تفسير النسفي - ج ١

عبدالله بن أحمد النسفي

تفسير النسفي - ج ١

المؤلف:

عبدالله بن أحمد النسفي


المحقق: الشيخ مروان محمّد الشعار
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

١

٢

٣
٤

مقدمة التحقيق

الحمد لله رب العالمين ختم كتبه بالقرآن المبين ، ورسله بمحمد الأمين ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد.

يعدّ تفسير القرآن الكريم من أدق المهام التي تصدى لها وحملها كوكبة من أئمة المسلمين وعلمائهم للتيسير على عباد الله فهم كتابه ، وإدراك مراميه وغاياته ، والوقوف عند أوامره ونواهيه.

وكان من تلك الكوكبة المباركة من أهل السنة والجماعة الإمام عبد الله بن أحمد النسفي ، رحمه‌الله ، صاحب «مدارك التنزيل وحقائق التأويل» المعروف بتفسير النسفي ، الذي نحن بصدد تقديمه محققا.

منهج النسفي في التفسير :

حدد الإمام النسفي في مقدمة تفسيره المنهج الذي اتبعه فقال : قد سألني من تتعين إجابته كتابا وسطا في التأويلات ، جامعا لوجوه الإعراب والقراءات ، متضمنا لدقائق علم البديع والإشارات ، حاليا بأقاويل أهل السنة والجماعة ، خاليا عن أباطيل أهل البدع والضلالة ، ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل.

يقول الدكتور محمد أبو شهبة : وهو يعتبر ـ بحق ـ مختصرا لتفسير الكشاف ، غير أنه صانه من الآراء الاعتزالية التي بثها الزمخشري في تفسيره ، وحذف منه طريقة السؤال والجواب في الإفصاح عن وجوه البلاغة ، وأسرار الإعجاز ، وبيان المعاني ، وهي الطريقة التي عرف بها الزمخشري (١).

__________________

(١) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ـ محمد بن محمد أبو شهبة ـ ص ١٣٨.

٥

إلا أن الدكتور محمد حسين الذهبي كان أدق في العبارة من أبو شهبة حيث قال : وأورد فيه ما أورده الزمخشري في تفسيره من الأسئلة والأجوبة ، لكن لا على طريقته من قوله : «فإن قيل ... قلت» بل جعل ذلك (في الغالب) كلاما مدرجا في ضمن شرحه للآية (١). فتفسير النسفي مليء بتلك الأسئلة والأجوبة التي غفل عنها الدكتور أبو شهبة.

وفي حين يرى الدكتور الذهبي أن تفسير النسفي : موجز العبارة سهل المأخذ مختصرا من تفسير الكشاف جامعا لمحاسنه متحاشيا لمساوئه ، ومن تفسير البيضاوي حتى أنه ليأخذ عبارته بنصها أو قريبا منها ويضمنها تفسيره.

يرى الدكتور أبو شهبة أن تفسير النفسي جاء كأصله ـ (أي الكشاف) ـ مقلا من ذكر الإسرائيليات. وقد يذكر بعضها وينبه على عدم صحته وقد يذكر بعض الخرافات والموضوعات من قصص وأحاديث لا يفطن إليها (٢).

أما الدكتور الذهبي فيقول : ومما نلحظه على هذا التفسير أنه مقلّ جدا في ذكره للإسرائيليات وما يذكره من ذلك يمر عليه بدون أن يتعقبه أحيانا وأحيانا يتعقبه ولا يرتضيه (٣).

ويقول : ولعله يرى أن كل ما يمس العقيدة من هذا القصص يجب التنبيه على عدم صحته وما لا يمس العقيدة فلا مانع من روايته بدون تعقيب عليه ما دام يحتمل الصدق والكذب في ذاته ولا يتنافى مع العقل أو يتصادم مع الشرع (٤).

وقد التزم الإمام النسفي بالمنهج الذي ارتضاه فجاء تفسيره جامعا بين وجوه الإعراب بدون استطراد أو خوض بالتفاصيل ، وملتزما للقراءات السبع المتواترة مع نسبة كل قراءة إلى قارئها ، ولم يكتف في بعض المواقع بالقراءات السبع بل زاد إلى تسع قراءات كما في قوله تعالى في سورة مريم : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) فعدد تسع قراءات لكلمة تساقط. ومن خلال اختياراته تشكلت للنسفي قراءة خاصة به.

وعند تفسيره لآيات الأحكام يعرض الإمام النسفي المذاهب الفقهية وينتصر

__________________

(١) التفسير والمفسرون ـ محمد حسين الذهبي ـ ١ / ٢٨٩.

(٢) الإسرائيليات والموضوعات ـ ص ١٣٨.

(٣) التفسير والمفسرون ١ / ٢٩٢.

(٤) التفسير والمفسرون ١ / ٢٩٣.

٦

لمذهبه الحنفي فيقول : وهو عندنا. ولكنه حين يرجح لديه رأي مخالف لمذهبه وعليه الجمهور يقول : وعليه الجمهور ، أو يذكر رأي مذهب آخر ويطوي ذكر بقية المذاهب.

وفي مسائل العقيدة يشير إلى مذاهب أهل البدع والأهواء في معرض تأكيد المخالفة فيقول : وهو دليل لنا على كذا : أو يقول : خلافا للمعتزلة ... خلافا للقدرية ، ولا يتبسط بذكر آراء المخالفين مكتفيا بذكر رأي أهل السنة والجماعة.

وهو استند في تفسيره إلى القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي وأقوال الزهاد والصالحين. فقد استخدم سدس القرآن الكريم تقريبا ، أكثر من ألف آية من ٦٢٣٦ آية ، في تفسير القرآن بالقرآن إن لجهة المعنى وهو الغالب أو لجهة اللغة والبلاغة ، كما استعان بحوالي ٤٥٠ حديثا مرفوعا ومئات الآثار عن الصحابة والتابعين ، ومئات الأقوال المنسوبة إلى الزهاد والصالحين في إطار الاستشهاد للإثبات في الغالب وليس فقط استشهاد للاستئناس.

مصادر تفسيره :

ومن ثنايا تفسيره تبين أن الإمام النسفي رحمه‌الله رجع أيضا إلى ١٤ كتابا في البلاغة والأدب ، وتأويلات القرآن وإعراب القرآن ، وفي أصول الفقه وفروعه ، والتفسير والقراءات ، وهي كما ذكرها مختصرة.

الإمام : أي المصحف الإمام وهو مصحف سيدنا عثمان رضي الله عنه الذي نقلت عنه نسخ مصاحف الأمصار.

الإيجاز : وهو كتاب «الإيجاز والإعجاز» لمحمد بن داود الظاهري (ت ٢٩٧ ه‍).

التبيان : وهو كتاب «التبيان في إعراب القرآن» المعروف أيضا ب «إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن» لأبي البقاء العكبري (ت ٥٣٨ ه‍).

جامع العلوم : الملقب بدستور العلماء في اصطلاحات العلوم والفنون لعبد النبي ابن عبد الرسول الأحمد نكري.

الديوان : وهو كتاب «التبيان في شرح ديوان أبي الطيب المتنبي» لأبي البقاء العكبري.

٧

شرح التأويلات : وهو كتاب «شرح تأويلات أهل السنة» لمحمد بن محمد أبو منصور الماتريدي (ت ٣٣٣ ه‍).

شرح تأويلات القرآن : وهو من كتبه.

شرح المنار : وهو من كتبه.

الكافي : وهو كتاب «الكافي شرح الوافي» في الفروع وهو من كتبه أيضا.

الكشاف : وهو «الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل» لمحمود بن عمر الزمخشري (ت ٥٣٨ ه‍).

الكشف : وهو «الكشف والبيان في تفسير القرآن» لأحمد بن محمد الثعلبي (ت ٤٢٧ ه‍).

اللباب : وهو كتاب «اللباب في تهذيب الأنساب» لعلي بن محمد ابن الأثير الجزري (ت ٦٣٠ ه‍).

المبسوط : وهو كتاب «المبسوط في القراءات العشر» للحسين بن مهران (ت ٣٨١ ه‍).

المصابيح : وهو كتاب «مصابيح السنة» للحسين بن مسعود البغوي (ت ٥١٠ ه‍).

النهر : وهو على ظني «النهر الماد مختصر البحر المحيط في التفسير» لأبي حيان الأندلسي (٦٥٤ ـ ٧٤٥ ه‍).

وأثناء تعقب الأحاديث والآثار في مظانها تبين صدق ما قاله العلماء في تفسير الطبري من أنه أبو التفاسير وكل من جاء بعده عالة عليه ، فالنسفي كغيره من المفسرين استفاد من مرويات الطبري وإن لم يشر إليه ، وربما لأنه نقل روايات الطبري عن المتأخرين كالثعلبي والبغوي والبيضاوي (ت ٦٨٥ ه‍) فجاءت عبارته مأخوذة من الآثار بنصها أو قريبة منها وإن لم يشر إلى ذلك ، أو يشر من نقل عن الطبري ونقل هو عنه إلى ذلك.

وبالتالي : فإن القول بأن تفسير النفسي هو مختصر للكشاف والبيضاوي قول غير دقيق نقله بدون تدقيق من اطلع على كتب المتخصصين في التعريف بكتب التفسير والمفسرين حتى أن بعضهم خلط ما بين الزمخشري صاحب «الكشاف» والثعلبي صاحب «الكشف» عند محاولة تعقب نص فقال : لم أجد هذه العبارة في «الكشاف» مع أن النسفي قال : قال صاحب «الكشف».

٨

مفاتيح لبعض الرموز :

وقد اعتمد الإمام النسفي رحمه‌الله في تفسيره رموزا ومصطلحات في القراءات والأعلام والفقه من أهمها وما تعنيه :

مكي : يعني علماء مكة كابن كثير ومجاهد.

مدني : يعني علماء المدينة كيزيد ونافع وشيبة وإسماعيل.

بصري : كعاصم الجحدري.

شامي : كابن عامر والذماري وشريح.

كوفي : عبد الله بن حبيب وعاصم وحمزة والكسائي.

دليل لنا : أي دليل لأهل السنة والجماعة.

وهو عندنا : أي عند الأحناف.

والمذهب : أي مذهب الجمهور.

الحسن : عند إطلاقه : الحسن البصري.

سهل : عند إطلاقه : أبو حاتم السجستاني.

الشيخ أبو منصور : الماتريدي.

شمس الأئمة : الحلواني.

صاحب الإيجاز : محمد بن داود الظاهري.

صاحب الكشاف : الزمخشري.

صاحب الكشف : الثعلبي.

صاحب الوقوف : هلال بن يحيى.

عبد الله : عند الإطلاق عبد الله بن مسعود.

ابن كثير : عبد الله (ت ٢١٠ ه‍) وليس إسماعيل المفسر (ت ٧٧٤ ه‍).

المنهج في التحقيق :

كان ولا يزال شرفا عظيما ومنّة جليلة من الله عزوجل أضن بها ، وأحفظها للأستاذ أحمد راتب عرموش صاحب دار النفائس الذي طوق عنقي بشرف خدمة القرآن الكريم من خلال تكليفه لي تحقيق هذا التفسير الجليل ، واضعا بين يدي نسختين

٩

مخطوطتين وثالثة مطبوعة متداولة. وبعد الاتكال على الله تعالى تم القيام بما يلي :

 ـ تحريك النص ووضع علامات الترقيم.

 ـ وضع أرقام الآيات في بدايات تفسيرها ليسهل متابعتها.

 ـ تحديد الآيات الشواهد وذكر موضعها في القرآن الكريم.

 ـ حصر الأحاديث والآثار وعزوها إلى مصادرها ما أمكن.

 ـ إرجاع الأشعار إلى أصحابها ما أمكن.

 ـ ذكر ترجمة مبسطة للأعلام والقبائل والشعوب والفرق والبلدان والأماكن.

 ـ ترجمة الألفاظ الغريبة.

 ـ مقابلة النسخ وذكر الفروقات بينها.

 ـ وضع فهارس مساعدة تسهل عمل الباحثين والمهتمين بهذا التفسير الجليل.

وصف النسخ المعتمدة :

حظي تفسير النسفي باهتمام أهل العلم فقاموا باستنساخه وتداوله ، وذكرت فهارس المخطوطات أنه بين عامي ٧٢٥ ه‍ و ١٣٠٠ ه‍ تقريبا ترك لنا النساخ ١٤٧ مخطوطة من هذا الكتاب منها مخطوطات كاملة في مجلدين وأخرى في مجلد واحد وبعضها في ثلاثة أو أربعة مجلدات والعشرات من الأجزاء المستقلة ، وقد تم اعتماد :

١ ـ أقدم نسخة مخطوطة ظهرت حتى الآن وأقربها تاريخا إلى تاريخ وفاة الإمام النسفي وهي مخطوطة الأحمدية / حلب ـ سوريا ، مؤلفة من جزئين ، الجزء الأول / ٣٢٧ / ورقة مصورة أي ٦٥٤ صفحة كتبت عام ٧٢٥ ه‍ يبدأ بالفاتحة وينتهي بسورة الكهف. أما الجزء الثاني فهو من / ٣٠٢ / ورقة مصورة أي ٦٠٤ صفحات كتبت عام ٧٢٧ ه‍ وفيها نقص من الآية ٣٨ من سورة الرعد إلى نهايتها وسورة إبراهيم وسورة الحجر إلى الآية ٣٥. ومن الآية ٣٨ من سورة الإسراء إلى الآية ٥١ منها. ومن الآية ٦ من سورة الهمزة إلى قبيل انتهاء تفسير سورة الناس. وهي مكتوبة بخط واضح ومقروء والآيات بالحمرة لم تظهر كليا عند التصوير ، كتبها «ميكائيل حاجي محمد بن حاجي بن موسى بن عمر» واستعان في بعض صفحاتها بناسخ آخر وهي موجودة في مكتبة الأسد بدمشق. وقد اعتمدناها كأصل في التحقيق ورمزنا إليها بحرف (أ).

١٠

٢ ـ مخطوطة الظاهرية / دمشق ـ سوريا وتتألف أيضا من جزئين ، الجزء الأول / ٢٧٢ / ورقة أي ٥٤٤ صفحة ويبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الكهف. أما الجزء الثاني فهو من / ٢٨٦ / ورقة أي ٥٧٢ صفحة ، كتبها إلى نهاية سورة النازعات محمد صفي الدين بن محمد بن حسن بن علي بن محمد بن أحمد الخليلي المخزومي ، وأكملها إبراهيم بن عبدي من سورة عبس إلى آخر سورة الناس عام ١٠٨٤ ه‍. وقد اعتمدناها كأصل ثان ورمزنا إليها بحرف (ظ) وهي أيضا موجودة في مكتبة الأسد بدمشق. وخطها جميل لكنها مليئة بالأخطاء الناجمة عن سوء النقل عن النسخة الأصل وفيها فروقات كثيرة عن مخطوطة الأحمدية نتجت عن إضافات هي سماعات أدرجت في النص.

٣ ـ نسخة مصرية مطبوعة بطريقة الجمع اليدوي للأحرف طبعتها دار إحياء الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي وشركاه ، ليس عليها تاريخ الطبع ولا إشارة إلى النسخة الأصل التي طبعت عنها. وقد صورت هذه الطبعة دور نشر عدة على ما فيها من أخطاء طباعية ودون الإشارة إلى تاريخ الطبع أو ذكر الناشر وهي من أربعة أجزاء يبدأ الجزء الأول بسورة الفاتحة وينتهي بسورة المائدة ، ويبدأ الجزء الثاني بسورة الأنعام وينتهي بسورة الإسراء ، ويبدأ الجزء الثالث بسورة الكهف وينتهي بسورة فاطر ، أما الجزء الرابع فيبدأ من سورة يس إلى نهاية سورة الناس. وقد جمعت بعض دور النشر أجزاء هذا التفسير في مجلدين يضم كل مجلد جزئين. وقد اعتمدناه كأصل ثالث للاستئناس.

مصادر ومراجع التحقيق :

وقد رجعنا في التحقيق إلى مصادر ومراجع في التفسير وعلوم القرآن ، وفي الحديث وعلومه ، وفي التاريخ والتراجم ، وفي اللغة وبعض العلوم المختلفة. ومن هذه المصادر والمراجع التي أشرنا إلى معظمها في الحواشي :

 ـ القرآن الكريم.

أـ كتب التفسير وعلوم القرآن :

١ ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ـ د. محمد بن محمد أبو شهبة ـ دار الجيل ١٩٩٢.

٢ ـ أسباب النزول ـ السيوطي ـ دار قتيبة ١٩٨٧.

١١

٣ ـ أسباب النزول ـ الواحدي النيسابوري ـ مصطفى الحلبي ١٩٦٨.

٤ ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي) ـ مؤسسة شعبان ، لا. ت.

٥ ـ التذكرة في القراءات الثمان ـ طاهر بن غلبون ـ مركز الأهرام ١٩٩١.

٦ ـ التفسير والمفسرون ـ د. محمد حسين الذهبي ـ مكتبة وهبه ١٩٨٩.

٧ ـ جامع البيان في تأويل القرآن (تفسير الطبري) ـ دار الكتب العلمية ١٩٩٢.

٨ ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور ـ السيوطي ـ الناشر محمد أمين دمج ، لا. ت.

٩ ـ الغاية في القراءات العشر ـ ابن مهران ـ تحقيق ونشر محمد غياث الجنباز ١٩٨٥.

١٠ ـ الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ـ الزمخشري ـ دار الكتاب العربي.

١١ ـ لباب التأويل في معاني التنزيل (تفسير الخازن) ـ علاء الدين البغدادي ـ دار المعرفة ، لا. ت.

١٢ ـ معجم القراءات القرآنية ـ د. أحمد مختار عمر ود. عبد العال مكرم ـ مطبوعات جامعة الكويت ١٩٨٥.

١٣ ـ نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن ـ أبو بكر السجستاني ـ المكتبة السعيدية ، لا. ت.

١٤ ـ النهر الماد من البحر المحيط ـ أبو حيان الأندلسي ـ مؤسسة الكتب الثقافية ـ دار الجنان ١٩٨٧.

ب ـ كتب الحديث وعلومه :

١٥ ـ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ـ علاء الدين بن بلبان ـ دار الكتب العلمية ١٩٨٧.

١٦ ـ الأدب المفرد ـ الإمام البخاري ـ دار الكتب العلمية ١٩٩٠.

١٧ ـ أسنى المطالب في أحاديث مختلف المراتب ـ الإمام محمد درويش الحوت ـ دار الكتاب العربي ١٩٨٣.

١٨ ـ التلخيص على هامش المستدرك ـ الإمام الذهبي ـ دار المعرفة ، لا. ت.

١٢

١٩ ـ الجامع الصحيح ـ الإمام الترمذي ـ دار الكتب العلمية ١٩٨٧.

٢٠ ـ الجرح والتعديل ـ ابن أبي حاتم ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٢١ ـ سنن ابن ماجه ـ الإمام ابن ماجه ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٢٢ ـ سنن أبي داود ـ الإمام أبو داود ـ دار الفكر ، لا. ت.

٢٣ ـ سنن الدارقطني ـ الإمام الدارقطني ـ دار المعرفة ١٩٦١.

٢٤ ـ سنن الدارمي ـ الإمام الدارمي ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٢٥ ـ سنن سعيد بن منصور ـ الإمام سعيد بن منصور ـ دار الكتب العلمية ١٩٨٥.

٢٦ ـ السنن الكبرى ـ الإمام البيهقي ـ دار الفكر ، لا. ت.

٢٧ ـ سنن النسائي ـ الإمام النسائي ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٢٨ ـ صحيح البخاري ـ الإمام البخاري ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٢٩ ـ صحيح مسلم ـ الإمام مسلم ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٣٠ ـ الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ـ الإمام ابن حجر ـ ملحق بالكشاف.

٣١ ـ كنز العمال ـ المتقي الهندي ـ مكتبة التراث الإسلامي ـ حلب ، لا. ت.

٣٢ ـ مختصر زوائد مسند البزار ـ الإمام ابن حجر ـ مؤسسة الكتب الثقافية ١٩٩٢.

٣٣ ـ المستدرك ـ الحاكم النيسابوري ـ دار المعرفة ، لا. ت.

٣٤ ـ مسند أبي يعلى ـ أبو يعلى ـ دار المأمون ١٩٨٩.

٣٥ ـ مسند الإمام أحمد ـ الإمام أحمد بن حنبل ـ المكتب الإسلامي ١٩٩٣.

٣٦ ـ مسند الشهاب ـ القضاعي ـ مؤسسة الرسالة ١٩٨٦.

٣٧ ـ مصابيح السنة ـ البغوي ـ دار القلم ، لا. ت.

٣٨ ـ المصنف ـ ابن أبي شيبة ـ دار الفكر ١٩٨٩.

٣٩ ـ المصنف ـ عبد الرزاق الصنعاني ـ منشورات المجلس العلمي ، لا. ت.

٤٠ ـ المعجم الصغير ـ الطبراني ـ دار الكتب العلمية ١٩٨٣.

٤١ ـ النهاية في غريب الحديث ـ ابن الأثير ـ المكتبة العلمية ، لا. ت.

١٣

ج ـ كتب التاريخ والتراجم :

٤٢ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة ـ ابن الأثير ـ ط مصر.

٤٣ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ـ الإمام ابن حجر ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٤٤ ـ الأعلام ـ خير الدين الزركلي ـ دار العلم للملايين ١٩٩٢.

٤٥ ـ الأنساب ـ السمعاني ـ دار الجنان ١٩٨٨.

٤٦ ـ البداية والنهاية ـ ابن كثير ـ مكتبة المعارف ١٩٨٣.

٤٧ ـ اللباب في تهذيب الأنساب ـ ابن الأثير ـ دار صادر ١٩٨٠.

٤٨ ـ تاج التراجم ـ قاسم قطلوبغا ـ دار القلم ١٩٩٢.

٤٩ ـ تاريخ الإسلام ـ الإمام الذهبي ـ دار الكتاب العربي ١٩٨٨.

٥٠ ـ تاريخ دمشق ـ ابن عساكر ـ دار البشير مصورة عن المخطوط.

٥١ ـ تذكرة الحفاظ ـ الإمام الذهبي ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٥٢ ـ تهذيب التهذيب ـ الإمام ابن حجر ـ دار صادر ، لا. ت.

٥٣ ـ جمهرة أنساب العرب ـ علي بن حزم الأندلسي ـ دار المعارف ـ ط ٥.

٥٤ ـ الجواهر المضية في طبقات الحنفية ـ الإمام أبو محمد عبد القادر القرشي ـ مجلس دائرة المعارف النظامية ـ الهند.

٥٥ ـ حلية الأولياء ـ أبو نعيم الأصبهاني ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

٥٦ ـ دول الإسلام ـ الإمام الذهبي ـ مؤسسة الأعلمي ١٩٨٥.

٥٧ ـ سير أعلام النبلاء ـ الإمام الذهبي ـ مؤسسة الرسالة ١٩٨٥.

٥٨ ـ صفة الصفوة ـ ابن الجوزي ـ دار المعرفة ١٩٧٩.

٥٩ ـ طبقات الحفاظ ـ السيوطي ـ دار الكتب العلمية ١٩٨٣.

٦٠ ـ الطبقات الكبرى ـ ابن سعد ـ دار صادر ، لا. ت.

٦١ ـ عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ـ ابن سيد الناس ـ دار الآفاق الجديدة ١٩٨٠.

١٤

٦٢ ـ غاية النهاية في القراءات العشر ـ ابن الجزري ـ دار الكتب العلمية ١٩٨٢.

٦٣ ـ فتوح البلدان ـ البلاذري ـ دار الكتب العلمية ١٩٨٣.

٦٤ ـ لسان الميزان ـ الإمام ابن حجر ـ دار الفكر ١٩٨٨.

٦٥ ـ معجم قبائل العرب ـ عمر رضا كحالة ـ مؤسسة الرسالة ١٩٨٥.

٦٦ ـ مفتاح السعادة ومصباح السيادة ـ طاش كبرى زاده ـ دار الكتب الحديثة ـ القاهرة ، لا. ت.

٦٧ ـ نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ـ أحمد بن علي القلقشندي ـ دار الكتب العلمية ، لا. ت.

د ـ اللغة وعلوم مختلفة :

٦٨ ـ تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ـ محب الدين أفندي ـ ملحق بالكشاف.

٦٩ ـ القاموس المحيط ـ الفيروز آبادي ـ المكتبة الحسينية ط ٢ ـ ١٣٤٤ ه‍.

٧٠ ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ـ حاجي خليفة ـ طبع استنبول ١٩٤١ نسخة مصورة.

٧١ ـ مختار الصحاح ـ محمد بن أبي بكر الرازي ـ مؤسسة الرسالة ، لا. ت.

٧٢ ـ معجم البلدان ـ ياقوت الحموي ـ دار الكتب العلمية ١٩٩٠.

٧٣ ـ معجم سركيس ـ يوسف إلياس سركيس ـ مطبعة سركيس ـ ١٩٢٨ نسخة حديثة مصورة.

٧٤ ـ الملل والنحل ـ الشهرستاني ـ دار دانية للطباعة ١٩٩٠.

٧٥ ـ الموسوعة العربية الميسرة ـ الندوة العالمية للشباب الإسلامي ـ السعودية ١٩٨٩.

وبعد :

فإن الكمال لله وحده نحمده ونشكره على كل حال ونستغفره من كل خطأ ووهم وزلل ونستودعه عملنا هذا راجين القبول والعفو والأجر الحسن ، والحمد لله رب العالمين.

مروان محمد الشعار

١٥
١٦

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة الإمام النسفي (*)

هو الإمام عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي ، أبو البركات الملقب بحافظ الدين النسفي عليه رحمة الله ، وصف في مقدمة كتابه هذا «مدارك التنزيل وحقائق التأويل» بأنه : الإمام المعظم ، الحبر الهمام المقدم ، أستاذ أهل الأرض ، محيي السنة والفرض ، كشاف حقائق أسرار التنزيل ، مفتاح أسرار دقائق التأويل ، ترجمان كلام الرحمن ، صاحب علمي المعاني والبيان ، الجامع بين الأصول والفروع ، المرجوع إليه في المعقول والمسموع ، حافظ الملة والدين ، شيخ الإسلام والمسلمين ، وارث علوم الأنبياء والمرسلين ، أكمل فحول المجتهدين ، قدوة قدوم المحققين ، ذو السعادات والكرامات ، أبو البركات. ا ه.

من أهل «أيذج» من كور أصبهان وكانت وفاته فيها ، نسبته إلى «نسف» ببلاد السند بين جيحون وسمرقند ، ويقال لها «نخشب» خرج منها علماء في كل فن لا يحصون ، فقيه ، مفسر ، حنفي المذهب.

لم يذكر تاريخ مولده ، واختلف في تاريخ وفاته ، فمن المؤرخين وأصحاب التراجم من قال : توفي سنة ٧٠١ ه‍ ، ومنهم من قال سنة ٧١٠ ه‍ ، ومنهم من قال سنة ٧١١ ه‍ وهو الأرجح.

عصره :

تميز عصره بأنه عصر النكبات ففيه كان التتار يجوسون بلاد الإسلام ويمعنون

__________________

(*) ترجمته في : الأعلام ٤ / ١٩٢ ، الجواهر المضية رقم ٦٩٢ ، الدرر الكامنة ٦ / ٣٥٢ ، إيضاح المكنون ١ / ٩٨ ، هدية العارفين ١ / ٤٦٤ ، مفتاح السعادة ٢ / ١٨٨ ، معجم المؤلفين ٦ / ٣٢ ، كتائب أعلام الأخيار رقم ٤٧٨ ، الطبقات السنية رقم ١٠٣٧ ، كشف الظنون ١ / ١١٩ و ٢ / ١١٦٨.

١٧

فيها قتلا وتشريدا وسلبا ونهبا ، وخلال الفترة بين عامي ٦٢٤ و ٧٢٨ ه‍ كانت الدولة الإسلامية مفككة الأوصال : خليفة على بغداد ، وملوك على العواصم وكبرى البلدات في بلاد الشام ومصر ، وفي حين نزل الصليبيون على ساحل الشام خضعت بلاد ما وراء النهر لحكم التتار الذين ما لبثوا أن اجتاحوا العراق وبلاد الشام ، فيما كان قادة المماليك يتصارعون على الحكم في مصر ، وكانت الفتن بين المذاهب تحصد الناس ، والزلازل تدك المدن والقرى في أكثر من مكان ، والفيضان يغمر الأراضي في بغداد.

وفي تلك الفترة فقد المسلمون العديد من كبار علمائهم أبرزهم : تقي الدين ابن الصلاح ، (ت ٦٤٣ ه‍) والإمام علم الدين السخاوي (ت ٦٤٣ ه‍) والحافظ ضياء الدين المقدسي (ت ٦٤٣ ه‍) والعلامة يوسف ابن الجوزي (ت ٦٥٦ ه‍) وشيخ الإسلام العز بن عبد السلام (ت ٦٦٠ ه‍) وقاضي الشام أحمد بن خلكان (ت ٦٨١ ه‍) وقاضي القضاة محمد ابن علي ابن دقيق العيد (ت ٦٨٥ ه‍) وقطب الدين محمد بن أحمد بن علي القسطلاني (ت ٦٨٦ ه‍) وشيخ الأطباء علاء الدين ابن النفيس (ت ٦٨٧ ه‍) وقطب الدين محمد بن مسعود السيرافي (ت بعد ٧١٢ ه‍) وشيخ الإسلام ابن تيمية (ت ٧٢٨ ه‍) رحمهم‌الله.

مصادر علومه :

لم تذكر المصادر التاريخية شيئا عن رحلته في طلب العلم باستثناء رحلته إلى بغداد في أواخر أيامه ، وهو بالتالي تفقه على علماء بلاد ما وراء النهر ، وإلى ذلك أشار صاحب «كشف الظنون» حين قال : وفي طبقات تقي الدين من خط ابن الشحنة أنه لا يعرف له شرح على «الهداية» ، وفي هوامش «الجواهر» أنه دخل بغداد وشرح الهداية سنة ٧٠٠ ه‍ سبعمائة والله سبحانه وتعالى أعلم.

وجاء في «مفتاح السعادة» : كان ببغداد سنة عشر وسبعمائة ، تفقه على شمس الأئمة الكردري (١) ، وروى «الزيادات» عن العتّابي (٢) ، ...

__________________

(١) شمس الأئمة الكردري : هو محمد بن محمد بن عبد الساتر ، أبو الوجد ، شمس الأئمة العمادي الكردري ، من أهل بخارى ووفاته فيها ، من كتبه مختصر في فقه الحنفية. ولد عام ٥٩٩ ه‍ وتوفي عام ٦٤٢ ه‍ (الأعلام ٧ / ٢٨).

(٢) العتّابي : هو أحمد بن محمد بن عمر العتّابي البخاري ، أبو نصر أو أبو القاسم ، زين الدين ، عالم بالفقه والتفسير ، حنفي ، من أهل بخارى ووفاته فيها ، له كتاب «الزيادات» وكتاب «جوامع الفقه» وشرح الجامع الكبير وشرح الجامع الصغير توفي عام ٦٥٨ ه‍ على الأرجح ، لازم شمس الأئمة الكردري وأخذ عنه (تاج التراجم رقم ٢٣). وأخطأ البعض حين ذكر أن وفاته عام ٥٨٦ ه‍ ولعله خطأ من النساخ أو خطأ طباعي إذ كيف يلازم الكردري الذي ولد عام ٥٩٩ وهو مات عام ٥٨٦ ه‍.

١٨

وسمع منه السغناقي (١) ، ... قال بعضهم : ولا يعرف له شرح على «الهداية».

مصنفاته :

ترك الإمام النسفي رحمه‌الله مصنفات جليلة في الفقه وأصوله وفي التفسير وأصول الدين منها :

١ ـ عمدة العقائد ، وهو مختصر يحتوي على أهم قواعد علم الكلام ، قيل إنه يكفي لتصفية العقائد الإيمانية في قلوب الأنام ، ويعرف بكتاب العقائد النسفية.

٢ ـ اعتماد الاعتقاد : وهو شرح للكتاب السابق.

٣ ـ فضائل الأعمال.

٤ ـ الوافي في الفروع ، قال في مقدمته : كان يخطر ببالي إبان فراغي أن أؤلف كتابا جامعا لمسائل الجامعين والزيادات ، حاويا لما في المختصر ونظم الخلافيات ، مشتملا على بعض مسائل الفتاوى والواقعات ، فألفته وأتممته في أسرع وقت ، ولو وفقت لشرحه لأرسمه بالكافي.

٥ ـ الكافي : وهو شرح الوافي.

٦ ـ كنز الدقائق في فروع الحنفية ، لخص فيه «الوافي» بذكر ما عم وقوعه حاويا لمسائل الفتاوى والواقعات.

٧ ـ المستوفى في الفروع ـ ذكره صاحب «كشف الظنون».

٨ ـ منار الأنوار في أصول الفقه ، قيل فيه : هو متن متين جامع مختصر نافع.

٩ ـ كشف الأسرار : وهو شرح منار الأنوار.

١٠ ـ مدارك التنزيل وحقائق التأويل في التفسير ، وهو هذا الكتاب.

١١ ـ شرح كتاب «المنتخب في أصول المذهب» لحسام الدين محمد الأخسيكثي الحنفي المتوفى عام ٦٤٤ ه‍.

١٢ ـ شرح مطول للمنتخب.

__________________

(١) السغناقي : هو الحسين بن علي بن حجاج بن علي ، حسام الدين السغناقي ، فقيه حنفي ، نسبته إلى «سغناق» بلدة في تركستان ، له «النهاية في شرح الهداية» وكتب أخرى ، توفي في حلب عام ٧١١ ه‍ (الأعلام ٢ / ٢٤٧).

١٩

١٣ ـ شرح كتاب «الهداية» لشيخ الإسلام برهان الدين علي بن أبي بكر المرغيناني (ت ٥٩٣ ه‍).

١٤ ـ المستصفى : وهو شرح لمنظومة أبي حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي في الخلاف.

١٥ ـ تأويلات القرآن : أشار إليه في ثنايا كتابه «مدارك التنزيل» موجود نسخة منه في جامعة استانبول.

١٦ ـ المنافع شرح النافع للإمام ناصر الدين السمرقندي ـ ذكر في تاج التراجم.

رحمه‌الله وغفر له ولنا ولجميع المسلمين.

٢٠