنظر ، التملّك ، الشراء ، الوقف ، وتقييدات آخرى ، كولادة أشخاص أو وفاتهم ، أو أبيات شعرية أو أمثال»(١).

وبهذا يتّضح إن التقييدات تأخذ أشكالاً وأنماطاً متعدّدة ، تختلف أهميّتها بحسب مضمونها والمادّة العلمية التي تحملها ، ويمكن توضيح ذلك عبر تبيين أنماط التقييدات الأحسائية وما أبرزته من فوائد علمية كانت عوناً ومساعداً للباحثين ، وقيمة علمية زادت من قيمة المخطوط نفسه :

أنماط التقييدات الأحسائية

النَسْخ :

في لسان العرب يأتي معنى نسخ الشيء ، ينسخه نسخاً ، وانتسخه واستنسخه : اكتتبه عن معارضه.

وفي التهذيب : (النّسخ) اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف ، والأصل (نُسخةٌ) ، والمكتوب عنه (نُسخه) لأنّه قام مقامه ، والكاتب ناسخ ومنتسخ.

والاستنساخ : كَتْبُ كتاب من كتاب ؛ وفي التنزيل : (إنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(٢) أي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله ؛ وفي التهذيب : أي نأمر بنسخه وإثباته(٣).

__________________

(١) تقييدات النجديين على المخطوطات أنماطها ودلالاتها التاريخية : ٣٥.

(٢) سورة الجاثية ، الآية : ٢٩.

(٣) لسان العرب : ١٤ /١٢١.

٥١

وبمعنى آخر كلمة (النسخ) أو (قيد النسخ) تطلق على : «القيود الموجودة في نهاية المخطوط ، والتي تُبيِّن المكان والزمان اللذين كتب فيهما المخطوط ، وكذلك الشخص الذي كتبه قيد الكتابة أو النسخ أو الفراغ. ويوجد هذا القيد أحياناً في أواخر الأجزاء التي يتضمّنها الكتاب»(١).

هناك كمّية كبيرة من تقييدات النسخ على المخطوطات الأحسائية ، وهي أكبر من أن نحصيها ونوردها هنا لإيجاز البحث ، وإنّما سنكتفي بعرض مجموعة من النماذج تبيّن طرق ختامهم للمخطوطات ، من قبل النسّاخ ، ونحيل التفصيل إلى بحث النسّاخ ومقدِّمته ، ومن هذه النماذج :

ـ ما كتبه أبو بكر بن محمّد بن أحمد بن النجّار حيث قال في خاتمة ديوان شعر قام بنسخه : «قد تمّ الديوان المبارك بعون الله الكريم صبيحة يوم الاثنين نهار ثالث عشر من شهر جمادى الأولى سنة ١١٩٣ من هجرة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم على يد الفقير الحقير المعترف بالذنب والتقصير أبو بكر بن محمّد بن أحمد بن النجّار كان الله له حيث كان ، وغفر الله له ولوالديه»(٢).

ـ ومنها ما قيّده الشيخ أحمد بن حسين آل حرز بعد نسخ كتاب ألفية ابن مالك : «وقع الفراغ من تسويد هذه الأوراق يوم السابع والعشرين من

__________________

(١) مجلة التاريخ العربي / العدد ٢٢ ربيع ١٤٣٣هـ / ٢٠٠٢م ، وصف المخطوطات وإعداد بطاقاتها ، د رمضان ششن : ٣٩٢.

(٢) أعلام الأحساء : ١٦٣.

٥٢

الشهر المحرّم شهر عاشور سنة ١٢٠٨هـ ، الثامنة بعد المائتين والألف من الهجرة على يد الأقلّ المفتقر إلى رحمة ربّه الأمجد أحمد بن حسين بن أحمد بن محمّد بن حرز البحراني أصلاً الأحسائي مولداً ، غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات»(١).

ـ كما قام الشيخ الأحسائي بتقييد خاتمة تؤرّخ نسخه لكتاب الفهرست للشيخ الطوسي فقال : «الحمد لله. وقع الفراغ من نسخ إتمامه ليلة الثلاثاء الحادية عشر من شهر رجب المرجّب سنة ١٢١١هـ ، في بلد نبيّ من بلاد القديم من البحرين بقلم العبد المسكين أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صفر بن إبراهيم ابن داغ عفى الله عنهم»(٢).

ـ وقد ختم الشيخ أحمد بن عبد الرحمن العبد اللطيف كتاب في النحو قام بكتابته ذكر فيه مكان النسخ فقال : «قال كاتبه الراجي ظلّ الفضل الوريف أحمد بن عبد الرحمن بن محمّد بن عبد اللطيف ، ختم الله له بالحسنى وبوّأه المقام الأسنى ، وافق الفراغ من تتميم نسخه من أثناء باب النعت إلى هنا صبح يوم الأربعاء عشرة ذي القعدة الحرام سنة ١١٨٨هـ ، بمكّة المشرّفة ، وعلى السنة الثانية من سنيّ المجاورة بها لا جعل الله ذلك آخر العهد»(٣).

ـ كما حدّد السيّد رضي الدين أحمد بن السيّد عليّ بن السيّد محمّد بن

__________________

(١) أعلام الأحساء : ٥٧ ـ ٥٨.

(٢) فهرس مخطوطات مكتبة مجلس الشورى ١٠ / ١٨٢.

(٣) مظاهر ازدهار الحركة العلمية في الأحساء خلال ثلاثة قرون : ٦٩.

٥٣

السيّد إبراهيم الحسيني الأحسائي النديدي المولد ، المكان الذي نسخ الكتاب وبعض أساتذته فقال : «أنّه كتبه لنفسه ـ متّعه الله ـ بحضرة شيخه الأجل ، الشيخ عليّ بن محيي الدين الجامعي العاملي في بلدة تون ، وفرغ من الكتابة في ربيع الثاني سنة ١٠٣٥هـ»(١).

ـ بينما حرص البعض على بيان أصوله ومسكنه ليعطي رؤية واضحة في حياته من خلال خاتمة بعض الكتب ومنهم الشيخ جعفر بن محمّد بن إبراهيم الأحسائي حيث قال : «قد تمّ الكتاب بعون الملك الوهّاب على يد أقلّ عباد الله عملا وأكثرهم زللاً جعفر بن محمّد بن إبراهيم الجبيلي الحساوي أصلاً وشيراز مسكناً ومولداً كتبت بنفسي لنفسي وفّقني الله للفهم بما فيه إنّه جواد كريم ظهر يوم الأحد غرّة شهر جمادى الأولى أحد شهور سنة الثاني والعشرين ومائة بعد الألف من الهجرة النبوية المصطفوية على مهاجرها وآله ألف ألف التحية والسلام»(٢).

ـ وقد يفصّل البحث في ختمته فيبيّن أصله ، ثمّ مولده ، ثمّ مسكنه وكلّ واحد منهم يختلف عن الآخر ، وهذه مسألة تهمّ الباحث في معرفة تطوّرات وتنقلات حياة الناسخ ، فيقول الشيخ العلاّمة حاجي بن منصور الأحسائي ، في تقييده بنسخ بعض المصنّفات : «حاجي بن منصور الإصفهاني مسكناً ،

__________________

(١) أعيان الشيعة : ١٠ / ٣٥٧.

(٢) المخطوطات في المكتبة الوطنية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية : رقم المخطوط : ١٥٩٧٦ـ٥.

٥٤

والبصري مولداً ، والأحسائي أصلاً ، وكان الفراغ من كتابته في الثلث الآخر من الشهر الثالث من السنة التاسعة والخمسين بعد الألف يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الأوّل ، وكان عمره يومئذ ثلاثاً وستّين سنة»(١).

ـ ونجد آخر وهو السيّد عبد الحسين الحاجي الأحسائي المدني يبيّن معاناته في النسخ ، ويبيّن عدد من المعلومات المهمّة عن النسخة المعتمدة وحياته فيقول : «تمّت وبالخير عمّت بخطّ الفقير قليل البضاعة كثير التقصير العبد الخاطئ الجاني عبد الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الحسين بن عبد النبي الحسيني اللّحسائي المدني ، نزيل قرية مُهر ... وأسير بلدة من فارس ، في يوم الخامس عشر من شهر شوّال كثير الخير والإقبال سنة ١٢٠٦هـ ، ونلتمس من القارئين والمستمعين أعني بهم الإخوان إن صدر في الخطّ سهو أو غلط في الكتابة ، فإنّي في طريق مكّة ، ونسخته كثير الغلط مع والدتي في بلدة تسمّى التويثير قرية من قرايا اللحسا ، وكنّا على رحيل والخرجيّة قليل ، وحصل لنا بعض تألّم من هذا السبب ، فإن صدر في الخطّ زلل أو خطأ نلتمس منكم المسامحة والإحسان ، نرجو من الله الغفران أن يغفر لنا ولجميع إخواننا المؤمنين والمؤمنات ويجعلنا وإيّاكم من العائدين إلى بيت الله الحرام .. السنة السادسة بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية»(٢).

ـ كما تحدّث عن معاناته واجتهاده في نسخ كتاب وفيات الأعيان لابن

__________________

(١) فهرس مكتبة العلاّمة السيّد محمّد صادق بحر العلوم : ١٤٠.

(٢) من نساخي الكتب في الأحساء : ٦٥.

٥٥

خلّكان ، فقال الشيخ محمّد حسن العفالق بعد أن فرغ من نسخه سنة ١١٦٢هـ ، وقد تحدّث عن التعب والجهد الذي بذله فيه فقال(١) :

أجل لحظ طرفك في نسخه

حَوَتْ كُلَّ لفظ ومعنىً حسن

بذلت اجتهاداً بتصحيحها

وحاربت فيها لذيذ الوسن

التملّكات :

وتعتبر قيود التملّك من الأبعاد المهمّة في التقييدات على المخطوطات والتي تنبع من عدّة اعتبارات : «إنّ هذه القيود مهمّة لمعرفة تاريخ النسخة ، وانتقال الكتاب ، وتاريخ المكتبات ، وهواة الكتب ، وتثبيت المجموعات القديمة المهمّة. وتحتوي هذه القيود أحياناً على الأسعار وأسماء العملات وقيمتها. يسجّل قيد التملّك لسبب الشراء والإرث والإهداء أو لعمل النسخ. وإذا وجدنا عبارة (برسم خزانة فلان) على ظهر نسخة وعبارة (استكتبه فلان (أو) كتبه فلان لنفسه) في قيد الفراغ ، اعتبرت هذه العبارات قيد تملّك للنسخة»(٢).

وهناك عدّة عبارات تدلّل على التملّك درج أصحاب التملّكات على ذكرها في طيّات المخطوط ، وفي ما يلي نماذج لهذه العبارات : من كتب العبد ، من كتب الفقير ، تملّكه العبد الفقير ، ملكه ... ، انتقل إلى ملك الفقير ،

__________________

(١) مظاهر ازدهار الحركة العلمية في الأحساء : ٦٨.

(٢) وصف المخطوطات وإعداد بطاقاتها : ٣٩٥.

٥٦

ثمّ دخل في ملك ، اشتراه الفقير ، اشتريت هذا الكتاب ، من ممتلكات الفقير ، في نوبة الفقير ، في نوبة العبد ، صار في ملك ، صار في نوبة ، جاء في نوبة الفقير بالإرث أو بالشراء ، أهداه فلان ، وما شابه من هذه العبارات التي تفيدنا لمعرفة دلالة التملّك للمخطوط.

وفي تقييدات التملّكات الأحسائية للمخطوطات استخدمت عبارات مشابهة لما ذكرناه آنفاً للغرض نفسه ، نستعرض بعض هذه النماذج مع تصنيفها بحسب مسوغات التملّك :

١ ـ طلب نسخ الكتاب من الناسخ :

ـ ومثالها ما نسخه الشيخ صدقة بن ناصر بن سلطان بن راشد بن راجح ابن أحمد بن محمّد بن أحمد بن علي بن رومي بن أبي منصور الجبيلي الأحسائي لكتاب لب الألباب في شرح ملحمة الإعراب للنحوي البارع أبي محمّد قاسم بن علي بن محمّد بن عثمان الحريري البصري ، بطلب من الشيخ يحيى بن محمّد المشهور بـ : ابن المطوع الأحسائي الجبيلي ، وكان الانتهاء من نسخها في آخر شعبان سنة ١٠١٦هـ(١).

ـ كما نسخ السيّد حسن ابن السيّد أحمد ابن السيّد هاشم الموسوي الحسيني في ٢٠ شعبان سنة ١٢٣٠هـ أرجوزة في الزكاة للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت ١١٠٤هـ) ، وقد كتبه لأجل الشيخ الفقيه أحمد بن

__________________

(١) فهرست كتاب خانه آستان قدس رضوي ، غلامعلي عرفانيان : ١٢ / ٣٣٧.

٥٧

الشيخ محمّد بن محسن المحسني الأحسائي (ت ١٢٤٧هـ)(١).

٢ ـ التملّك بالشراء :

وهي التملّكات التي تشير للشراء ، وقد تأتي على ذكر الثمن ، مستخدمين العبارات التي أشرنا إليها سابقاً في قيد التملّك وأنواعه ، ومنها :

ـ انتخاب الجيّد من تنبيهات السيّد للسيّد حسن بن محمّد الدمستاني ، نسخ الشيخ عبد الله بن محمّد بن أبي دندن الأحسائي ، انتهى من نسخ الكتاب لنفسه ، تنقّل بالشراء بين عدد من أعلام الأحساء ، أوّلها تملّك الناسخ له في ١٥ جمادى الأولى لعام ١٠٧٤هـ(٢) ، ثمّ تملّك الشيخ عزيز بن الشيخ حسين بن محمّد أبو عرش(٣) في تاريخ ٢٩ ربيع الأوّل سنة ١١٠٩ هـ ، والشيخ حسين بن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن زين الدين الأحسائي(٤) بتاريخ ١٢٤٦ هـ.

ـ ومنها كتاب خلاصة الأقوال في معرفة الرجال للحسن بن يوسف بن مطهّر العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦هـ) ، والنسخة من نسخ السيّد سليمان بن محمّد

__________________

(١) فهرس مخطوطات مركز إحياء التراث الإسلامي ، السيد جعفر الحسيني الأشكوري : ٤ / ٣٦٦ ـ ٣٦٨.

(٢) فهرس دنا : ٢ / ١٧٨.

(٣) الفهرس الموحّد للمخطوطات الإيرانية (فنخا) : ٤ / ٩٥٥.

(٤) لعلّ في الموضوع لبس لأنّ الشيخ أحمد الأحسائي توفّي سنة (١٢٤١هـ) ، ومن غير المعقول تملّك أحد من أحفاده في نفس التاريخ للفارق الزمني البعيد ، ولعلّ المعني هو الشيخ عبد الله ابن الشيخ أحمد.

٥٨

باقر الحسيني ، وذلك سنة ١٠٠٧هـ ، وتضمّ عدد التملّكات هي :

ـ تملّك فضل الله بن عبّاس النجفي ، وتملّك عبد العزيز بن حسين الخالصي ومهره هو (عبد العزيز) ، وتملّك محمّد بن عبد الله أبو عزيز خطي ، وهناك تملّك السيّد عبد الله ابن السيّد حسن ابن السيّد علي الحسيني الأحسائي بتاريخ ١١٧١ هـ ، وختمه هو (الواثق بالله عبد الله الحسيني)(١).

ـ ومن هذه التملّكات بالشراء تملّك كتاب تحفة المحتاج لشرح المنهاج للشيخ شهاب الدين أحمد بن حمدان الأذرعي الشافعي ، والشرح لابن حجر الهيثمي ، نسخ الشيخ عبد العزيز بن خليفة بن نعيم الشافعي ، وكان النسخ في نهار يوم السبت ١٣ ذي القعدة عام ١١٨٦هـ. وعليه تملّكات عديدة منها :

الأوّل : محمّد بن سالم بن أحمد بن عبد الله ابن وصال ، وهذا نصّه : «ممّا منّ الله به على عبده الفقير محمّد بن سالم بن أحمد بن عبد الله ابن وصال الأحسائي الشافعي الأشعري القادري ـ عفى الله عنه بمنّه وكرمه ـ آمين سنة ١١٢٦هـ».

الثاني : عبد الرحمن ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ حمد بن بني النجّار ونصّ الملكية : «من تملّكات الفقير إلى الله الباري ، عبد الرحمن ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ حمد بن بني النجّار الأنصاري البدري العادلي الجيلاني الشافعي الأحسائي ، بثمن قدره قرشين حجر نقداً سنة سبع عشر ومائة وألف

__________________

(١) فهرس المخطوطات في مكتبة آية الله العظمي المرعشي النجفي : ٢٧ / ٤٠٠.

٥٩

بتريم من بلدان حضرموت»(١).

٣ ـ التملّك بالولاية :

ـ ومن هذا النوع من التملّك ، تملّك الملاّ ناصر بن حسين النمر على كتاب تعليقة على رسالة الفقهية للشيخ علي بن حسين الخاقاني للسيّد ناصر ابن السيّد هاشم ابن السيّد أحمد السلمان الأحسائي (ت ١٣٥٨هـ) ، وهي بخطّه عبد الله بن عبد الله آل حسين الأحسائي ، وهي بلا تاريخ ، وقد أوقفها النسّاخ هكذا : «أقرُّ ـ أنا يا عبد الله بن عبد الله آل حسين ـ بأنّي أوقفت وحبست هذا الكتاب للاستنفاع ، وجعلت الولاية إلى الملاّ ناصر بن حسين بن أحمد آل حسين(٢) ، ولعن الله البائع والشاري والمجتني ، فمن بدّله من بعد ما سمعه فإنّما إثمه على الذين يبدّلونه ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين»(٣) ، ممّا جعل النسخة تكون في ولاية الملاّ ناصر ، وفي ذرّيته من بعده.

٤ ـ التملّك بالنسخ :

وهو أن ينسخها الكاتب لنفسه من أجل تملّكها ، وهذا كثير ومتعارف

__________________

(١) مكتبات الدولة السعودية الأولى المخطوطة : ٤٤٣ ـ ٤٤٤.

(٢) كان اسم (آل حسين) هو الاسم المتعارف عليه آنذاك لفرع النمر من أسرة آل مبارك. راجع مجلّة الواحة ، مقال الملاّ ناصر النمر ، بقلم الأستاذ أحمد بن الملاّ محمّد بن الملاّ ناصر النمر ، العدد (٥٠) هامش ص : ١٢٣.

(٣) مجلّة الواحة ، العدد (٥٠) مقال الملاّ ناصر النمر ، بقلم أحمد بن الملاّ محمّد ابن الملاّ ناصر النمر : ١٢٣.

٦٠