قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام [ ج ٣٩ ]

71/536
*

٥ ـ إسماعيل بن سلطان بن عليّ بن مقلّد بن نصر بن منقذ (١).

شرف الدّولة أبو الفضل الكنانيّ الشّيزريّ ، الأمير.

أديب فاضل ، وشاعر كامل. كان أبوه صاحب شيزر وابن صاحبها ، فلمّا مات أبوه وليها أخوه تاج الدّولة ، وأقام هو تحت كنف أخيه إلى أن خرّبتها الزّلزلة ، ومات أخوه وطائفة تحت الرّدم. وتوجّه نور الدّين فتسلّمها ، وكان إسماعيل غائبا عنها. فانتقل إلى دمشق وسكنها.

وكانت الزّلزلة في سنة اثنتين وخمسين. ولمّا سقطت القلعة على أخيه وأولاده وزوجة أخيه خاتون بنت بوري أخت شمس الملوك ، سلمت خاتون وحدها ، وأخرجت من تحت الرّدم. وجاء نور الدّين فطلب منها أن تعلمه بالمال ، وهدّدها ، فذكرت له أنّ الرّدم سقط عليها وعليهم ، ولا تعلم شيئا (٢) وإن كان شيء فهو تحت الرّدم.

فلما حضر إسماعيل وشاهد ما جرى عمل :

نزلت على رغم الزّمان ولو حوت

عيناك قائم سبقها لم تنزل

 __________________

= أهلها ، فقد صحّ عندي أن أهل المعرّة يتقارضون الشهادة ، فيشهد بعضهم لصاحبه في ملك ليشهد له ذلك في ملك آخر ، فجميع ما في أيديهم بهذا الطريق. قال : فقلت له : اتّق الله ، فإنه لا يتصوّر أن يتمالأ أهل بلد على شهادة الزور. فقال : صحّ عندي ذلك. فكتب الكاتب الكتاب ودفعه إليه ليعلّم عليه ، وإذا بصبيّ راكب بهيمة على نهر بردي وهو ينشد هذه الأبيات :

اعدلوا ما دام أمركم

نافذا في النفع والضرر

واحفظوا أيام دولتكم

إنكم منها على خطر

إنما الدنيا وزينتها

حسن ما يبقى من الخبر

قال : فاستدار إلى القبلة وسجد واستغفر الله ، ثم مزّق الكتاب وتلا قوله تعالى (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ). (سورة البقرة ، الآية ٢٧٥).

(١) انظر عن (إسماعيل بن سلطان) في : تاريخ دمشق ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ١ / ٥٦٤ ـ ٥٦٦ ، ومعجم الأدباء ٥ / ٢٣٤ ـ ٢٣٧ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢١٨ ، وفوات الوفيات ١ / ٢٦ ، والوافي بالوفيات ٩ / ١١٨ ، ١١٩ رقم ٤٠٣٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٢٥٧ ـ ٢٦٢.

(٢) في الأصل : «شيء».