تراثنا ـ العدد [ 137 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 137 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1019-4030
الصفحات: ٣١٨

المصادر

١ ـ الكفاية في علم الرواية : للخطيب البغدادي ، تحقيق : أحمد عمر هاشم ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ١٤٠٥هـ.

٢ ـ بحار الأنوار : للعلاّمة المجلسي ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت ، ١٤٠٣هـ.

٣ ـ وسائل الشيعة : للحرّ العاملي ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، إيران ، قم ١٤١٤هـ.

٤ ـ ديوان صفيّ الدين الحلّي : لصفيّ الدين الحلّي ، سورية ، دمشق.

٥ ـ كشّاف الصطلاحات الفنون : لمحمّد علي التهانوي ، تحقيق : رفيق العجم وعلي دحروج ، مكتبة لبنان ، بيروت ، ١٩٩٦م.

           

١٠١

التراث المتبقّى من شريف العلماء

الشيخ حسين حلبيّان الأصفهاني

بسم الله الرحمن الرحیم

مقدّمة :

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمّد وآله الطاهرين.

وبعد فإنّ من أساطين الحوزة العلمية بكربلاء المقدّسة العلاّمة الفقيه الأصولي وأُستاذ الأساطين المولى محمّد شريف المازندراني الشهير بشريف العلماء.

قال صاحب روضات الجنّات في وصف شريف العلماء : «رئيس الأصوليّين النبلاء الفحول ، بل الجامع بين المعقول والمنقول ، مولانا شريف الدين محمّد ابن المولى حسن علي الآملي المازندراني الأصل الحائرىّ

 

١٠٢

المسكن والمدفن»(١).

وشريف العلماء مشتهر بالأصول ، ولكن يظهر من بعض الكلمات المنقولة من شريف العلماء مهارته وتسلّطه في الفقه أيضاً(٢).

ووصفه العلاّمة التنكابني في قصص العلماء بما ترجمته هكذا : «محمّد شريف ابن ملاّ حسن علي المازندراني الآملي الملقّب بشريف العلماء وقدوة الفقهاء وأُسوة الفضلاء ، مؤسّس علم الأُصول وأُستاذ الفحول ، نادرة الدهر وأُعجوبة الزمان ووحيد العصر ، شمس فلك المنقول وبدر سماء الأُصول ، الحائري مولداً ومدفناً»(٣).

والشيخ الأنصاري أشار إلى بعض آراء أُستاذه الشريف في كتبه(٤).

وذكر تلميذه العالم الفاضل السيّد محمّد شفيع الجابلقي البروجردي ترجمة أُستاذه شريف العلماء هكذا : «السالك في مسالك التحقيق ، والعارج في مدارج التدقيق ، مقنّن القوانين الأصولية ، مشيّد المباني الفروعية ، مفتاح العلوم الشرعية ، مربّي علماء الإمامية ، مدرّس الطالبين جميعاً في جوار ثالث الأئمّة ، أعني شيخنا وأستاذنا ومربّينا ووالدنا الروحاني والعالم الرّباني محمّد شريف ابن الملاّ حسنعلي المازندراني أصلاً والحائري مسكناً ومدفناً.

__________________

(١) روضات الجنّات ١ / ٣٨.

(٢) قصص العلماء : ٤٣٧.

(٣) قصص العلماء : ١٣٧.

(٤) منها الكشف الحكمي في البيع الفضولي. راجع : كتاب المكاسب ٣ / ٤٠٧.

           

١٠٣

ولا بأس بذكر جملة من أحواله فنقول :

إنّه رحمه‌الله من أهل آمل مازندران ، والظاهر أنّ مولده في كربلاء المشرّفة ، ببالي أنّه مسموع من لسانه الشريف ، عاش في كربلاء أكثر عمره الشريف ، واشتغل أوّلا على السيّد الأُستاد الآقا السيّد محمّد ابن الآقا السيّد علي الآتي ذكرهما ، ثمّ الآقا السيّد علي والد السيّد الأستاد في تسع سنين في الأصول والفقه ، فصار محسوداً بين الحاسدين ، مستغنياً عن الاشتغال ، وقابلاً للإفتاء ، ومجتهداً بصيراً وجامعاً لجميع الشرائط المعتبرة»(١).

وذكر السيّد محمّد شفيع البروجردي : «أنّه بعد الاستفادة من درس أستاذه ارتحل إلى ديار العجم وبقي في كلّ مدينة شهراً أوشهرين أوأشهر ، واشتغل بالسياحة ـ ومنظوره رحمه‌الله تحصيل الأسباب والكتب ـ ثمّ رجع مع أبيه رحمهم‌الله بعد زيارة مولانا ثامن أئمّة الهدى عليه‌السلام إلى كربلاء ـ شرّفها الله تعالى ـ وحضر درس أُستاذه رحمه‌الله ، لكن أُستاذه صار شيخاً معمّراً ، فاشتغل هو بالمطالعة والمباحثة وجدّ كمال الجهد حتّى صار مدرّساً ماهراً نزير النظير ، وصار مجلسه مملوّاً من العلماء العظام ، وببركة أنفاسه الشريفة ترقّى جمع كثير في مدّة يسيرة من حضيض التقليد إلى أوج الاجتهاد»(٢).

وكذا قال : «صرف عمره الشريف في تربية الطالبين ، وكان له مجلسان : أحدهما للمنتهين والآخر للمبتدئين ، ويدرّس في أيّام التعطيل

__________________

(١) الروضة البهيّة في الإجازة الشفيعيّة ، ص٣١ و ٣٢.

(٢) راجع : الروضة البهيّة في الإجازة الشفيعيّة ، ص٣٢. مع تفاوت يسير.

           

١٠٤

لجمع آخر من الطالبين ، وفي شهر رمضان يدرّس بالليل ، وكان مشغولاً مع الطالبين إلى نصف الليل بالمباحثة ، وبعد بالزيارة والعبادة ، فلذا كان قليل التصنيف.

ومصنّفاته على ندارتها لم تخرج من السواد إلى البياض ، قلت له رحمه‌الله في زمان : اشتغل بالتصنيف والتأليف وثبّت هذه التحقيقات التي لم تصل إليها أيدي العلماء الماهرين والفضلاء المتبحّرين والفقهاء الكاملين ، فأجابني بأنّ تكليفي تربية الطالبين وتعليم المتعلّمين ، وما ألّفتموه وصنّفتموه فهو منّي.

وكان هذا الشيخ أعجوبة في الحفظ والضبط ودقّة النظر وسرعة الانتقال في المناظرات وطلاقة اللسان ، لم أر مثله قطّ ، ولم يباحث مع أحد إلاّ وقد غلب عليه وكان له يد طولى في علم الجدل.

توفّي رحمه‌الله في كربلاء المشرّفة في الطاعون الواقع فيه في سنة خمسة أو ستّة(١) وأربعين ومائتين بعد الألف ، ودفن في داره ، وفزت بزيارة قبره الشريف في السرداب المدفون فيه ولم أسأل منه إجازة الروايات واتّصال سلسلة الأخبار بالصراحة ، وكان إجازتي مقصورة على الإذن في العمل والفتوى وشهادة البلوغ إلى مرتبة الإجتهاد ، وكان هذا غفلةً منّي ، اللهمّ اعف عن زلاّتي وغفلاتي»(٢).

__________________

(١) هكذا ثبت والصحيح : خمس أوستّ.

(٢) الروضة البهيّة في الإجازة الشفيعيّة ، ص٣٢ و ٣٣.

           

١٠٥

وذكر بعض الأعلام أنّه تلمّذ على الميرزا القمّي صاحب القوانين(١) والسيّد صدر الدين محمّد جدّ أسرة الصدر(٢).

وفي التكملة : «وحدّثني العلاّمة الميرزا محمّد هاشم المذكور(٣) : أنّ شريف العلماء كان من تلامذة السيّد صدر الدين ، وكان السيّد يمنعه من كثرة التعمّق في أصول الفقه ، ويأمره بالتعمّق بالفقه»(٤).

وقال آية الله السيّد محمّد هاشم بن زين العابدين الجهارسوقي في آخر رسالة المقالات اللطيفة في المطالب المنيفة في دأب أستاذه السيّد صدر الدين : «كان مائلاً إلى قواعد فقهاء الأصحاب متوسّط بين طريقتى الإخباريّين والأصوليّين وكان ينهى عن الإفراط في مباحث الأصول ويشنّع على الإخبارية بتشنيعات كثيرة شديدة وكان يقول إنّ المولى الشريف الأصولي المعروف بشريف العلماء من تلامذتي وقد كنت أنهاه عن الغلوّ في الأصول ولم يقبل منّي»(٥).

وأيضاً يظهر من بعض الحكايات المنقولة عن العلاّمة التنكابني أنّ مدار

__________________

(١) تذكرة العلماء : ٩٨ ونص عبارته بالفارسية : از آن به قدر يك سالي نزد فاضل قمّي تلمّذ كرد وبعد از آن به كربلا مراجعت فرمود. وكذا راجع : لباب الألقاب : ٣٥؛ والآراء الفقهية ٥ / ٤٠٠.

(٢) فقيه صدر ، ص٢٠٧ و ٢٠٨.

(٣) مراده رحمه‌الله : العلاّمة الفقيه آية الله السيّد محمّد هاشم الجهارسوقي الخوانساري.

(٤) تكملة أمل الآمل ١ / ٢٠١.

(٥) معدن الفوائد ومخزن الفرائد ، رسالة المقالات اللطيفة في المطالب المنيفة : ٣١٣. وكذا راجع : مشاهير خاندان صدر ١ / ٥٤٩.

           

١٠٦

درسه في الأصول كتاب قوانين الأصول ، وفي الليل كان يقرأ أسطراً من الكتاب ويدور في حجرته ويفكّر حتّى الصبح(١).

وجاء في موسوعة طبقات الفقهاء :

«شريف العلماء (.. ـ ١٢٤٦ هـ) : محمّد شريف بن حسن علي المازندراني الأصل ، الحائري ، الشهير بشريف العلماء ، كان فقيهاً إماميّاً مجتهداً ، من كبار الأصوليّين ومشاهير المدرّسين ، له يد طولى في علم الجدل. ولد في الحائر (كربلاء). وتتلمذ أوّلا على السيّد محمّد المجاهد بن علي بن محمّد علي الطباطبائي الحائري ، ثمّ حضر في الفقه والأصول على والده السيّد علي الطباطبائي صاحب الرياض ولازمه مدّة تسع سنوات. وسافر إلى إيران وتنقّل في مدنها ورجع إلى كربلاء فحضر برهة على أُستاذه صاحب الرياض ، ثمّ ترك ذلك ، وأكبّ على المباحثة والمطالعة ، وبرع في أصول الفقه.

وتصدّر للتدريس فمهر فيه ، واتّجهت إليه الأنظار ، وتهافت عليه أهل العلم لغزارة علمه وحسن تقريره ، حتّى بلغ عدد من يحضر درسه ألف شخص أو أكثر»(٢).

وعلى ما يظهر من العلاّمة التنكابني كان سفره إلى أيران بمرافقة والده المولى حسنعلي ، وفي هذه الرحلة وفّق لزيارة مولانا الإمام علي بن موسى

__________________

(١) قصص العلماء ، ص١١٣.

(٢) موسوعة طبقات الفقهاء ١٣ / ٥٩٢ و ٥٩٣.

           

١٠٧

الرضا عليه آلاف التّحية والثناء(١).

وقال الشيخ عبّاس القمّي : «شريف العلماء المولى محمّد شريف بن حسن علي المازندراني الحائري ، شيخ الفقهاء العظام ومربّي الفضلاء الفخام ، أُستاذ العلماء الفحول جامع المعقول والمنقول ، تولّد في الحائر الشريف ، وتلمّذ على صاحب الرياض والسيّد المجاهد ، ورزق السعادة في التدريس والإفادة وكثرة التلاميذ من الفقهاء والعلماء.

قال سيّدنا الأجلّ المضطلع الخبير الكامل أبو محمّد الحسن صاحب تكملة أمل الآمل : حدّثني شيخنا الفقيه الشيخ محمّد حسن آل ياسين وكان أحد تلامذة شريف العلماء قال : كان يدّرسنا في علم الأصول في الحائر المقدّس في المدرسة المعروفة بـ : (مدرسة حسن خان) ، وكان يحضر تحت منبره ألف من المشتغلين وفيهم المئات من العلماء الفاضلين ، ومن تلامذته شيخنا العلاّمة الشيخ المرتضى الأنصاري (رحمه الله ...) وكان بعض تلامذته كالفاضل الدربندي يفضّله على جميع العلماء المتقدّمين انتهى. وممّن تلمّذ عليه السيّد إبراهيم صاحب الضوابط والمولى إسماعيل اليزدي الذي حكى أنّه يرجّحه بعضهم على أستاذه ، وجلس بعد وفاة أستاذه مجلسه ، وكان يدرّس ولكن لم يبق كثيراً بل بقي قرب سنة ثمّ لحق بأستاذه رحمه‌الله عليهما ، وممّن تلمّذ عليه أيضاً سعيد العلماء والسيّد محمّد شفيع الجابلقي وكتب هذا السيّد ترجمة أستاذه الشريف في الروضة البهيّة إلى غير ذلك.

__________________

(١) قصص العلماء ، ص١٣٧ و ١٣٨.

           

١٠٨

توفّي في الحائرالمقدّس بالطاعون سنة (١٢٤٥ هـ) (غرمه)(١) ، وقبره في دار يكون بقرب الصحن المطهّر من طرف الجنوب»(٢).

والعلاّمة الحسيني الجلالي في فهرس التراث وصفه بـ : «زعيم الحوزة العلمية بكربلاء»(٣).

ومع جميع هذه الأوصاف يظهر أنّه رحمه‌الله قليل التأليف ، حيث سأله أحد تلامذته : لماذا لاتؤلّف كي يورث الخلف من تحقيقاتك؟ وأجاب بما حاصله : «إنّي مهتمّ بتربية الطّلاب وتعليم المتعلّمين ومؤلّفات تلامذتي يحكي عنّي»(٤).

تاريخ وفاته :

وضبط صاحب الجواهر سنة الطاعون ـ الذي بسببه ارتحل شريف العلماء ـ في آخر كتاب النكاح من الجواهر هكذا : «والحمد لله أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً وله الشكر على توفيقه لإتمام كتاب النكاح الذي هو آخر قسم العقود ، والرجاء منه التوفيق لإتمام الباقي الذي منه القسم الثالث في الإيقاعات ، وهي أحد عشر كتاباً ، وقد كان ذلك عند العصر تقريباً في يوم الأربعاء : رابع عشر من ربيع الثاني من سنة السابعة والأربعين بعد الألف

__________________

(١) يساوي (١٢٤٥) بحساب الأبجد.

(٢) الكنى والألقاب ٢ / ٣٦١.

(٣) فهرس التراث ٢ / ٨٧.

(٤) قصص العلماء ، ص١٣٩.

           

١٠٩

والمأتين ، وهي السنة التي أدّب الله في شوّال سابقتها ـ أي السادسة والأربعين ـ أهل بغداد وفي ذي القعدة منها أهل الحلّة وأهل النجف وأهل كربلاء وغيرهم بالطاعون العظيم الذي قد منّ علينا وعلى عيالنا وأطفالنا وبعض متعلّقينا بالنجاة منه ، وكم له من نعمة ، فإنّه المنّان الكريم الرحمن الرحيم»(١).

قال صاحب روضات الجنّات في سنة وفاة شريف العلماء : «المتوفّى بالطاعون الواقع في حدود سنة ستّ وأربعين ومأتين بعد الألف»(٢).

وكذا في تذكرة العلماء ضبط تاريخ وفاته سنة (١٢٤٦ هـ)(٣).

وإنّ رأي سيّدنا الأستاذ العلاّمة الفقية آية الله السيّد موسى الشبيري الزنجاني على أنّه توفّي بالطاعون في ٢٤ ذي القعدة من عام (١٢٤٦ هـ)(٤).

وذكر المحقّق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي في بعض تعليقاته على طبقات أعلام الشيعة : «في مكتبة العلاّمة السيّد أحمد الزنجاني رحمه‌الله في قم مجموعة أوّلها مشارع الأحكام لصاحب الفصول بخطّ أحد تلامذته(٥).

وعليه مذكّرات سجّلها في أيّام الطاعون ، وأرّخ فيها موت جماعة من المشهورين والمغمورين ، وممّا أرّخ هناك وفاة شريف العلماء في ٢٤ ذي

__________________

(١) جواهرالكلام ٣١ / ٣٩٨.

(٢) روضات الجنّات ١ / ٣٨.

(٣) تذكرة العلماء ، ص٩٨.

(٤) راجع : لباب الألقاب للعلاّمة المولى حبيب الله الشريف الكاشاني مع تعاليق سيّدنا الأستاذ آية الله السيّد موسى الشبيري الزنجاني ، ص٣٥.

(٥) وهو الشيخ الكجائي الجيلاني من تلامذة العلاّمة الفقيه الأصولي الشيخ محمّد حسين صاحب الفصول.

           

١١٠

القعدة(١٢٤٦ هـ) فقال ما معرّبه : وفي هذا اليوم توفّي شريف العلماء هو وزوجته وبنته وابنه ، ويهلك بالطاعون في كلّ يوم بين المائتين وخمسين إلى الثلاثمائة نفس ، وأمّا بغداد فجرفها الطاعون عن آخرها»(١).

وهذا هو أيضاً رأي العلاّمة السيّد محمّد علي الروضاتي(٢).

وجاء في قصص العلماء أنّه ارتحل شريف العلماء رحمه‌الله إلى دار القرار وسنيّ عمره بين ٣٠ إلى ٤٠ ، ودفن في سرداب بيته(٣). ومرقده الآن في زقاق في شارع باب القبلة من الحرم الحسيني الشريف ، وبجنب مرقده اليوم مدرسة شريف العلماء. على قبره مكتوب على الكاشي :

«المولى شريف العلماء : هذا المرقد الشريف للشيخ العلاّمة أُستاذ العلماء والمجتهدين وقدوة الفقهاء المحقّقين(٤) ، الجامع بين المعقول والمنقول ، حاوي الفروع والأصول ، شيخنا ومولانا شريف الدّين محمّد ابن المولى حسن علي الآملي المازندراني الحائري قدّس سرّه العزيز المتوفّى ١٢٤٥(٥) جدّد سنة (١٣٥٨ هـ)»(٦).

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ٢٠ / ٨٥٤.

(٢) راجع : مكارم الآثار للميرزا محمّد علي المعلّم الحبيب آبادي مع تعاليق العلاّمة السيّد محمّد علي الروضاتي ٤ / ١٢٧٢.

(٣) نفس المصدر.

(٤) ويحتمل : المدقّقين.

(٥) الصحيح عندنا أنّه رحمه‌الله توفّي في سنة (١٢٤٦ هـ).

(٦) والظاهر أن الصواب (١٣٨٥ هـ) إذ في هذه السنة أمر آية الله السيّد محسن         

١١١

من تلامذة شريف العلماء :

١ ـ المولى محمّد صالح المازندراني الأصفهاني الجوبارهئي؛ جاء في تكملة أمل الآمل : الآخوند المولى محمّد صالح المازندراني الجوباري الأصفهاني من أجلّة علماء عصره ، وشيوخ العلم ، وجبال الفضل ، فقيه ماهر ، وأصولي باهر. اشتغل أوّلاً بأصفهان حتّى صار من المدرّسين بها ، ثمّ هاجر إلى كربلاء ، وحضر درس شريف العلماء ، ولزم عالي مجلس درسه حتّى صار من أعلام علماء تلامذة المشار إليه بالأكفّ. ولمّا ورد الشيخ الأجلّ ، ترجمان العلماء ، وسلطان الفقهاء ، الشيخ موسى بن شيخ الطائفة ، الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء إلى كربلاء لبعض الفتن التي وقعت في النجف ، وشرع في الدرس ، وكذلك أخوه المحقّق الشيخ علي بن جعفر شرع في الدرس في كربلاء ، وأكبّ عليهما فضلاء أهل العلم ، وكانت يومئذ كربلاء محطّ رجال أهل العلم ، فيها ألف فاضل من علماء إيران كانوا يحضرون درس شريف العلماء ، فحضر صاحب الترجمة الآخوند ملاّ محمّد صالح في درس الشيخين ، وكانا يدرّسان في الفقه لا غير ، فاستحسن فقههما ، ولازم درسهما(١).

٢ ـ المير السيّد حسن المدرّس الأصفهاني؛ قال مير سيد علي جناب

__________________

الطباطبائي الحكيم بتشييد مقبرة شريف العلماء وإعادة بناء مدرسة شريف العلماء. راجع :المفصّل في تاريخ النجف الأشرف ٨ / ٧٤ و ٧٦ و ٢٥٦.

(١) تكملة أمل الآمل ٥ / ٤٢٣.

           

١١٢

في حقّه ما نصّه بالفارسية : «مير سيّد حسن مدرّس محله نوى مير محمّد صادقي از سادات مير محمّد صادقى معروف اصفهانى است ، فرزند مير سيّد علي واعظ برادر مير محمّد صادق كه شجره آنها در [خانواده] مير محمّد صادقي ها نوشته شده است مدتى در نجف تحصيل نموده ، نزد صاحب جواهر وشريف العلماء. پس از تكميل به إصفهان آمده ، در مدرس حاجى كه قبل از مسافرت نجف مدّتى تحصيل نموده بود باز حاضر مى مشود. حاجى كلباسى مجتهد بودن اورا بالاى منبر وحضور جماعت اظهار داشته ، بعد از مدتى كه فضلاى محضر حاجى وسايرين ملتفت حسن تقرير وبيان او مى شوند ، مخصوصا سوغات أصول شريف العلمايى را هم به إصفهان آورده بوده ، مايل مى گردند كه مجلس درس مخصوصى منعقد سازد»(١).

وفي هذا النصّ أشار إلى أنّ من أسباب رغبة الطلاّب إلى المير سيّد حسن تلمّذه عند شريف العلماء ومجيئه بأصول شريف العلماء تذكاراً وتحفةً إلى أصفهان.

٣ ـ السيّد إبراهيم القزويني صاحب ضوابط الأصول؛ قال صاحب الروضات : «السيّد الجليل الفاضل الفاخر إبراهيم بن المرحوم السيّد محمّد باقر الموسوي القزويني المجاور بالحائر الطاهر هو من أجلّة علماء عصرنا ، وأعزّة فضلاء زماننا لم أر مثله في الفضل والتقرير ، وجودة التحبير ، ومكارم الأخلاق ، ومحامد السياق ، والإحاطة بمسائل الأصول ، والمتانة فيما يكتب

__________________

(١) رجال ومشاهير إصفهان ، ص٤٩٢ و ٤٩٣.

           

١١٣

أويقول. انتقل مع أبيه المبرور من محالّ دار السلطنة قزوين ـ الآتي إلى بعض محامدها الإشارة إن شاء الله الجليل في ترجمة المولى خليل ـ إلى محروسة قرميسين ، وقرء مبادي العلوم على من كان فيها من المدرّسين ، وكان بها إلى أن حرّكته الغيرة العلويّة وحدّته الهمّة الهاشميّة على العروج إلى معارج العلم والدين ، والخروج عن مدارج أوهام المبتدين ، والولوج في مناهج أعلام المجتهدين. فودّع من هنالك أباه ، وشفّع رضا الله تعالى برضاه ، وهاجر ثانية الهجرتين ، وسافر إلى تربة مولينا الحسين عليه‌السلام ، وأخذ في التتلمذ على أفاضل المشهدين والأخذ من الأماجد المجتبين. فممّن أكثر عليه الاشتغال بالحائر المقدّس في مراتب الأصول رئيس الأصوليّين النبلاء الفحول بل الجامع بين المعقول والمنقول مولانا شريف الدين محمّد بن المولى حسنعلي الآملىّ المازندرانىّ الأصل الحائرىّ المسكن والمدفن المتوفّى بالطاعون الواقع في حدود سنة ستّ وأربعين ومأتين بعد الألف»(١).

٤ ـ المولى عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي المشهدي؛ قال الشيخ آقا بزرك : «الشيخ المولى عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي عالم كبير وواعظ جليل. كان من أكابر العلماء في مشهد الرضا عليه‌السلام بخراسان ، ومن المدرّسين المشاهير ، كان يدرس في الموضع المعروف بـ : (توحيد خانه) فيحضر تحت منبره العلماء والفضلاء ، وكان من الوعاظ الأجلاء الأتقياء أيضاً ، قال في مطلع الشمس كان من تلاميذ شريف العلماء ، وكان في أوائل

__________________

(١) روضات الجنات ١ / ٣٨.

           

١١٤

أمره من تلاميذ الشيخ أحمد الأحسائي»(١).

٥ ـ الشيخ عبد الله المامقاني الأوّل(٢)؛ قال في معارف الرجال : «الشيخ عبد الله بن محمّد باقر بن علي أكبر بن رضا المامقاني الحائري النجفي ، حدّث أساتيذنا أنّه كان عالماً مجتهداً تقيّاً ثقة محترماً وجيهاً في كربلا ، تربّى في بيت ثروة ووجاهة ، هاجر إلى العراق لينال درجة الإجتهاد وقد ظفر بها أخيراً وأقام في الحائر الحسيني الأقدس ، وحطّ رحله به وحضر على مدرّسيه ، ثمّ رجع إلى مامقان وعاد إلى كربلا مستوطناً فيها ، وكان موضع طمأنينة في النفوس ، وقد أقام الصلاة جماعة في الإيوان الكبير في الحرم الحسيني ليلاً تقتدي به الأخيار من الكسبة وجملة من طلبة الترك وغيرهم ورجع إليه في التقليد جماعة من تبريز ومامقان ، وصنّف رسالة عملية لمقلّديه.

أساتيذه : تتلمذ على السيّد محمّد المجاهد المتوفّى سنة (١٢٤٢ هـ) ، وشريف العلماء المازندراني الحائري المتوفّى سنة (١٢٤٦ هـ) ، وكان مجازاً من السيّد علي صاحب الرياض المتوفّى سنة (١٢٣١ هـ)»(٣).

٦ ـ السيّد حسين الترك الكوهكمري؛ قال الشيخ آقا بزرك : «السيّد حسين ابن السيّد محمّد بن الحسن بن حيدر بن شمس الدين بن أمين بن

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ٢٠ / ٧٢٣ ، الرقم ١٣١٧.

(٢) تنقيح المقال ، المقدّمة ، ق١ ، ص٢٠ ، الهامش٢.

(٣) معارف الرجال ٢ / ١٣ و ١٤.

           

١١٥

نور الدين بن شمس الدين بن إسماعيل بن محمّد بن علي بن عبّاس بن فخر الدين بن هاشم بن تاج الدين الحسن الحسينى الكوهكمري التبريزي ـ ويقال له السيّد حسين الترك أيضاً ـ أحد كبار علماء عصره ، ومشاهير محقّقي علم الأصول ومعاريفهم. ولد في [كوه كمر] ونشأ بها وتعلّم مقدّمات العلوم ثمّ هبط تبريز فقرأ بها السطوح على الميرزا أحمد أمام الجمعة وولده الميرزا لطف علي وغيرهما ثمّ هاجر إلى العراق فحضر في كربلاء على شريف العلماء المازندرانى والسيّد إبراهيم القزوينى صاحب (الضوابط) والشيخ محمّد حسين الأصفهاني صاحب (الفصول) ثمّ حضر في النجف على الشيخ علي ابن الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء وعلى الشيخ محمّد حسن صاحب (الجواهر) ولازم الحجّة الأكبر الشيخ المرتضى الأنصاري واختصّ به. حدّثني أحد الثقات الأجلاّء عن العالم الجليل الثقة الشيخ محمّد اللاهيجي من تلمذة الأنصاري ، عن المترجم أنّه قال : حضرت على علماء كربلاء ثمّ وردت النجف فلازمت درس الشيخ علي والشيخ محمّد حسن وفي خلال ذلك دخلت يوماً (مسجد عمران) فرأيت الأستاذ الأنصارى على منبر الدرس يباحث (القوانين) وكان يعرف يومذاك بملاّ مرتضى ـ فرأيته فوق ما أريد فلازمته وشرع عند ذلك ببحث الخارج فواظبت على الحضور في معهده»(١).

٧ ـ المولى علي الخليلي نجل الميرزا خليل الرازي الطهراني؛ قال الشيخ آقا بزرك : «وهو العالم الربّاني المجاهد الروحاني الفقيه المحدّث

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ١٠ / ٤٢٠ ، الرقم ٨٥٤.

           

١١٦

الرجالي. كان أزهد أهل زمانه وأورعهم وأتقاهم ، دائم المراقبة والذكر ، دائم الطهارة ، تاركاً للدنيا ، قانعاً بسويق شعير وتمر طول عمره ، وحجّ البيت مرّتين بهذا القوت والزاد ، كما أنّه ما فاتته زيارة الحسين عليه‌السلام ماشياً كذلك. وهو شيخ أكابر مشايخنا مثل أخيه آية الله الميرزا الحاج حسين الطهراني ، وشيخنا العلاّمة النوري ، وسيّدنا الحسن صدر الدين ، وشيخنا الشيخ علي الخاقاني النجفي ، والميرزا محمّد علي الرشتي ، وغيرهم. وحكى سيّدنا الحسن أنّه كان يقول : قرأت الأصول على شريف العلماء وصاحب الفصول ، والفقه على صاحب الجواهر»(١).

٨ ـ المولى أحمد بن عبد الله الدولت آبادي الخوانساري؛ قال العلاّمة السيّد حسن الصدر : «المولى أحمد الدولت الآبادي الخوانساري الأصل. كان من علماء الفقه والأصول ، ماهراً فيهما ، من المحقّقين. تلمّذ على المولى حجّة الإسلام أسد الله البروجردي ، وعلى شريف العلماء بكربلاء ، وفي أصفهان تلمّذ على المحقّق الشيخ محمّد تقي الأصفهاني ، صاحب الحاشية على المعالم. قال الآقا الفاضل الشيخ آقا رضا نافلة المحقّق الشيخ محمّد تقي المذكور ما لفظه : أفضل تلامذة الجدّ الأكبر ، الملاّ أحمد الدولت آبادي ، صاحب المصابيح في الأصول ، كبير حسن جدّاً. وكان ـ رحمه الله ـ يرجّحه على سائر تلامذته ، وبه صرّح عند السلطان فتح علي شاه لمّا سأله عن ذلك. انتهى. ما وجدته بخطّه ، وعرضته عليه فصدّقه ، وكان

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ١٢ / ٥٥ ، الرقم ٤٩.

           

١١٧

يتعجّب من ذلك حيث إنّ في تلامذة الشيخ محمّد تقي مثل المحقّق المير سيّد حسن المدرّس أستاذ سيّدنا حجّة الإسلام ، الميرزا الشيرازي قدس‌سرهم. أقول : وله خلف ، علماء فضلاء ، خصوصاً ابن ابنه الميرزا أحمد ، نزيل دولت آباد الملاير. فقيه أصولي ، مدرّس ماهر فيهما ، نعم الخلف عنه وهو من المعاصرين»(١).

٩ ـ المولى آقا الدربندي: «المولى آقا الدربندي ، المشهور بالفاضل الدربندي ، بن عابدين بن رمضان بن زاهد ، الشيرواني الدربندي كان متبحّراً في العلوم العقليّة والنقليّة ، طويل الباع ، كثير الاطلاع في المعقول والمنقول والحديث والرجال ، حتّى في أحاديث الجمهور. تخرّج في الأصول على شريف العلماء ، وفي الفقه على الشيخ علي بن شيخ الطائفة كاشف الغطاء. وصنّف كتباً منها :

١ ـ كتاب خزائن الأحكام.

٢ ـ كتاب العناوين.

٣ ـ كتاب أسرار الشهادة.

٤ ـ كتاب السعادات ، صنّفه للسلطان ناصر الدين شاه.

٥ ـ كتاب في علم الدراية.

٦ ـ كتاب المسائل التمرينيّة في الفقه.

٧ ـ كتاب القواميس في علم الإسناد.

__________________

(١) تكملة أمل الآمل ٢ / ٥٥ ، الرقم ٥٦.

           

١١٨

وكان من المجاهدين في الدين ، مجدّاً في قمع المبتدعين والفرق المحدثة. وكان حسينيّاً شديد الحبّ لسيّد الشهداء ، باذلاً لكلّ كلّه في أيّام عاشوراء ، في إقامة عزائه. يصعد المنبر بنفسه ، وربّما أغمي عليه من كثرة البكاء واللطم. سكن طهران في أواخر عمره ، وترتّبت آثار جليلة على وجوده ، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر. كان في الدرجة الرفيعة في التعصّب للشريعة. وتوفّي في سنة (١٢٨٦ هـ) (ستّ وثمانين ومائتين بعد الألف) ، ونقل نعشه الشريف إلى الحائر المقدّس ، ودفن في حجرة باب الصحن الصغير ، أعلى الله مقامه»(١).

١٠ ـ الشيخ جعفر الشوشتري(٢)؛ جاء في موسوعة مؤلّفي الإمامية : «جعفر بن حسين الشوشتري النجفي؛ (١٢٢٧ ـ ١٣٠٣ هـ) من أجلّة الفقهاء والمجتهدين. ولد في شوشتر. زامل الشيخ محمّد حسن آل ياسين الكاظمي واشترك معه في الدراسة والمباحثة ، فحضرا بحث الشيخ محمّد حسين الأصفهاني والملاّ محمّد شريف العلماء المازندراني والسيّد إبراهيم القزويني في كربلاء ، وبحث الشيخ محمّد حسن النجفي في النجف ، ثمّ حضر المترجم له دروس الشيخ مرتضى الأنصاري خلال مرجعيّته في النجف حتّى نال درجة عالية في الإجتهاد. تولّى المرجعية العامّة في تستر. رجع إلى النجف سنة (١٢٨٧ هـ) وشُغل فيها بإمامة الجماعة والتأليف والتدريس ،

__________________

(١) تكملة أمل الآمل ٢ / ١٩٣ و ١٩٤ ، الرقم ١٩٧.

(٢) تكملة أمل الآمل ٢ / ٢٥٨ ، الرقم ٢٦٠.

           

١١٩

فتلمّذ له وحصل منه على إجازة : محمّد الطالقاني والميرزا محمّد الهمداني وعبد الصمد الجزائري وغيرهم. توفّي بمدينة كرند التابعة لمحافظة كرمانشاه أثناء عودته من زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام ، ودُفن بالنجف. ثمّ ذكر من آثاره :

١. رسالته العملية المصدّرة بمقدّمة في الإعتقادات.

٢. الخصائص الحسينية ، و ...»(١).

١١ ـ السيّد عبد الغفور اليزدي؛ قال الشيخ آقا بزرك : «هو السيّد عبد الغفور بن السيّد محمّد اسماعيل الحسيني اليزدي الغروي من علماء عصره. وصفه العلاّمة المولى علي الخليلي بالعالم العامل النبيل ، وقال : كان من أجلاّء تلامذة شريف العلماء وله تآليف في الأصول وتوفّي فى آخر الطاعون الجارف في النجف سنة (١٢٤٦ هـ). وله قصّة ذكرها شيخنا النوري في (دار السلام). ولعلّ مراد الخليلي بتآليفه في الأصول حاشيته على (القوانين) الموسومة بـ : (التحفة الغروية) التي فرغ منها في النجف عام (١٢٤٤ هـ) وقد رأيتها في (مكتبة الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين الطهراني) في كربلاء وذكر في أوّلها اسمه واسم أبيه كما ذكرناه في (الذريعة) ج ٣ ص ٤٥٩»(٢).

١٢ ـ الحاج الميرزا رفيع بن علي الرشتي؛ جاء في التكملة : «الحاج ميرزا رفيع بن علي الرشتي المشهور بشريعتمدار من مشاهير علماء إيران ، وممّن ثنيت له وسادة الرياسة الشرعيّة بكلّ ممالك إيران. معروف بالفقه

__________________

(١) موسوعة مؤلفي الإمامية ٧ / ٦٢٨ و ٦٢٩.

(٢) طبقات أعلام الشيعة ٢٠ / ٧٥٣ ، الرقم ١٣٩٠.

           

١٢٠