وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]

وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٨
الجزء ١ الجزء ٢

بكسر السين وضمها ، هو المكان النصف بين الفريقين ، تستوي مسافته عليهما.

و: (يَوْمُ الزِّينَةِ). (٥٩)

ارتفع.

ونصبه على الظرف للموعد ، وجعل الموعد حدثا كالوعد ، أي : وعدكم في يوم الزينة ، لئلا يؤدي إلى إدخال الزمان في الزمان.

(فَيُسْحِتَكُمْ). (٦١)

يستأصلكم. سحت وأسحت.

(إِنْ هذانِ لَساحِرانِ). (٦٣)

ـ قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ : «إنّ هذان» (١) والقرآن أنزله بأفصح اللغات.

فكان يقرأ : «إنّ هذين» مخالفا خط المصحف.

فقد روى عيسى بن عمر أنّ عثمان قال : أرى فيه لحنا ستقيمه العرب بألسنتها (٢).

__________________

(١) قرأ نافع وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف «إنّ» بالتشديد ، و«هذان» بالألف وتخفيف النون ، وقرأ ابن كثير «إن» بالتخفيف ، و«هذان» مشددة النون ، وحفص مثله إلا أنه خفّف النون. راجع الإتحاف ص ٣٠٤.

(٢) قال ابن تيمية : وزعم قوم أنّ عثمان رضي الله عنه قال : إنّ في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها. وهذا خبر باطل لا يصح من وجوه :

أحدها : أنّ الصحابة كانوا يتسارعون إلى إنكار أدنى المنكرات ، فكيف يقرون اللحن في القرآن ، مع أنهم لا كلفة عليهم في إزالته.

الثاني : أنّ العرب كانت تستقبح اللحن غاية الاستقباح في الكلام ، فكيف لا يستقبحون بقاءه في المصحف. ـ

٦١

وقرأ ابن كثير : «إن هذانّ» بجزم النون ، فيكون ارتفاع : «هذان» على وجهين :

أحدهما ـ أنها خفيفة من الثقيلة ، فضعفت في نفسها فلم تعمل فيما بعدها ، فارتفع ما بعدها على الابتداء والخبر ، ودخل اللام الخبر للفرق بينها وبين «إن» التي هي نافية بمعنى «ما».

والثاني ـ أنّها بمعنى «ما» ، واللام في خبرها بمعنى «إلا». أي : ما هذان إلا ساحران.

كقوله تعالى : (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(١) أي : إلا فاسقين.

وقوله تعالى : (وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ)(٢).

ـ وأمّا القراءة المعروفة فيقال : إنها جاءت على لغة كنانة وبلحرث وخثعم وزبيد ومراد وبني عذرة وجماعة من قبائل اليمن.

فإنّ في لغاتها أنّ التثنية في الأحوال كلّها بالألف ، ولا يختلف إعرابها.

وأنشد :

٧٣٩ ـ إنّ أباها وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها (٣)

__________________

الثالث : إن الاحتجاج بأنّ العرب ستقيمه بألسنتها غير مستقيم ، لأنّ المصحف يقف عليه العربي والأعجمي ـ ومن أراد التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى شذور الذهب. فقد أفاد فيه ابن هشام وأجاد. راجع الشذور ص ٦٢ ـ ٦٥.

(١) سورة الأعراف : آية ١٠٢.

(٢) سورة الأعراف : آية ٦٦.

(٣) البيت قيل لأبي النجم ، وقيل لرؤبة. وهو في مغني اللبيب رقم ٥٣ ؛ وشذور الذهب ص ٦٢ ؛ وتفسير القرطبي ١١ / ٢١٧.

٦٢

ويقال أيضا : إنّ بمعنى «نعم» (١) ، كما قال عبيد الله بن قيس :

٧٤٠ ـ بكرت عليّ عواذلي

يلحينني وألومهنّه

٧٤١ ـ ويقلن : شيب قد علا

ك وقد كبرت فقلت : إنّه (٢)

إلا أنّ التعسف في القولين ظاهر ، لأنّ لام التوكيد يختص بخبر «إنّ» ، والأوجه ما قاله أبو عليّ رحمه‌الله :

إنّ «هذان» ليس بتثنية هذا ، لأنّ «هذا» من أسماء الإشارة ، فلا يكون أبدا إلا معرفة.

والتثنية من خصائص النكرات كالجمع ، لأنّ واحدا أعرف من اثنين ، فلمّا [لم](٣) يصحّ تنكير هذا لم يصح تثنية هذا من لفظه.

ألا ترى أنّ «أنت» و«هو» و«هي» لما كانت معارف لم تثنّ على لفظها ، فلا يقال : أنتان ، وهوان ، وهيان.

وإذا آنست الحاجة إلى تثنيتها يصاغ لها أسماء مبنية ، لا تختلف أبدا على صورة الأسماء المثناة ، وهي : أنتما وهما.

فكذلك صيغ ل «هذا» عند التثنية لفظ مخترع مبنيّ ، لا يعمل فيها عامل.

ألا ترى أنهم كيف فعلوا في «الذين» هكذا.

(فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ). (٦٤)

__________________

(١) سقطت من المخطوطة.

(٢) البيتان في تفسير القرطبي ١١ / ٢١٧ ؛ وديوان ابن قيس ص ٦٦ ؛ ونظم الفرائد للمهلبي ص ٨٦ ؛ والأزهية ص ٢٦٧ ؛ والجنى الداني ص ٣٨٤. والثاني في مغني اللبيب ص ٥٧.

(٣) سقطت من المخطوطة.

٦٣

يكون إجماع الأمر بمعنى : جمعه ، وبمعنى : اجتماع الرأي والتدبير.

قال الشاعر :

٧٤٢ ـ يا ليت شعري والمنى لا تنفع

هل أغدون يوما وأمري مجمع (١)

(ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا). (٦٤)

أي : جميعا.

وقال أبو عبيدة : الصفّ مجتمع القوم.

وحكي عن العرب : ما استطعت أن آتي الصفّ. يعني : المصلّى (٢).

(فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى). (٦٧)

أسرّ وأخفى.

(تَلْقَفْ ما صَنَعُوا). (٦٩)

تأخذ بفيها وتبتلعها.

(لا تَخافُ دَرَكاً). (٧٧)

منصوب على معنى الحال.

أي : اضرب لهم طريقا غير خائف.

ويجوز كونه منصوبا على نعت الطريق. أي : طريقا يبسا مأمونا غير مخشيّ فيه الدرك.

(ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا). (٨٧)

بطاقتنا.

__________________

(١) البيت في معاني القرآن للفراء ٢ / ١٥٨ من غير نسبة ؛ واللسان مادة جمع ٨ / ٥٧ ؛ وتفسير القرطبي ١١ / ٢٢١.

(٢) انظر مجاز القرآن ٢ / ٢٣.

٦٤

وقيل : لم نملك أنفسنا.

(وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ).

وذلك أنّ السامري قال لهم : إنها أوزار الذنوب ومال الحرام ، فاجمعوه وانبذوه في النار ، وكان صائغا.

(فَنَسِيَ). (٨٨)

ترك السامري إيمانه.

وقيل : هو قول السامري : إنّ موسى نسي إلهه عندكم ، فلذلك أبطأ.

(فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ). (٩٦)

أي : من تراب حافر فرس الرسول ، فحذف المضافات.

(فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ). (٩٧)

وذلك أنّ موسى أمر بني إسرائيل أن لا تقاربوه ولا تخالطوه.

وقيل : إنّ السامري هرب من الناس وتوحّش في البراري خوفا على نفسه لا يماس أحدا.

أي : لا يدنو منه. قال :

٧٤٣ ـ ...............

حتى تقول الأزد لا مساسا (١)

__________________

(١) هذا عجز بيت ، وشطره :

حمّال رايات بها قناعسا

(١) والرجز للقلاخ بن حزن المنقري ، وفي تفسير القرطبي [لا مسابسا] بدل [لا مساسا] وقال مراجعه إبراهيم أطفيش : هكذا في الأصول ولم نقف عليه. فقد تصحّف عنده. راجع تفسير القرطبي ١١ / ٢٤٠.

ويروى قبله :

ووتّر الأساور القياسا

صغديّة تنتزع الأنفاسا

حتى يقول الأزد لا مساسا

وهو في مجاز القرآن ٢ / ٢٧.

٦٥

أي : لا خلاط.

(ظَلْتَ).

ظللت ، فخفّفت ، كقولهم ، مست في مسست ، وأحست في أحسست.

قال الراجز :

٧٤٤ ـ ظلّوا يحجّون وظلنا نحجبه

وظلّ يرمى بالحصى مبوّبه (١)

(لَنَنْسِفَنَّهُ).

نذرينّه. نسف الطعام بالمنسف : إذا ذرّاه لتطير قشوره.

(وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً). (١٠٢)

عميا.

وقال الأزهري (٢) : تزرق عيونهم لشدة العطش ، وهو كما تزرقّ لشدة الغضب.

قال ضرار بن الخطاب :

٧٤٥ ـ إنّي لأنمى إذا انتميت إلى

عزّ رفيع ومعشر صدق

٧٤٦ ـ بيض جعاد كأنّ أعينهم

تكحّل عند الهياج بالزّرق (٣)

(يَتَخافَتُونَ). (١٠٣)

يتناجون.

(لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً). (١٠٧)

__________________

(١) الرجز لدكين. وهو في اللسان مادة حجج ٢ / ٢٢٧. وفي المخطوطة [مبرته] بدل [مبوبه] وهو تصحيف.

(٢) أبو منصور الأزهري محمد بن أحمد ، كان رأسا في اللغة. أخذ عن الهروي صاحب الغريبين ونفطويه وابن السراج ، وكان عارفا بالحديث كثير الورع. له تهذيب اللغة. توفي سنة ٣٧٠ ه‍. وهذا النقل في تهذيب اللغة ٨ / ٤٢٨.

(٣) البيتان لضرار بن الخطاب قالهما يوم الخندق. وهما في الأغاني ١٧ / ١٠٩ ، وحماسة ابن الشجري ص ١٦ ، والثاني في المعاني الكبير ١ / ٥٣٧.

٦٦

«عوجا» : غورا.

«وأمتا» : نجدا.

وقيل : الأمت : الأخاديد في الأرض.

(فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً). (١٠٨)

صوتا خفيا.

(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ). (١١١)

ذلّت وخشعت (١). ومنه : العاني ، للأسير.

(وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ). (١١٤)

لا تسأل إنزاله قبل أن يوحى إليك.

وقيل : إنه كان يعاجل جبرائيل عليهما‌السلام في التلقن حرصا.

(فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى). (١١٧)

أي : فتشقى أنت وزوجك.

وقيل : لأنّ الرجل هو الذي يكدح في المعيشة ويشقى بالكسب ، والمرأة ينعم بالها مكفية ، كما قال المخزومي :

٧٤٧ ـ وأعجبها في عيشها ظلّ غرفة

وريّان ملتفّ الحدائق أخضر

٧٤٨ ـ ووال كفاها كلّ شيء يهمّها

فليست لشيء آخر الدهر تسهر (٢)

(وَلا تَضْحى). (١١٩)

لا تظهر لحرّ الشمس. قال المخزومي أيضا :

٧٤٩ ـ رأت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت

فيضحى وأمّا بالعشيّ فيخصر

__________________

(١) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)؟ قال : استسلمت وخضعت يوم القيامة؟ قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

ليبك عليك كلّ عان بكربه

وآل قصيّ من مقلّ وذي وفر

(٢) البيتان في ديوانه ص ١٢٢ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣١٧ ؛ ومحاضرات الأدباء ٢ / ٣٠٩.

٦٧

٧٥٠ ـ أخا سفر جوّاب قفر تقاذفت

به فلوات فهو أشعث أغبر (١)

(فَغَوى). (١٢١)

فضلّ عن الرأي (٢).

(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى). (١٢٩)

تقديره :

ولو لا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما.

أي : عذابا لازما عاجلا. فقدّم وأخّر ، كما قال جرير :

٧٥١ ـ طاف الخيال وأين منك لماما

فارجع لزورك بالسّلام سلاما (٣)

أي : طاف الخيال لماما ، وأين منك.

وقال الأخطل :

٧٥٢ ـ إنّ الفرزدق صخرة ملمومة

طالت فليس تنالها الأوعالا (٤)

أي : طالت الأوعال.

* * *

__________________

(١) البيتان في ديوانه ص ١٢١ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣١٧ ؛ والتذكرة الفخرية ص ٤٦ ؛ والأول في مغني البيب ص ٧٩.

(٢) قال ابن العربي : ولا يجوز لأحد منا أن يخبر بذلك عن آدم إلا إذا ذكرناه في أثناء قول الله عنه أو قول نبيه ، وأمّا أن نبتدىء في ذلك من قبل أنفسنا فليس بجائز لنا في آبائنا الأدنين إلينا ، المماثلين لنا ، فكيف بأبينا الأقدم الأعظم ، النبيّ المقدم ، الذي عذره الله وتاب عليه وغفر له؟! ووجه الخطأ في قصة آدم غير متعين ، ولكن وجوه الاحتمالات تتصرف ، والمدرك منها عندنا أن يذهل عن أكل الشجرة ، أو : يذهل عن جنس منهي عنه ، ويعتقده في عينه ، أو يعتقد أنّ النهي ليس على معنى الجزم الشرعي لمعنى مغيّب. راجع أحكام القرآن ٣ / ١٢٦١.

(٣) البيت من قصيدة له يهجو فيها الفرزدق والبعيث. راجع ديوانه ص ١١٧.

(٤) البيت في اللسان مادة طول ١١ / ٤١١ ونسبه لسبيح بن رياح الزنخي ، ويقال : [استدراك] رياح بن سبيح ، وليس للأخطل. وهو في نقائض جرير والأخطل ص ١٨٨ ، والحماسة البصرية ١ / ١٨٠.

٦٨

(سورة الأنبياء) (١)

(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ). (١)

اقترابها من وجهين : أحدهما : أنّ كلّ آت قريب.

والثاني : قلّة ما يبقى بالقياس إلى ما مضى.

(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ). (٢)

أي : في التنزيل.

(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ). (٣)

مشتغلة عنه. من : لهيت ألهى.

ويجوز : طالبة للهو. من : لهوت ألهو.

وإذا تقدّمت الصفة على الموصوف انتصب ، كقوله :

٧٥٣ ـ لميّة موحشا طلل

يلوح كأنّه خلل (٢)

(وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا).

جاء على قولهم : أكلوني البراغيث.

__________________

(١) قال ابن عباس : نزلت سورة الأنبياء بمكة. وأخرج البخاري وابن الضريس عن ابن مسعود قال : بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هنّ من العتاق الأول ، وهنّ تلادي.

(٢) البيت لكثيّر عزة : وهو في شذور الذهب ص ٣١ ؛ وكتاب سيبويه ١ / ٢٧٦ ؛ واللسان مادة : خلل ؛ وقطر الندى ص ٢٣٦ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٢١٦.

٦٩

(أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ).

أفتقبلونه؟

(لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ). (١٠)

شرفكم إن عملتم به.

(يَرْكُضُونَ). (١٢)

يسرعون ويستحثون.

ركضت الفرس : إذا حثثته على المرّ السريع فعدا ، ولا يقال : فركض.

(لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ). (١٣)

أي : لتسألوا عمّا كنتم تعملون.

وقيل : إنّه على استهزائهم.

(حَصِيداً خامِدِينَ). (١٥)

أي : خمدوا كالنار ، وحصدوا كما يحصد الزرع بالفأس.

(وَلا يَسْتَحْسِرُونَ). (١٩)

لا يتعبون ، ولا ينقطعون عن العمل. من البعير الحسير : وهو المعيى.

(يُنْشِرُونَ). (٢١)

يحيون الموتى.

أنشر الله الموتى فنشروا.

(وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ). (٢٩)

قيل : إنّه إبليس في طاعته.

(كانَتا رَتْقاً). (٣٠)

ملتصقتين ، ففتق الله بينهما بالهواء.

٧٠

وقيل : فتق السماء بالمطر ، والأرض بالنبات.

(يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ). (٣٦)

يعيبهم. قال عنترة :

٧٥٤ ـ لا تذكري فرسي وما أطعمته

فيكون جلدك مثل جلد الأجرب (١)

(خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ). (٣٧)

فسّر باسم الجنس ، كقوله تعالى : (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)(٢).

وفسّر بآدم عليه‌السلام ، وأنّه لما نفخ فيه الروح ، فقبل أن استكمله نهض.

وقال الأخفش : معناه : خلق الإنسان في عجلة.

وذكر صاحب «العين» (٣) : أنّ العجل : الحماءة.

وذكر غلام ثعلب (٤) في «الياقوتة» : أنّه التراب.

وأنشد ابن الأعرابي :

٧٥٥ ـ والنّبع ينبت بين الصخر ضاحية

والنّخل ينبت بين الماء والعجل (٥)

ووجه المطابقة بين ذلك وقوله :

__________________

(١) البيت في ديوانه ص ٣٣ ؛ وتفسير القرطبي ١١ / ٢٨٨. وقيل : هو لخرز بن لوذان ، وهو في الحماسة البصرية ١ / ١٦ ؛ والبيان والتبيين ٤ / ٢٥.

(٢) سورة الإسراء : آية ١١.

(٣) هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.

(٤) هو محمد بن عبد الواحد ، أبو عمرو اللغوي الزاهد ، المعروف بغلام ثعلب. حافظ للغة ، روى الكثير عن الأئمة الأثبات ، وروى عنه الجمّ الغفير ، جميع مصنفاته أملاها إملاء من لسانه من غير صحيفة ، ويقال : أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة. توفي سنة ٣٤٥ ه‍. وكتاب الياقوتة له في اللغة زاد فيه مرة بعد مرة. وقال الزركشي : «ياقوتة الصراط» في غريب القرآن.

(٥) البيت في اللسان مادة : عجل ١١ / ٤٢٨ ؛ وروح المعاني ١٧ / ٤٩ ؛ وتفسير الماوردي ٣ / ٤٥ ؛ وعجزه في القرطبي ١١ / ٢٨٩ ؛ وهو في أمالي المرتضى ١ / ٤٦٩. والبيت لبعض الحميريين.

٧١

(فَلا تَسْتَعْجِلُونِ).

أنّ من خلق الإنسان مع ما فيه من بديع الصنعة التي يعجز عنها كلّ قادر ، ويحار فيها كلّ ناظر لا يعجزه ما استعجلوه من الآيات.

(فَتَبْهَتُهُمْ). (٤٠)

تفجأهم.

وقيل : تحيّرهم.

(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ). (٤٦)

دفعة يسيرة.

وقيل : نصيب. يقال : نفح له من العطاء : إذا أعطاه نصيبا منه.

(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ). (٤٧)

على قولهم : قوم رضى وعدل.

(فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً). (٥٨)

حطاما.

ـ ويجوز قطعا. جمع جذاذة ، مثل : زجاج وزجاجة.

وجذاذا (١) جمع جذيذ ، مثل : خفيف وخفاف.

(فَتًى يَذْكُرُهُمْ). (٦٠)

يعيبهم.

(بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ). (٦٣)

أي : يجب أن يفعله كبيرهم ـ لو كان معبودا على زعمكم ـ لئلا يعبد معه غيره ، فهو على إلزام الحجة لا الخبر.

ـ وقيل : إنّه خبر معلّق بشرط لا يكون ، وهو نطق الأصنام ، فيكون نفيا للمخبرية.

__________________

(١) وهي قراءة الكسائي. الإتحاف ص ٣١٠.

٧٢

كما قال :

٧٥٦ ـ إذا شاب الغراب أتيت أهلي

فصار القار كاللّبن الحليب (١)

وقال آخر :

٧٥٧ ـ وقد تركناك لا ترانا على بابك

حتّى ترى قفاك اللئيما (٢)

والكسائي يقف على «بل فعله» (٣).

أي : بل فعله من فعله ، ثم يبتدىء بقوله : «كبيرهم هذا».

(إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ). (٧٨)

رعت ليلا.

يقال : نفشت الغنم ، ونفشها : إن لم يكن معها راعيها ، فهي بالليل سدى ، وبالنهار همل.

يقال : أسداها أهلها وأهملها : إذا فعلوا ذلك ثم غابوا.

(فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ).

فدفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بدرّها ونسلها ، ودفع الحرث إلى صاحب الغنم وجعل عليه عمارته ، حتى إذا نبتت في السنة القابلة ترادّا.

(وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ). (٨٠)

__________________

(١) البيت في الجليس الصالح ١ / ٣٢٥ ؛ والدر المصون ٥ / ٣٢٠ ؛ وأمالي المرتضى ٢ / ٢٢١ من غير نسبة من المحقّقين ؛ وفي فتح الودود ص ٦٤٨ ؛ ونسبه لتميم الداري ، وذكر له قصة. والصحيح أنه للقارظ العنزي ، انظر الأمثال والحكم ص ١٠٩.

(٢) البيت لم أجده.

(٣) الوقف تام. أي : فعله من فعله ، أبهم إبراهيم عليه الصلاة والسّلام الفاعل تعريضا للمعنى المقصود الذي أراده فرارا من الوقوع في الكذب ، فهو منقطع عمّا بعده لفظا ومعنى ، فهو تام. وقوله : «كبيرهم هذا» جملة من مبتدأ وخبر لا تعلّق لها بما قبلها ، أو : هي إخبار بأنّ هذا الصنم المشار إليه أكبر الأصنام ، وهذا صدق محض ، بخلاف ما لو جعل «كبيرهم» فاعلا بفعله فإنه يحتاج إلى تأويل. راجع منار الهدى ص ٢٥٠.

٧٣

اللبوس : الدرع ، للواحد والجميع. قال الراجز :

٧٥٨ ـ البس لكلّ حالة لبوسها

إمّا نعيمها وإمّا بؤسها (١)

(وَذَا النُّونِ). (٨٧)

أي : صاحب الحوت ، وبه يفسّر قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ)(٢) في بعض الروايات.

قال :

٧٥٩ ـ زر جانب القصر نعم القصر والوادي

وحبذا أهله من حاضر بادي

٧٦٠ ـ ترفى قراقره والوحش راتعة

والضّبّ والنون والملّاح والحادي (٣)

(إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً).

أي : مغاضبا لقومه حين استبطأ وعد الله ، فخرج عن قومه بغير أمره ، ولم يصبر كما قال تعالى : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ)(٤).

__________________

(١) البيت لبيهس الفزاري. وهو في تفسير القرطبي ١١ / ٣٢٠ ؛ ومجمع الأمثال ١ / ١٥٢ ؛ والمشوف المعلم ٢ / ٦٩١ ؛ واللسان والصحاح مادة لبس.

(٢) سورة القلم : الآيتان ١ و ٢.

(٣) البيتان في تفسير الماوردي ٣ / ٥٧ ، والبيت الأول فيه :

يا جيد القصر نعم القصر والوادي

وجيدا أهله من حاضر بادي

وصحّفه المحقق عن [حبذا] وهما في ديوان المعاني ٢ / ١٣٨ والبيتان في شرح الديوان ٣ / ٣١٦ ، والمصون ص ٢١٥ ، وثمار القلوب ص ٣١٤. وهما في عيون الأخبار ١ / ٢١٧ ، ونسبهما للخليل قالهما في ظهر البصرة مما يلي قصر أوس من البصرة وفيه :

ترفا به السّفن والظّلمان واقفة

والضبّ والنون والملّاح والحادي

والقراقير جمع قرقور ، وهي السفينة الطويلة.

(٤) سورة القلم : آية ٤٨.

٧٤

(فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ).

لن نضيّق عليه ، كقوله : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)(١).

وقيل : إنّه على تقدير الاستفهام.

أي : أفظنّ؟

(فَنادى فِي الظُّلُماتِ).

ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت.

(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ). (٩٢)

أي : دينكم.

(أُمَّةً واحِدَةً). (٩٣)

أي : دينا واحدا ، ونصبه على القطع.

وقيل : معناه : إنكم خلق واحد ، فكونوا على دين واحد.

(وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ).

اختلفوا في الدين وتفرّقوا.

(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ). (٩٥)

واجب على أهل قرية (٢).

(أَهْلَكْناها).

أي : بالعذاب.

وقال عكرمة : وجدناها هالكة بالذنوب ، كقولك : أعمرت البلدة وأخربتها : إذا وجدتها كذلك.

__________________

(١) سورة الطلاق : آية ٧.

(٢) ويكون الحرام بمعنى الواجب. أي : وجب على قرية ، كما قالت الخنساء :

وإنّ حراما لا أرى الدهر باكيا

على شجوه إلا بكيت على صخر

٧٥

(أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ).

لا يؤمنون.

(وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ). (٩٦)

الحدب : فجاج الأرض (١).

وقيل : قلاعها.

(يَنْسِلُونَ).

يخرجون.

وقيل : يسرعون. من : نسلان الذئب. قال الهذلي :

٧٦١ ـ حامي الحقيقة نسّال الوديقة مع

تاق الوسيقة جلد غير ثنيان

٧٦٢ ـ آبي الهضيمة ناب بالعظيمة مت

لاف الكريمة لا سقط ولا وان (٢)

(حَصَبُ جَهَنَّمَ). (٩٨)

حطبها.

وقيل : يحصبون فيها بالحصباء.

(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ). (١٠٣)

إطباق النار على أهلها ، عن عليّ رضي الله عنه وعن الحسن

__________________

(١) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)؟ قال : ينشرون من جوف الأرض من كل ناحية. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت طرفة وهو يقول :

فأمّا يومهم فيوم سوء

تخطفهنّ بالحدب الصقور

(٢) البيتان لأبي المثلّم الهذلي يرثي صخر الغي. نسّال الوديقة : يعدو في شدة الحر ، الوسيقة : الطريدة ، الثنيان والنكس والواني : الضعيف. متلاف الكريمة : الناقة ينحرها ويطعمها. وهما في شرح أشعار الهذليين ١ / ٢٨٤ ؛ والأغاني ٢٠ / ٢١ ؛ ومعجم الشعراء ص ١٨٢ ؛ ونقد الشعر ص ٨٥ ؛ والأول في أساس البلاغة مادة نسل ، ونسبه للخنساء وهو وهم. وفي المخطوطة [آكي] بدل [آبي] و[مصياف] بدل [متلاف] وكلاهما تصحيف.

٧٦

أنّه النفخة الأخيرة.

(كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ). (١٠٤)

اسم الملك الذي يكتب الأعمال.

وقيل : كاتب النبي عليه‌السلام.

وقيل : اسم الصحيفة ، فيكون الكتاب مصدرا كالكتابة ، نحو قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً)(١).

(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ). (١٠٥)

زبور داود عليه‌السلام.

(مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ).

أي : التوراة.

وقال مجاهد : الزبور : الكتب المزبورة التي أنزلها الله على أنبيائه.

والذكر : أم الكتاب.

(آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ). (١٠٩)

أمر بيّن سويّ.

وقيل : قصد عدل.

(لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ). (١١١)

أي : بقاؤكم على ما أنتم عليه.

كناية عن مدلول غير مذكور.

(قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ)(٢). (١١٢)

(١) وردّه السهيلي في التعريف والإعلام ص ١١٥ ، وتعقّبه ابن حجر في فتح الباري ٨ / ٤٣٧.

__________________

(١) سورة عمّ : آية ٢٩.

(٢) أخرج ابن جرير ١٧ / ١٠٨ وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : قالَ : (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ). ـ

٧٧

أي : بحكمك الحق.

وقيل : افصل بيننا بإظهار الحق.

وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا شهد حربا قرأها (١).

* * *

__________________

ـ قال : لا يحكم الله إلا بالحق ، ولكن إنما يستعجل بذلك في الدنيا ، يسأل ربّه على قومه. ـ وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : كانت الأنبياء تقول : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ). فأمر الله نبيه أن يقول : (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ).

(١) أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا شهد قتالا قال : (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ). انظر تفسير الطبري ١٧ / ١٠٨.

٧٨

(سورة الحجّ) (١)

(تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ). (٢)

إذا أريد فعل الإرضاع فهي مرضعة ، وإذا أريدت الصفة فمرضع (٢) ، مثل : شاة مقرب ، وامرأة طالق.

(كُتِبَ عَلَيْهِ). (٤)

على الشيطان.

__________________

(١) أخرج ابن المنذر عن قتادة قال : نزل بالمدينة من القرآن الحج غير أربع آيات مكيّات : وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ إلى (عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ). ـ وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم عن عقبة بن عامر قال : قلت : يا رسول الله ، أفضّلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال : نعم ، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما.

(٢) وجه قوله (مُرْضِعَةٍ) : ما تقرّر في العربية من أنّ الأوصاف المختصة بالإناث إن أريد بها الفعل لحقتها التاء ، وإن أريد بها النسب جردت من التاء. فإن قلت : مرضع ، تريد : أنها ذات إرضاع جردتها من التاء ، كقول امرىء القيس :

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم محول

وإن قلت : هي مرضعة ، بمعنى أنها تفعل الرضاع ، أي : تلقم الولد الثدي ، قلت : هي مرضعة بالتاء ، ومنه قوله :

كمرضعة أولاد أخرى وضيّعت

بني بطنها هذا الضلال عن القصد

كما أشار له ابن مالك في الكافية بقوله :

وما من الصفات بالانثى يخصّ

عن تاء استغنى لأنّ اللفظ نصّ

وحيث معنى الفعل ينوى التاء زد

كذي غدت مرضعة طفلا ولد

راجع : أضواء البيان ٥ / ٦ ـ ٧.

٧٩

(أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ).

اتّبعه.

(فَأَنَّهُ).

فأن الشيطان (يُضِلُّهُ).

(مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ). (٥)

مخلوقة تامة التصوير (١).

(لِنُبَيِّنَ لَكُمْ).

أي : بدء خلقكم ، وترتيب إنشائكم.

(ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً).

الطفل : اسم الجنس يتناول الواحد والكثير.

(وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً).

غبراء يابسة. قال الأعشى :

٧٦٣ ـ قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا

وأرى ثيابك باليات همّدا (٢)

(اهْتَزَّتْ).

استبشرت وتحركت بنباتها.

__________________

(١) أخرجه أحمد والشيخان عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الصادق المصدوق : [إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، فو الذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها]. انظر فتح الباري ١٠ / ٤٧٧ ، ومسلم رقم ٢٦٤٣ ، والمسند ١ / ٣٨٢.

(٢) البيت في ديوانه ص ٥٤ ؛ وتفسير القرطبي ١٢ / ١٣.

٨٠