وما العيش إلّا مبيت المحبّ |
|
فوق التّرائب بين النّهود |
وما كنت أعلم أنّ الظّبا يوجره |
|
قانصه للأسود |
وخيل بنت النّجوم الصّعاد |
|
بين العجّاج بأرض الصّعيد |
سوابق قد ضمّرن للطّراد |
|
بكلّ عتاق من الجرد قود |
تخفق منها قلوب العداة |
|
كما خفقت عذبات البنود |
أذاعت ، بمصر لداعي الهداة |
|
وانتقمت من دعيّ اليهود |
يعني بدعيّ اليهود العاضد ، لأنّ جدّهم عبيد الله قد جاء أنّه يهوديّ الأصل.
[رواية ابن الأثير في انقراض الدولة العبيدية]
وقال ابن الأثير (١) :
فصل في انقراض الدّولة المصريّة وإقامة الدّولة العبّاسيّة بمصر
وذلك في المحرّم سنة سبع ، فقطعت خطبة العاضد ، وخطب فيها للمستضيء بأمر الله أمير المؤمنين. وسبب ذلك أنّ صلاح الدّين لما ثبّت قدمه ، وضعف أمر العاضد ، ولم يبق من العساكر المصريّة أحد ، كتب إليه نور الدّين يأمره بذلك ، فاعتذر بالخوف من وثوب المصريّين وامتناعهم ، فلم يصغ إلى قوله ، وأرسل إليه يلزمه بذلك. واتّفق أنّ العاضد مرض ، وكان صلاح الدّين قد عزم على قطع الخطبة ، فاستشار أمراءه كيف الابتداء؟ فمنهم من أقدم على المساعدة ، ومنهم من خاف. وكان قد دخل مصر أعجميّ يعرف بالأمير العالم ، قد رأيته بالموصل ، فلمّا رأى ما هم فيه من الإحجام قال : أنا أبتدئ بها.
فلمّا كان أوّل جمعة من المحرّم صعد المنبر قبل الخطيب ، ودعا
__________________
(١) في الكامل ١١ / ٣٦٨ : «ذكر إقامة الخطبة العباسية بمصر وانقراض الدولة العلوية» ، والمثبت قريب من العنوان في : التاريخ الباهر ١٥٦ «ذكر انقراض الدولة العلوية بمصر وإقامة الخطبة العباسية بها».